مقاطعة المنتجات الأمريكية والبريطانية من جميع المسلمين والحكومات الإسلامية هو الحد الادنى الذي يمكن القيام به للفت نظر تلك الدول (التي تصر على ان شارون رجل سلام،اما العرب فهم قطيع من الإرهابيين) إلى ان تحيزهما الاستفزازي السافر للكيان الصهيوني سوف يؤثر على مصالحهما الاقتصادية التي تحظى بأولوية قصوى لدى الناخبين في تلك الدول. وحتى لو كان الاثر «المالي» المباشر لمثل هذه المقاطعة محدوداً وغير فعال إلا أنه بالتأكيد ذو أثر تربوي عظيم على الشعوب الإسلامية بحيث يصبح لديها القدرة على اتخاذ موقف ضد من يظلمها بدلاً من الاحساس بالعجز والضعف.
أما مقاطعة اسرائيل فهذا الامر أقل بكثير من الحد الادنى ومن المخجل للحكومات الإسلامية أمام الله ثم أمام التاريخ وامام شعوبها الابقاء على أي شكل من العلاقة مع حكومة ذلك السفاح الذي يصفه اعلامها بأقذر الصفات.
ولكنها تصّر على بقاء العلاقة معه رغم ان الدول الأوروبية التي لم تحتل اسرائيل اراضيها ولم تقتل أبناءها اتخذت مواقف شجاعة لمعاقبة اسرائيل ولردعها ومن ذلك قيام الاتحاد الأوروبي بتعليق الشراكة الشرق الأوسطية مع اسرائيل التي كانت تحصل اسرائيل بموجبه على العديد من الامتيازات الاقتصادية.
ولا ادري كيف يمكن لتلك الحكومات الإسلامية والحكومات العربية منها بصورة خاصة ان تدعي ان لديها ذرة من الاحساس الوطني او القومي او الإسلامي دون ان تغلق فوراً السفارات والمكاتب التجارية لاسرائيل وتلك الحكومات مطالبة بذلك حتى لو ارتضت الكشف عن هويتها غير الوطنية وغير القومية. وغير الإسلامية إذ ان ذلك مطلب انساني ومن العار على الأنظمة «الإسلامية» الاصرار بكل صفاقه على عدم تنفيذه لمبررات أوهى من بيت العنكبوت وليس أوهى منها سوى تلك الانظمة نفسها التي قد تكتشف قريباً ان أكبر غلطة يرتكبها نظام سياسي هي عدم الاستجابة للحد الادنى من مطالب شارع يغلي إلى حد الانفجار.
| 
