هذا كتابُ اللهِ يرفعُ أَهْلَهُ
لِذُرى الصَّلاحِ، وأَعْظَمِ الدَّرَجَاتِ
هذا كتابُ اللهِ في صَفَحاتهِ
نورٌ يفيضُ بِمُحْكَمِ الآياتِ
هذا كتابُ اللهِ يهدي نورُهُ
أهلَ العقول بحكمةٍ وعظَاتِ
هذا كتابُ اللهِ مُعْجزَةٌ، وَمِنْ
آياتهِ نستقبلُ النَّفَحَاتِ
دستورُنا القرآنُ، سَوْفَ نَصُونُهُ
وَنَسِيرُ تحت لِوَائهِ بِثَباتِ
هذا كتابٌ فُصِّلتْ آياتُه
وخطابُ خالقِ هذه الفَلَوَاتِ
قُرْآنُنا صوتُ السَّمَاء إلى الورى
يتلوهُ خيرُ الخَلْقِ في الصَّلَواتِ
سُوَرٌ، وآياتٌ يفوح عبيرُها
بينَ الورى قُدْسِيَّةَ الكَلِمَاتِ
في حِفْظِها أَمْنٌ وإيمانٌ، وَمِنْ
بركاتِها نستمطرُ الرَّحَمَاتِ
وبها شفاءُ المؤمنين وَحِفْظُهُمْ
من كلِّ داءٍ يبعثُ الحَسَرَات
هذا كتابٌ أُنزِلتْ آياتُهُ
لِيُضيء نورُ اللهِ في الطُّرُقَاتِ
نَزَلَتْ كَوَاكبُهُ بصدرِ مُحَمَّدٍ
فتهادتْ الأنوارُ من عَرَفَاتِ
طُوبى لِمَنْ حَفِظَ الكتابَ، فإنَّهُ
قَبَسٌ يُشعُّ بحالكِ الظُّلُمَاتِ
خَشَعَتْ لَهُ كلُّ الجوارحِ، وانبرت
تتلوه في الرَّكَعَاتِ والسَجَدَاتِ
لو أُنزلتْ كلماتُه.. مكتوبةً
فوق الجِبَالِ.. تَحوَّلَتْ لفُتَات
هذا كتابٌ أُحْكِمَتْ آياتهُ
ترتيلُهُ من أَعْظَمِ القُرُبَاتِ
بِلسَانِنَا العربيِّ، أنزلهُ الذي
جَعَلَ العُروبةَ مَأزِرَ الدَّعوات
حَقٌّ، وَصِدْقٌ كَلُّ ما وَرَدَتْ بهِ
أَخْبَارُه.. في أجملِ اللَّهَجَاتِ
حِكَمٌ، وأَحْكَامٌ، ونجوى بارئٍ
تحكي لنا الماضي وما هو آتِ
تروي حياةَ الغابرين.. لِعْبرَةٍ
وَتُشيرُ للآتينَ باللَّفَتَاتِ
في دولةِ الإسلام هبَّ مجاهدٌ
قد ساقهُ الرَّحمنُ للخيراتِ
أعطى كتابَ اللهِ صَفْوَةَ مالهِ
وانْسَاق للقرآن في الحَلَقَاتِ
«سلمانُ» تفتخرُ المساجدُ باسمهِ
ويحيطهُ الحُفَّاظُ بالدَّعَوَاتِ
مَنَحَتْ يَدَا سلمانِ جائزةَ النَّدى
في الحفظِ.. للْفِتيَانِ والْفَتَيَاتِ
اللُه يحفظهُ، ويحفظُ مالَهُ
ويحوطه بالخيرِ والبركاتِ
هذا كتابُ اللهِ يهدي للتي
هي أقومٌ، ويضيءُ في الجَنَبَاتِ
ندعو من الله العليِّ لأهلهِ
والحافظينَ.. بواسعِ الجنَّاتِ
يا مُنْزِلَ الذِّكرِ الحكيمِ إلى الورى
طَهِّرْ بهِ أرواحَنا الصَّدِئَاتِ
واجْعَلْ كتابَك شافعاً ومُشَفِّعاً
لمن اهتدى بهُدَاهُ في الخُطُوَاتِ
واجْعَلْهُ يا ربِّي أنيساً دائماً
للنَّاسِ في الحركاتِ والسَّكَنَاتِ