Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مستعجل مستعجل
من سرق سياراتنا؟!
عبدالرحمن السماري

* * مجلس القوى العاملة.. يتخذ ما بين وقت وآخر.. خططاً لإحلال العمالة المحلية.. محل العمالة الوافدة.. ومحاولة فتح فرص ومجالات عمل جديدة أمام المواطن.. وقد وفق المجلس في خطوة جيدة.. وما زالت الكثير من برامجه تحت الدراسة وفي طريقها للتنفيذ.
* * والمجلس.. رغم أنه حديث النشأة إلا أنه حقق أموراً جيدة.. والمواطن ما زال يعلق عليه الشيء الكثير.
* * غير أن بعض التعليمات.. ما زالت تتعثر أحياناً عند تطبيقها.. ولا تأخذ شكل التطبيق الحرفي.
* * فمثلاً.. قرار منع الأجانب من العمل في محلات بيع الخضار.. وقرار منع الأجانب من العمل في المكاتب العقارية.. وقرار منع الأجانب من العمل في محلات إصلاح المفاتيح للسيارات وغير السيارات كفتح الخزائن أو الأبواب المغلقة.
* * هذه القرارات.. اتخذت ليس لمجرد الإحلال وفتح فرص للمواطن السعودي وإحلاله محل ذلك الوافد.. في مهن مهمة بل وأيضاً.. لهذا القرار بُعد أمني خطير ومهم.. ويجب عدم الاستهانة بتطبيقه.
* * غير أنه من الملاحظ.. أن بعض هذه المحلات ما زال يوجد بها أجانب.. وتزداد في محلات دون أخرى.
* * فمثلاً.. مكاتب العقار.. ما زالت تشتكي من وجود هؤلاء.. مع اختلاف عددهم وحجمهم.. وكذا محلات إصلاح المفاتيح وفتح الأبواب أو الخزن المغلقة أو أي «قفل» امتنع عن الفتح..
* * أما محلات بيع الخضار.. فهي الأقل وإن كان يوجد بعضهم ما بين وقت وآخر.. وهي مجرد عملية «جس نبض» عن مدى قوة وصرامة القرار.
* * وخلال اليومين الماضيين..قرأت خبراً مطولاً نشر في بعض الصحف عن إلقاء القبض على عصابة لسرقة السيارات.. يتزعم تلك العصابة عامل بنجلاديشي «كَفُو؟!».
* * ومشكلتنا.. أننا ننظر أحياناً ببساطة إلى بعض العمال و«نحقرهم» عن فعل شيء.. مع أنهم يخططون ويعملون ويتحركون بشكل لا نتوقعه.. وقد نثق فيهم ثقة عمياء..ونعطيهم فرصة الانقضاض.
* * أنا..لا أقول ان كل عامل سيىء.. ولكني أقول.. يجب أن نكون أكثر يقظة وأكثر حذراً.. وأكثر نباهة.. وألا نثق في كل أحد.. وألا نمنح ثقتنا للجميع.. ثم نقول بعد أن وقع الفأس في الرأس «وَلْ.. أثْرَهْ مهوب سهل ها الْقْطِيوْ؟!!».
* * مشكلتنا.. أننا إلى وقت قريب وكنا نتهم أبناءنا بسرقة السيارات وسرقة مافيها.. حتى ان اتضح لنا جزء من المشكلة.. وهي هذه العصابة من الأجانب.. ولها زعيم أجنبي.
* * ويجب علينا.. ألا نبحث عن سارقي الجوالات من السيارات.. وسارقي بعض محتويات السيارات..وسارقي حتى علب الدخان والولاعات من السيارات متى وقفت أمام مسجد.. وسُرقت حتى الأحذية من المساجد.. لأنها يقيناً عصابة مماثلة.
* * مشكلتنا.. أننا.. نحقر هذا وذاك ونقول «رْخَمَةْ.. دجاجة.. مهوب وَجْهْ سَرْقْ» وهناك من يتحدى ويقول «اقْطَعْ يدي.. إن سَرَقْ لوقوطي ببسي».
* * أنا أجزم.. أن هذا العامل الذي تزعم هذه العصابة لسرقة السيارات.. كان محل ثقة هؤلاء الناس.. الذين سُرقت سياراتهم.. وفوق هذا.. فهم يستبعدون حصول ذلك منه.. وبمجرد أن عرفوا هذا السر..لا شك أنهم سيبهرون ويقولون بلسان واحد «وَلْ.. أثْرَهْ خبيث.. من يصدق.. إن هذا يسرق لو حَبَّةْ فصفص؟!!» وسيتم تناقل الخبر بصيغة استغرابية.. وهكذا نحن دائماً «يْدَرِبْينا السِّيل ونقول زِبَدْ؟!!».
* * ويوم أمس القريب.. وفي مواقف إحدى الجهات.. قفل أحد الموظفين على مفاتيح سيارته داخل السيارة.. وفيما المشاورات تدور حول طريقة فتحها.. وفيما الجميع يستصعب هذه المسألة.. ويؤكد صعوبتها.. وانها تحتاج إلى وقت وجهد.. وفك وربط.. أو كسر.. إذا بعامل من تلك النوعية يقول للحضور.. الأمر هين.. هيِّن.. ولحظة حتى أحضر لكم خبيراً ماهراً جداً في فتحها بكل يسر وسهولة.. وماهي إلا ثوانٍ حتى حضر«دكتور الْقفُولْ» وهو عامل آخر من نفس الفصيلة.. يعني «ما يحرِّك الرابْضَةْ» كما نقول.. فجاء مبتسماً ومؤكداً..أن الأمر هيِّن للغاية وبسيط جداً جداً فقال للحضور «وين سيارة سديق؟!» قالوا.. هذه.. فأخرج من جيبه «مسيمير صغير» كالإبرة «فَطَقَّ» قفل الباب فانفتحت الأبواب في ثانية.. فابتسم للحضور سعادة الدكتور الماهر.. وابتسم الحضور للدكتور ومرافقيه وقالوا: بصوت واحد وكالعادة «وَلْ..أثْرَهْ مهوب سهل.. هذا كفو يفتح لو باب جِرِيْدْ».
* * التفت الحضور بعد «الْوَلْوَلهْ» لسعادة الدكتور وقالوا: «كم فلوس إِنْتَ يا سديق؟!» فقال .. مائة ريال فقط «فَزَنِّدُوهْ» المائة ريال بالوفاء والتمام.. فانصرف ومعه.. هذا المسيمير.. والله أعلم وحده.. كما افتتح هذا «المسيمير» من سيارة وكم لطش من جوال.. وساعة و«كِنْدَرَةْ» من أمام المساجد.
* * يبدو أننا الآن.. عرفنا جزءاً غير قليل من لصوص السيارات وسارقيها..
* * وعرفنا.. كيف يسرقون هذه السيارات...
* * وعرفنا.. كم أبناؤنا بريئون من هذه المشاكل.
* * وعرفنا.. أن هؤلاء.. يمشون بيننا يسرقون.. ونحن شطار في كلمة «وَلْ. أَثْرَهْ خبيث؟!».
* * أما عندما تُسرق سياراتنا فنحن نتهم الشرطة بالتقصير والغفلة.. وأبناءنا بالخبث.. ونتهم القاصي والداني.. وننسى «اللي.. يمسِّح السيارات بالمواقف.. هو والشلة التي معه».. أو صاحب «البسكليت» الذي يدور على السيارات ويمسِّح ما شاء و «يلطش» ما شاء.
* * علينا.. أن نكون أكثر حذراً.. وأكثر يقظة وأكثر ذكاءً..وأن نكون عيوناً للشرطة.. وعوناً لها.. لا مجرد عبء عليها..
* * بل أكثر من ذلك.. عندما نكيل لها التهم بالتقصير والغفلة ونحن المفرطون وحدنا.. و «وَلْ. أَثْرَهْ خبيث؟!».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved