الحمد لله، الذي أنزل القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. إن من أجل نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين وأكرمنا بكتابه المبين وجعله دستوراً وشريعة خالدة إلى يوم الدين، وإذا كانت همم الناس تتفاوت ومشاربهم تتباين، فإن حفظ القرآن الكريم هو أسمى مطلب و أعز غاية لكل مسلم ومسلمة، ذلك لأن حفظ القرآن الكريم والعمل به هو المجد في الدارين الدنيا والآخرة {يّرًفّعٌ پلَّهٍ پَّذٌينّ آمّنٍوا مٌنكٍمً وّالَّذٌينّ أٍوتٍوا پًعٌلًمّ دّرّجّاتُ} [المجادلة: 11].
وإن كان حفظ القرآن الكريم من خصائص هذه الأمة المباركة، فلا توجد أمة على وجه الأرض تحمل نهجها، ودستور حياتها في صدور أبنائها وبناتها سوى هذه الأمة، وأكرم بنفس سعت لتكريم الحفظة من البنين والبنات، فإن تكريم حملة كتاب الله من إجلال الله تعالى، وحيث إن هذه المسابقة المحلية في عامها الرابع لحفظ القرآن الكريم فإنه يسرني بهذه المناسبة أن أشيد بهذه الجائزة التي تعد أحد الأسباب التي هيأها الله سبحانه وتعالى لحفظ كتابه الكريم ولتكون حافزا للتخلق بكتاب الله وشحذ الهمم إليه والعناية الخاصة لإتقان حفظه وتجويده ودراسة تفسيره والاجتهاد في تعاهده والعمل بما جاء فيه.
وما هذه الجائزة الإ امتداد للأعمال الجليلة والخيرة التي يقوم بها سموه الكريم في مختلف مجالات الخير وتنوعها وهذه العناية امتداد لعناية سابقة من قبل ولاة الأمر فقد تبنى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه العناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة واعتبرهما دستور هذه الدولة .
كما حث على العلم ورعى الكتاتيب وحلقات التعليم والدروس وطباعة الكتب العلمية وتوزيعها بالمجان، وامتدت هذه الرعاية حتى هيأ الله سبحانه وتعالى لخادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ ورعاه وأدام توفيقه إنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة خدمة لهذا الكتاب.
ولقد امتدت هذه الرعاية لكتاب الله وتخطت المستوى المحلي إلى المستوى الدولي وخير شاهد مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها المملكة سنوياً دعماً وتشجيعاً لأبناء المسلمين في كل مكان لتعاهد كتاب الله بالحفظ والتلاوة والعمل به، أسأل الله أن يحفظ ولاة أمورنا على ما يبذلونه من دعم مادي ومعنوي لكتاب الله وعقيدتنا.
والشكر والثناء موصولان لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ صاحب الجائزة المباركة وأسأله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسنات سموه الكريم كما لايفوتني أن اشكر صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت فهد بن سلمان على رعايتها لحفل الختام والشكر موصول لكل من شارك في التهيئة والإعداد لهذه المسابقة.
نائب وزير المعارف لشؤون تعليم البنات | 
