Saturday 13th April,200210789العددالسبت 30 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المجرم شارون وعصابته المجرم شارون وعصابته
يوري أفنيري(*)

إذا نجح ارييل شارون في قتل ياسر عرفات كما يريد، فان الزعيم الفلسطيني سيبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني والجماهير العربية بشكل عام.
ما الذي سيحدث اذا قامت رصاصة اسرائيلية بقتل عرفات اليوم؟
بعد مقتل عرفات لن يكون الوريث له ابا هذا او ابا ذاك، بل سيكون وريثه الاخ (الكلاشينكوف) مثل الاغنية التي كنا نرددها في شبابنا اثناء المعركة ضد الاحتلال البريطاني حيث كنا نردد «أعطي الارض الى الرفيق باربيليوم، أعطي الارض الى الرفيق الرشاش الصغير» والباربيليوم كان مسدسا معروفا آنذاك.
عند قتل عرفات لن يكون هناك فلسطيني خائن، واذا وجد مرشح فأنه ستتم تصفيته وقتله وعندها سيقوم ايضا العشرات من زعماء المنظمات الفلسطينية الفدائية المحلية بالسيطرة على الاوضاع، وسيبدأون بحملة الانتقام والتي قد تستمر لعدة سنوات، ليس داخل اسرائيل فقط، بل ستتعداها الى كافة انحاء العالم، وستتحول حياة كل اسرائيلي الى جحيم اينما كان وسيصبح العالم كله مثل شارع بن يهودا بالقدس، ولن تأمن أية سفارة أو طائرة او اي سائح اسرائيلي في اي مكان بالعالم، ان عرفات الميت سيكون أكثر خطورة من عرفات الحي، فعرفات الحي قادر وراغب في صنع السلام، بينما عرفات الميت لا يستطيع القيام بذلك بل على العكس فانه سيخلد النزاع الى الابد.
وفي ايامنا الحاضرة يتساءل المؤرخون عن الحمقى الذين تولوا قيادة الشعب اليهودي منذ عام 1930 وجعلوهم يبدأون ثورة لا أمل لها ضد الامبراطورية الرومانية مما أدى الى دمار وهلاك اليهود في فلسطين.
بعد مائة عام من ذلك، فان المؤرخين يتساءلون ايضا عن الجنون الذي جعل الشعب اليهودي ينتخب شارون هذا الشخص الدموي الذي لم يفعل شيئا في حياته سوى سفك الدماء واقامة المستوطنات، ما هذا الجنون الذي جعل الشعب اليهودي يفضل بناء المستوطنات على اقامة السلام والامن، وكيف يبقى هذا الشعب غير مبال عندما يعرض عليه كل العالم العربي وقد تكون المرة الخيرة سلاما حقيقيا وتطبيعا كاملا للعلاقات ومع هذا يفضل الاستماع الى الحمقى من السياسيين والمعلقين الذين يسخرون من المبادرة ويشيدون بشارون في حملته الدموية والتي تعتبر أسوأ من أي حملة سابقة؟ ان التاريخ سيذكر القليلين الذين حذروا الشعب اليهودي من الكارثة التي ستلحق به اذا استمع الى المتطرفين.
كما ان التاريخ سيذكرنا نحن القلائل الذين يحذرون الناس من الكارثة التي ستلحق بنا نحن الشعب اليهودي، اذا سرنا وراء المجرم شارون وعصابته، اذا قتل عرفات فسنكون قد وصلنا فعلا الى نقطة اللاعودة.

(*) كاتب إسرائيلي شهير وداعية سلام
عن صحيفة «معاريف» الاسرائيلية خدمة الجزيرة الصحفية

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved