|
من الطبيعي جداً أن يرتاح الأدباء إلى عالم الثقافة فيجدون فيها تلك المتعة التي لا يستشعرها غيرهم. فتصبح هي كل دنياهم مع التحيز حتى وإن اتهمونا بالرومانسية فالثقافة عالم يشع بالألفة والمحبة ومن الطبيعي بأن يكون الكتاب هو الوعاء المناسب لتلك الثقافة. انطلاقاً من دعوة الباري عز وجل إلى رسوله الكريم «اقرأ» ومن شعوري من المتعة التي ينالها الأديب وهو ينفرد بكتاب يقرؤه أجد حرجاً في مهاتفة بعض الزملاء الذين أعرف سلفاً بأنهم في عزلتهم مع الكتاب لا يحبذون اقتحام تلك الخلوة الرائعة كما أنني أجد صعوبة في بيان سعادتي للذين ألفوا كتاباً يأسرني عالمه وأحس بالفرح وأنا أشاهد هذه الكتل البشرية متفرقة في تصفح المطبوعات المعروضة ببذخ وإغراء ولن أقول بخجل لأن الإقبال على ابتياع هذه اللآلئ ليس بالضرورة كبيراً لأسباب كثيرة قد يكون من بينها التفكير بمراكز المرور وتوقف مراقب الجمارك أحياناً عند تصفح كتاب لم يسمع عنه ولكنه قد يثير شكوكه مع أنهم في الغالب يتسع صدرهم ويتحملون مسؤولية مرور الكتاب«بفدائية» لا أدري متى تجد الترحيب لأن الكتاب يعني مرور الثقافة إلى الوطن ولا حضارة في أي مكان بدون ثقافة يا سيدي مدير عام الجمارك ويا أساتذة رقابة المطبوعات في الوطن العربي كله لأن عصرنا الراهن هو عصر الثقافة وسوف نتنازل عن كثير من البضائع الاستهلاكية التي تتكدس في المستودعات على حساب غذاء العقل والروح إنما الثقافة لا غنى عنها لأي شعب ينشد اتساع المعرفة ويواكب الحضارة المتسارعة. للمراسلة/ ص.ب 6324 الرياض 11442 فاكس: 2356956 |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |