أن يكون المرء بعيداً قد نجد له العذر.. وأن يكون الوزير الأمريكي مشغولاً فلا يقرأ تقارير سفرائه، فربما يكون مشغولا.
وأن يكون باول منهمكاً في عمله فلا يشاهد الجرائم الإسرائيلية على شاشات التلفاز، فربما لا يجد وقتاً لذلك.
أما أن يكــون على قرب أمــتار من مجازر شارون، ويسمع صرخات المظـلومين من الفلسطينيين، وأنات الجـرحى وتفــرض عليه الأحداث مشاهدة مناظر تحرِّك أقـسى القلوب فهذا يجعل المرء حائراً، هل وصل الانحيـاز إلى الحالة التي ترمز لها الدمى الثلاث «لا أسـمع.. لا أرى.. لا أتكلَّم».. وفعلاً لم يسمع باول كل صرخات المظلومين.. ولم ير جرائم شارون، ولــكنه تكلَّم.. تكلَّم طالباً من عرفات التنديد بعملية أســقطت ستة قـتلى من اليهود وصـمت عن الآلاف الذين أبادهم جيش شارون.
|