* تحليل - عبد العزيز القراري - رويترز:
هوت اسعار النفط الخام بشدة بعد استقالة الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز تحت ضغط من الجيش مما بعث من جديد المخاوف من ان تعود فنزويلا الى تجاوز حصتها الانتاجية في أوبك ، وانهى الموظفون في شركة النفطة الحكومية الفنزويلية اضرابا ألحق الضرر بصادرات البلاد النفطية هذا الاسبوع وقالوا انهم سوف يستأنفون الامدادات المعتادة من رابع اكبر مصدر للنفط في العالم ، وفي بورصة البترول الدولية بلندن تراجع خام القياس الاوروبي مزيج برنت عند الاقفال 44 ،1 دولار الى 19 ،23 دولاراً للبرميل فيما هوى الخام الامريكي الخفيف في بورصة نيويورك التجارية «نايمكس» 68 ،1 دولار الى 31 ،23 دولاراً وهو ادنى مستوياته في خمسة اسابيع ، واعتقل الجيش شافيز في اعقاب مظاهرة حاشدة يوم الخميس قتل فيها عشرة اشخاص برصاص ضباط قيل انهم حلفاء شافيز ، وسيرأس رجل الاعمال بيدرو كارمونا حكومة انتقالية قبل اجراء انتخابات ، وعندما جاء شافيز الى السلطة في عام 1999م ضمن تخفيض تلك الدولة الواقعة في امريكا اللاتينية لانتاجها النفطي تمشيا مع القيود الانتاجيةالتي تتبناها اوبك بعد سنوات من عدم الالتزام بالحصص الرسمية المقررة في اطار المنظمة ، غير ان رئيس شركة النفط الفنزويلية الحكومية قال بعد خلع شافيز ان الانتاج سوف يتحدد وفق احوال السوق لا وفق حصص اوبك ،
وقال ادجار باريدس للصحفيين في مؤتمر صحفي «فلندع الحديث عن الحصص ، ولنتحدث عن الامكانيات المتاحة لفنزويلا في تجارة النفط» ، واضاف قوله «اذا كانت لدينا الموارد والسوق تتيح لنا الامكانيات فينبغي ان نستغلها»
وقال وزير النفط الفنزويلي السابق همبرتو كالديرون بيرتي ان الحكومة القادمة قد تتخلى عن التزام شافيز الصارم بحصص اوبك وتستعيد حصتها في السوق التي خسرتها خلال السنوات الثلاث لحكمه ، وقال كالديرون لرويترز «اول شيء يجب ان نفعله هو اعادة التشغيل الكامل في مصافينا وحقولنا النفطية»، واضاف قوله «وبعد ذلك اعتقد انه سيتم تغيير السياسة، فسوف يتم توجيهها اكثر نحو استعادة الاسواق مع المحافظة في الوقت نفسه على الروابط في اوبك، ستكون سياسة تقوم على توسيع الانتاج في اطار اوبك بطريقة منظمة» ، وكان شافيز قد امر بتعديل سياسة بلاده النفطية في اعقاب انهيار اسعار النفط في عام 1998م وهو الانهيار الذي حدث نتيجة عوامل منها عدم التزام الحكومة الفنزويلية السابقة لشافيز بحصتها الانتاجية في اطار اوبك ،
وقال بيتر جينوكس رئيس مكتب الطاقة في مؤسسة شرودر سالمون سميث بارني «كانت فنزويلا ايام شافيز عضوا في الفريق الاول لاوبك» ، وقال محللون ان التراجع الحاد في الطاقة الانتاجية الفنزويلية خلال الاعوام التي قضاها شافيز في السلطة يعني ان اي حكومة جديدة لن يكون في مقدورها التهديد بتكرار مبكر للسياسة التي كانت تتبناها البلاد قبيل حكم شافيز ، وقال بول هورسنيل من مؤسسة جي ،بي مورجان «لن يشكلوا تهديدا لبعض الوقت لانهم لا يتمتعون بطاقة انتاجية فائضة»، وتابع «وعلى اي حال فان من مصلحة اي حكومة مقبلة التعاون مع السعودية» اوبك البالغ حجمها 25 مليون برميل يوميا ، وارتفعت الأسهم في ختام المعاملات وسط عمليات شراء انتقائية لأسهم بخسة في قطاعات التقنية والاتصالات وشركات الطيران لكن السوق عموما واصلت موجة هبوطها مسجلة أطول فترة هبوط منذ أكثر من عام ،
وارتفع مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية الممتازة 74 ،14 نقطة اي بنسبة 14 ،0 في المئة الى 82 ،10190 نقطة وذلك وفق احدث بيانات ، وزاد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 97 ،30 نقطة اي بنسبة 80 ،1 في المئة الى 21 ،1756 نقطة ، أما مؤشر ستاندرد اند بورز الاشمل المكون من 500 سهم فارتفع 32 ،7 نقطة اي بنسبة 66 ،0 في المئة الى 01 ،1111 نقطة ، وهوى استاندرد ان بوزر 500 بنسبة واحد في المئة مسجلا رابع هبوط اسبوعي له على التوالي وهي فترة تراجع لم تشهد منذ ان هبط المقياس ثمانية اسابيع متعاقبة على مدى فترة انتهت أواخر مارس آذار عام 2001 ، وسجل ناسداك خامس اسبوع هابط له على التوالي منخفضا 8 ،0 في المئة وهو اتجاه لم يحدث إلا منذ 12 شهرا ،
وهبط داو جونز 8 ،0 في المئة خلال الاسبوع مسجلا رابع هبوط اسبوعي له على التوالي وهو تراجع لم يشهد منذ سبتمبر أيلول الماضي ، وارتفعت أسعار الأسهم الأوروبية مدعومة بتعافي سهم مجموعة فيفندي الإعلامية العملاقة لتنهي بذلك اسبوعا مفعما بالتقلب والمخاوف ألا يؤدي أي انتعاش اقتصادي غض إلا إلى تحقيق الشركات لأرباح هزيلة ،
وجاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية أمس متباينة إذ أظهرت ان حجم الانفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة التي تتمتع بأكبر اقتصاد في العالم أقل قوة مما كان متوقعا ، الا ان تلك البيانات لم تشتمل على مبررات من شأنها دفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى البدء في رفع أسعار الفائدة عندما يجتمع في مايو أيار مما ساعد في رفع أسعار الأسهم سريعة التأثر بأسعار الفائدة مثل أسهم البنوك ،
وقال هيننج كليتش مدير صندوق الاستثمار في مؤسسة كوميرز اسيت مانيجرز في فرانكفورت: مازلت واثقا الى حد ما من اننا حققنا نوعا من الانتعاش الدوري الذي سيعود بالنفع على بعض القطاعات سريعة التأثر بالدورات الاقتصادية الا ان المشكلة تتمثل فيما اذا كان هذا الأمر سيعود بالفائدة أيضا على قطاعي التكنولوجيا المتطورة والاتصالات ،
وبحلول الساعة 1534 بتوقيت جرينتش ومع اقفال معظم البورصات الأوروبية ارتفع مؤشر يوروتوب الأوروبي العام المؤلف من أسهم 300 شركة أوروبية ممتازة بنسبة 5 ،0 في المئة ، الا ان هذا المؤشر هبط على مدار اسبوع التداول بنسبة 5 ،1 في المئة بعد التراجع الحاد الذي منيت به الأسهم في قطاعي التكنولوجيا والاتصالات يوم الخميس الماضي وهو التراجع الذي هوى بالبورصات الأوروبية الى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر من جراء القلق على معدلات نمو أرباح الشركات مستقبلا والديون الكبيرة التي تثقل كاهل هذين القطاعين ، وما زالت البورصات الأوروبية محصورة في نطاق تداول ضيق صعودا وهبوطا، كما تعافت أسعار الأسهم في بداية التعاملات وول ستريت من هبوطها أول امس الخميس الا انه مع حلول موعد إقفال البورصات الأوروبية تراجع مؤشر داو جونز المؤلف من أسهم الشركات الصناعية الممتازة بنسبة 2 ،0 في المئة فيما ارتفع المؤشر المجمع لسوق الاتحاد الوطني لتجار الأوراق المالية (ناسداك) الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا ارتفاعا هزيلا نسبته 3 ،0 في المئة ،
ويتطلع المستثمرون الى الاسبوع المقبل مع تسارع وتيرة موسم إعلان أرباح الشركات على جانبي المحيط الأطلسي اذ ستعلن شركة ساب كبرى شركات البرمجيات الأوروبية يوم الاربعاء المقبل نتائجها المالية وستليها شركة نوكيا الفنلندية كبرى شركات انتاج الهواتف المحمولة يوم الخميس ،
وقال كليتش: لا أتوقع ان تخرج ساب ونوكيا عن نطاقاتهما المجمع عليها الا ان الأكثر أهمية من ذلك يتمثل في مدى التفاؤل او التشاؤم الذي ستكون عليه توقعاتهما للعام المقبل ،
وانتعش سهم مجموعة فيفندي بنسبة خمسة في المئة ليتعافى من تهاويه إلى أدنى مستوياته في أربعة أعوام ونصف العام وليتوقف تراجع سهم تلك المجموعة المتواصل منذ أشهر من جراء القلق على قدرة المجموعة على خفض ديونها الضخمة من خلال بيع أصولها غير الاستراتيجية ،
الا ان سهم تلك المجموعة لايزال منخفضا على مدار الاسبوع بنسبة 5 ،5 في المئة كما انه منخفض بنسبة 40 في المئة مقارنة بمستواه في بداية العام الحالي ،
كما حد تراجع أسعار النفط من صعود القطاع الأوسع من السوق مع تراجع أسعار خام القياس الأوروبي مزيج برنت في عقود مايو ايار في بورصة البترول الدولية في لندن 7 ،1 في المئة الى 62 ،24 دولاراً للبرميل بعد ان بدأ اسبوع التداول قرب أعلى مستوياته في ستة أشهر حوال 26 دولارا للبرميل ، وهبط سهم شركة رويال دتش بنسبة 5 ،1 في المئة فيما تراجع سهم شركة (بي ،بي) بنسبة واحد في المئة ،
وقال محللون ان البيانات الاقتصادية الأمريكية لا تعطي البنك المركزي الأمريكي مبررا يدفعه الى رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في مايو أيار ،
وتراجعت ثقة المستهلكين الأمريكيين أوائل ابريل نيسان اذ تضررت نظرة الأمريكيين للمستقبل بركود سوق الأسهم وزيادة طفيفة في معدل البطالة والعنف في الشرق الأوسط ، وأظهرت بيانات حصلت عليها رويترز عن القراءة المبدئية لمؤشر جامعة ميشيجان لثقة المستهلكين ان المؤشر هبط في ابريل نيسان الى 4 ،94 نقطة من 7 ،95 نقطة في مارس اذار ، وكانت التنبؤات تشير الى ارتفاع المؤشر الى 5 ،96 نقطة ،
|