Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بوح بوح
معارض الكتاب
إبراهيم الناصر الحميدان

من الطبيعي جداً أن يرتاح الأدباء إلى عالم الثقافة فيجدون فيها تلك المتعة التي لا يستشعرها غيرهم. فتصبح هي كل دنياهم مع التحيز حتى وإن اتهمونا بالرومانسية فالثقافة عالم يشع بالألفة والمحبة ومن الطبيعي بأن يكون الكتاب هو الوعاء المناسب لتلك الثقافة. انطلاقاً من دعوة الباري عز وجل إلى رسوله الكريم «اقرأ» ومن شعوري من المتعة التي ينالها الأديب وهو ينفرد بكتاب يقرؤه أجد حرجاً في مهاتفة بعض الزملاء الذين أعرف سلفاً بأنهم في عزلتهم مع الكتاب لا يحبذون اقتحام تلك الخلوة الرائعة كما أنني أجد صعوبة في بيان سعادتي للذين ألفوا كتاباً يأسرني عالمه وأحس بالفرح وأنا أشاهد هذه الكتل البشرية متفرقة في تصفح المطبوعات المعروضة ببذخ وإغراء ولن أقول بخجل لأن الإقبال على ابتياع هذه اللآلئ ليس بالضرورة كبيراً لأسباب كثيرة قد يكون من بينها التفكير بمراكز المرور وتوقف مراقب الجمارك أحياناً عند تصفح كتاب لم يسمع عنه ولكنه قد يثير شكوكه مع أنهم في الغالب يتسع صدرهم ويتحملون مسؤولية مرور الكتاب«بفدائية» لا أدري متى تجد الترحيب لأن الكتاب يعني مرور الثقافة إلى الوطن ولا حضارة في أي مكان بدون ثقافة يا سيدي مدير عام الجمارك ويا أساتذة رقابة المطبوعات في الوطن العربي كله لأن عصرنا الراهن هو عصر الثقافة وسوف نتنازل عن كثير من البضائع الاستهلاكية التي تتكدس في المستودعات على حساب غذاء العقل والروح إنما الثقافة لا غنى عنها لأي شعب ينشد اتساع المعرفة ويواكب الحضارة المتسارعة.
في الآونة الأخيرة سارت خطة حميدة أرجو أن تتلاحق وتستثمر تلك هي إقامة المعارض بصورة شبه دورية في الوطن العربي الذي ينوء عالمه بالمشكلات الحياتية التي لا حصر لها لاسيما الاقتصادية والبطالة والسبيل الوحيد لنسيان تلك المشكلات وحلها هو في اعتقادي الانضواء تحت عالم الثقافة والكتاب وعاؤها إنني أحترم أي منزل أصادف في طريقي وأنا أدخله بعض المطبوعات تكون في متناول أفراده في مواجهة هذه الوسائل الإعلامية«الرديئة» المحتوى والضحلة في المعلومات ومن يحب أفراد أسرته فعليه نصيحة مجانية أن يسلح أفراده بالمعرفة وبتشجيع القراءة التي أعرف بأن بعض المنغلقين لا يرتاحون إليها كثيراً لأن نصائحهم تتسم بالدعوة إلى قراءة اتجاه معين لا بديل أو منافس له رغم أن ذلك الاتجاه لا يحوي كل ما يطمح إليه أبناء هذا العصر ومنحاه العلمي.
أوجه التحية الى المسؤولين عن إقامة مثل هذه المعارض للكتاب التي تشيع الثقافة والمعرفة وتنير السبيل إلى ولوج عالم اليوم الذي يفتح نوافذ الثقافة على مصراعيها مع أننا وأقولها على استحياء نفتقد وزارة متخصصة للتوجيه الثقافي لأن البعض مازال يفكر بالعقلية القديمة عقلية المصالح المادية على حساب البحث العلمي والثقافة الأصيلة وكم أنتظر ذلك اليوم الذي يخصص فيه كل منزل زاوية وإن كانت صغيرة للمكتبة والقراءة اليومية فذاك هو السبيل للحاق بعالم الحضارة المتجدد.

للمراسلة/ ص.ب 6324 الرياض 11442
فاكس: 2356956

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved