بروح رياضية
تنبهوا واعتبروا
د. خالد عبدالله الباحوث

دعت رابطة الأندية المحترفة لكرة القدم في ألمانيا أو THe Bundesliga إلى اجتماع طارئ يوم الخميس الحادي عشر من ابريل اليوم وهو وقت كتابة هذا الموضوع لدراسة الأزمة المالية التي ستواجهها الرابطة من جراء إشهار إفلاس مجموعة كيرش ميديا الألمانية Kirch Media .
وعلى الرغم من ان حكومة المستشار جيرهارد شرودر اعلنت عزمها على مساعدة الأندية بعد هذا الاشهار وعلى الرغم من ان رئيس الرابطة Werner HacKmann أعلن بأن الرابطة لديها الرصيد الذي يكفي حتى نهاية هذا الموسم إلا ان الأندية ستواجهه أزمات مالية محتملة قد تؤدي إلى تدمير الكثير منها فما هي إذاً علاقة هذا الإشهار بالأندية الألمانية؟
فمجموعة كيرش الإعلامية تملك حقوق النقل التلفزيوني لمسابقات الرابطة حتى عام 2004م حيث تم الاتفاق بين الطرفين منذ عام 2000م ان تدفع المجموعة للرابطة مبلغاً وقدره 5.1 بليون دولار وحسب ما جاء في العقد فإن المجموعة يفترض ان تقوم بدفع دفعات قريبة جدا أقربها 88 مليون دولار الشهر القادم مايو ثم نفس المبلغ في شهر أوقست القادم. وتكمن المشكلة الرئيسية هنا ان ستين بالمائة من دخل الرابطة والتي تتألف من 18 ناديا يعتمد على هذه الصفقة!!
العبرة في ما عاناه المشفرون
يوماً بعد آخر تعاني شركات التشفير مشاكل مالية وتتكبد خسائر شهرية باهظة ويوما بعد آخر تتساقط هذه الشركات وتعلن إفلاسها. وفي يوم الاثنين الماضي أشهرت مجموعة كيرش الاعلامية الالمانية افلاسها ومن المعلوم ان هذه الشركة هي مالكة الحقوق لنهائيات كأس العالم القادمة. وكما هو متوقع فلقد تدخل الفيفا وتم تحويل الحقوق إلى أحد فروع الشركة KirchSport والتي تتخذ مقراً لها في سويسرا.
وديون كيرش الاعلامية بلغت اكثر 8 بلايين دولار وكانت تتكبد خسارة يومية مايقارب المليوني دولار من جراء صفقات باهظة الكلفة للحصول على حقوق عرض أفلام ونقل مباريات ومن جراء توسعها في القنوات التلفزيونية المدفوعة الأجر. ويظهر ان هذا هو من الحكمة والرحمة الإلهية تجاه كل من تسولت له نفسه لحرمان المشاهدين من أبسط حقوقهم وهي مشاهدة المسابقات الرياضية العالمية بالمجان. فقدرة الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء حتى لو استخدم المشفرون القوة والضغط والعلاقات كما يقول رئيس إحدى الشركات المشفرة والذي أكد مؤخراً بأنه «سوف يستخدم كل ما أوتي من قوة وبكل ما لدينا من علاقات!!! إلى ان نضبط فوضى المقاهي» على حد زعمه.
وبالمناسبة فان الشركة المالكة لحقوق بث نهائيات كأس العالم القادمة في الشرق الأوسط ما عدا شمال أفريقيا والتي أخذت حقوقها بقوة النظام تقول بأن تلك الشركة هي الأخرى تتكبد خسائر شهرية قد تقارب السبعة ملايين دولار.
أخبار طازجة
توالت الأحداث والأخبار خلال الأيام القليلة الماضية والمتعلقة بحقوق بث نهائيات كأس العالم القادمة وإليكم هذه المقتطفات:
أعلنت شركة ستراكون الهندية Stracon وهي الشركة المالكة لحقوق بث نهائيات كأس العالم للقارة الهندية بانها أرجعت اتفاقية الحقوق لشركة كيرش ويعلل سيد هارث ري رئيس شركة ستراكون بأنهم اتخذوا هذا القرار لان الأمور اصبحت مشوشة بعد افلاس شركة كيرش الاعلامية. وللتذكير فان ستراكون اشترت الحقوق بمبلغ يقل عن عشرين مليون دولار وذلك على الرغم من أن القارة الهندية تعتبر كبيرة جدا بالمقارنة مع بلادنا الشرق الأوسط خاصة دول الخليج وبلاد الشام!! وسوف تبدأ المفاوضات من جديد فيما يخص الهند حيث يرى كثير من المراقبين بان المبلغ سوف يكون قليلا جدا!
على الأقل هنالك ثلاث شركات في قارات مختلفة تفكر حاليا بالانسحاب من اتفاقية حقوق النقل.
حصلت القناة الحكومية التركية TRT على حقوق النقل وبذلك انضمت تركيا رسميا لدول العالم التي سوف يتمتع مواطنوها بمشاهدة فعاليات كأس العالم جميعها مجانا. وبالمناسبة لم يتبق سوى الشرق الأوسط الذي مازال مفروضا على مواطنيه شرط الاشتراك بالحزمة وللتذكير مرة أخرى دول شمال افريقيا مستثناة من هذا الشرط.
اتفقت القناة التاسعة Channel9 مع القناة الاسترالية الأرضية SBS للمساعدة في تغطية نقل مباريات كأس العالم وذلك لضمان مشاهدة المواطنين جميع المباريات مجانا هذا مع العلم بأن استراليا لم تتأهل لتلك النهائيات.
حصلت شبكة PCTV المكسيكية على حقوق بث المباريات والتي أعلنت من جهتها بأنها سوف تنقل ما لا يقل عن 40 مباراة مجاناً.
أعلنت قناة ITV البريطانية بأنها خفضت حزمة الاعلانات مليون جنيه استرليني ليصبح المبلغ 5.2 مليون جنيه ومن المعروف بان ITVهي مالكة الحقوق لنهائيات كأس العالم والتي تشفر مبارياتها.
رسالة ناصحة
مازال ملايين المواطنين ينتظرون هدية سعادة رئيس الشركة المالكة لحقوق بث نهائيات كأس العالم اسوة بشعوب العالم الأخرى. ونحن نقول انه يفترض ان تتحرك الشركة سريعاً لانه ومن منطلق النصيحة الاخوية الصادقة سيكتشف المواطنون بأنهم هم مع اخوتهم الخليجيين وبعض الدول العربية القليلة كسوريا ولبنان واليمن هم الوحيدون من دون شعوب العالم المحرمون من مشاهدة هذا المحفل الكروي العالمي. ونصيحة اخوية ثانية فان الكثير من المراقبين يتوقعون ان يكون هنالك فوضى وتداخل في بث المباريات خاصة بعد اشهار الافلاس الأخير ونحن بدورنا ننصح الشركة الوطنية بأخذ زمام المبادرة وإضافة موقف آخر من مواقفها الجيدة.