تقرير: ويدا حمزة
دفع التوتر على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية في الاسبوع الماضي بالقرويين اللبنانيين الذين يعيشون في تلك المنطقة للاستعداد لقتال طويل.
وقد أعد غسان أبو هيثم، المتزوج من أربع نساء ويعيش في مزرعة يطلق عليها اسم «جمهورية شانوح»، غرفة في منزله تأوي أولاده وزوجاته وأحفاده.
ويقول أبو هيثم «الغرفة صغيرة جدا غير أنها أكثر أمنا بعض الشيء، إنها لا تواجه المواقع الإسرائيلية، التي لا تبعد أكثر من 40 مترا».. وأثناء سيره في حديقته حيث يكون تحت أبصار الجنود الإسرائيليين في الموقع الراداري في شبعا، التقط أبو هيثم بعض الشظايا.
وقال «انظروا، هذا ما تبقى من القذائف الإسرائيلية»، ففي الاسبوع الماضي، سقطت قذيفتان على المزرعة.
وأضاف قائلا «تحطم الزجاج، ولحقت أضرار بأحد الجدران وقتلت عشرة رؤوس ماشية لدي»، ويربي أبو هيثم الماعز في مزرعته، وتعيش أسرته مما تجنيه من بيع الحليب واللبن الزبادي.
ويضيف هيثم حزينا «إنهم (الإسرائيليين) لا يريدوننا أن نعيش في سلام، تتعرض مواقعهم العسكرية للهجوم، وردا على ذلك يقصفون المدنيين ومزارعنا».
يذكر أن حزب الله قد عاود مهاجمة المواقع الإسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المحتله في أواخر آذار/مارس الماضي.
وكانت إسرائيل قد استولت على منطقة مزارع شبعا الجبلية في حرب عام 1967 كما استولت على مرتفعات الجولان القريبة، وتطالب بيروت حاليا بمزارع شبعا، بموافقة دمشق، غير أن إسرائيل تصر على أن مسألة مزارع شبعا يمكن فقط بحثها في إطار تسوية سلام مع سوريا، وبينما كان أبو هيثم يتحدث هذا الاسبوع عن الهجمات، سمع دوي القذائف من منطقة غير بعيدة عن مزرعته.
وقال أبو هيثم «انظروا، هذا هجوم لحزب الله على مواقع إسرائيلية في شبعا، الآن يمكنكم أن تشاهدوا الأمور بأنفسكم».
وبينما كان يتحدث قصف حزب الله أربعة مواقع عسكرية إسرائيلية، وتبع ذلك غارات جوية وقصف إسرائيلي على أطرف شنوح وشبعا وكفرشوبا.
وقال أبو هيثم بلهجة التحدي وعلى خلفية أصداء القصف في كفر شوبا القريبة، «نحن نتوقع الأسوأ، غير أننا لن نترك المزرعة، حتى إذا قصفنا الإسرائيليون كل يوم».وتابع أبو هيثم «انظروا الطائرات الإسرائيلية، إنها تلتقط الصور، سيقومون لاحقا بغارات». . وهكذا كان فعلا، فقد عادت الطائرات الإسرائيلية على ارتفاع منخفض وأغارت على مشارف كفر شوبا، وفي كفر شوبا سقطت القذائف على مشارف القرية، غير أن سكانها كانوا داخل منازلهم يشاهدون التقارير الإخبارية على تلفزيون المنار التابع لحزب الله والذي كان ينقل تغطية حية من قريتهم.
|