Sunday 14th April,200210790العددالأحد 1 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

جداول جداول
الصحافة في ندوة النخيل
حمد بن عبدالله القاضي

إلى سنوات معدودة كنا نتلهّف على قراءة بعض صحف أقطارنا العربية وبخاصة صحافة «مصر»، و«الكويت» لأننا نجد فيها عند قراءتها الخبر الجديد، والطرح السياسي الجريء، والموضوع الثقافي، والكاتب المتميز.
أما الآن فصحافتنا السعودية، وأخص منها صحفنا الناجحة، أصبحت واقعاً لا أحلاماً تغنينا عن مطالعة صحف الأقطار الشقيقة، فصحفنا الناجحة أصبحت في زمالة وندية معها، بل انها تجيء في كثير من طروحاتها واخراجها وطباعتها متفوقة على كثير من الصحف العربية العريقة في الدول الشقيقة.!
وفي ندوة «النخيل في الرياض» التي استضاف فيها صاحبها أ.د. محمد بن حسين، احد رواد الصحافة في بلادنا الأستاذ تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض، والكاتب المعروف، كان هناك حديث ممتع ومفيد في هذه «الندوة المفتوحة» حول صحافتنا، وقد تحدث فيها ضيف الندوة الكريم عن «صحافتنا والظروف الراهنة» حديثاً امتاز بالشفافية حول صحافتنا ومعالجتها للأحداث وقدرتها على النجاح والموازنة بين ما يريده القارئ منها مع حرصها ومراعاتها لمصلحة الوطن ووحدته وتماسك مجتمعه.
ولقد وفق أ. تركي في هذه الندوة في حواره مع الحضور، وفي حديثه الواعي، ومن بين القضايا المهمة التي تطرق اليها ضيف الندوة قضية مهمة تتعلق بتطور صحافتنا عندما اشار الى ان الصحف السعودية الناجحة حققت هذا التفوق وهي الأكثر في عالمنا العربي مراعاة لأخلاق وقيم وعادات الناس.. وفي تقديري ان هذه هي «معادلة النجاح» التي يحق لصحافتنا ان تفخر بها، فأن تنجح إعلامياً وفي ذات الوقت تحافظ على قيم الناس، ولا تخرج عليها ولا تتعمد الإثارة الضارة فهذه هي معادلة النجاح الصعبة والمشرّفة، كما كان أ.تركي موفقا عندما تطرق الى نقطة لا تقل أهمية عن هذه القضية ألا وهي مسألة «حرية النشر» وقال في عبارة واعية لها مضمونها من واقع تجربته واعتزازه بقيمه معاً: «يجب ألا تكون الحرية ملاذاً للخروج على القيم والأخلاق» وقد صدق كثيراً فيد حرية المطبوعة والإنسان معا يجب ان تتوقف عند حدود أنف حريات الآخرين وقيمهم، وفي المداخلات والحوار بين الأستاذ تركي والحضور كشف الضيف الكريم عن كثير من الجوانب والخلفيات التي قد لا يدركها بعض من يقرؤون الصحيفة، وقد يلوم بعضهم المطبوعة على نشر شيء لا يتفقون معه وهم لا يعرفون ماذا يعاني رؤساء التحرير من أجل ألا ينشروا شيئاً يسيء الى قيم المجتمع ومصلحة الوطن وهم يفعلون ذلك رغم اننا في «عصر الإعلام المفتوح» أمام الناس ولكن هناك رسالة لصحافتنا لا تتخلى ولا يجب ان تتخلى عنها، لقد خرج الحضور وهم نخبة من مختلف شرائح المجتمع من هذه الندوة بمعلومات مهمة عن الصحافة وظروف النشر فيها، وكم استشرف ان يعرفها كثير من القراء ليدركوا بعضا من المعاناة التي يعيشها رؤساء تحرير الصحف اليومية، وليقلّوا من اللوم عليهم من بعدها فإن شأن رؤساء تحرير المطبوعات كما قال المتنبي:
لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه
ولقد ضرب أ. السديري مثلاً جيداً فيما يتعلق بحرية النشر وذلك في تجربة «الإصدار الشهري» الذي تصدره «اليونسكو» وتنشره «الرياض» مع بعض الصحف العربية، ان هذا الملحق يجيز المسؤولون بصحيفة الرياض مادته قبل نشره، وقد يحذفون منه بعض المقاطع التي لا تتناسب مع قيم مجتمعنا وحصل ذلك اكثر من مرة كما اشار رئيس تحرير صحيفة الرياض وبسبب ذلك تلقى مسؤولو تحرير صحيفة الرياض اللوم والنقد أكثر من مرة ولكن المسألة رسالة قبل ان تكون نشراً.
ولا أملك أخيراً إلا الشكر للاستاذ تركي السديري على امتاعه الحضور بهذه الندوة التي تحدث فيها حديثا مفعما بالصدق، ومليئاً بالمعلومات، من خلال تجربته الثرية، وحسه الوطني، والشكر موصول لصاحب هذه «الندوة النخيلية» التي تعتبر من أبرز ندوات العاصمة في تميز ضيوفها ونوعية حضورها، وكم يتمنى الواحد منا لو تسعفه ظروفه دائماً لحضور مثل هذه الندوات الثقافية التي أصبحت تنتشر زاهية كقطرات المطر في أمسيات الرياض وصوالينها.
***
إنها غوغائية شارع لكنها إثارة بلا أثر
* * هؤلاء الذين يطالبون بقرارات عاطفية مثل قطع البترول يبدو انهم لا يقرأون الواقع وظروف الاقتصاد العالمي واختلاف زمن عن آخر.!
إذا كان الغرب وامريكا في السابق هم الذين يحتاجون الى «بترولنا» فنحن الآن حقيقة في ظل الاكتشافات البترولية في مختلف أرجاء العالم وفي ظل وجود البدائل الاقتصادية أصبحنا نحتاج أكثر منهم الى شراء وتسويق بترولنا من أجل تنمية أوطاننا، وتقوية أنفسنا، ودعم ومؤازرة اخواننا الصامدين في فلسطين وغيرها.
إن الأمم لا تقاد بمثل القرارات العاطفية التي تضر بالشعوب أكثر مما تنفعها.
ترى ماذا تجدي مثل هذه الدعوات، وماذا تجدي المظاهرات الصاخبة بالشوارع او التظاهرات الصوتية بالفضائيات انها فقط تخرج مكنون النفوس في الأولى وتحتد في الصراخ في الثانية لكنها مع الأسف لا تفعل أكثر من التنفيس والإثارة لكنها لا تؤثر في عدو ولا تثأر من معْتد.
إن قراءة الأحداث والتفاعل معها بهذا الشكل والتعبير عنها بهذه الصورة لا يكسب منها سوى الأعداء، ولا تجر على أوطاننا إلا الويلات بسبب غوغائية الشارع وتخريب المنشآت.
إن الشعب الفلسطيني الصامد يريد الآن الأعمال لا الأقوال كما قال سمو الأمير نايف وهذا هو ما قام به هذا الوطن عبر العمل السياسي الحكيم، وعبر التبرعات المادية الهائلة من قيادة الوطن وابنائه في أكبر وقفة عملية مع هذا الشعب الصامد في هذا الزمن «الشاروني» المعتم عدواناً وظلماً.!
ولكن فجر فلسطين مشرق بإذن الله.
وإن ربك لبالمرصاد!.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved