حدقت في المرآة هي كما عرفوها..
فلم لا تغير صورة بالية وغابت في حلم النهار تصنع تحولات هذا العصر.. وخرج صوت
- ان تتصوري.. او تفكري.. ان تتغيري.. هكذا تكوين ملامحك هكذا تقاسيمك.. هكذا يرسمك الآخرون كلما قالوا.. «نورة».. تخرج صورتك من عنابر الذاكرة.. تعبر القبح ومحاسن الصور الجميلة الكثيرة التي يغص بها العقل وتنام في المخيلة وماذا يكون اذا تغيرت الخارطة؟
فكل ما سيتم لا يشكل عدوانا على ممتلكات احد.. سأعبث بالفم.. وأمر على الانف وأساوي امتداد الشفتين!!
تمتمت كثيرا..
«ومن يدينني اذا ما تغيرت الصورة القديمة.. من سيحاسب وجهي الثاني عندما يغيب وجهي الاول»..
وخلت اني معه اختار ذنوبي وسيئاتي.. وأرميها ببحر النسيان واني سأعرف وجوها جديدة واني سأخوض التجارب لمعارف عديدة.
وكنت كذا..
عدت من جديد.. بل بدأت من اخير.. رسمت لي شكلا جديدا وعرفت وجوها جديدة.. بنيت لي قصورا من معارف.. وانسلت كلماتي الى قلوب مجهولة.. فعرفت والفت.. اعجبهم حضوري.. وسألوا عن صورتي الجميلة بل بالغوا في وصفي.. وتساءلوا عن رسمي .. قالوا وقالوا.. وقلت بل ثرثرت.
حتى صارت.. لي ممتلكات من اناس اعرفهم.. وأمست لي مدن من قلوب احبهم وعمرت قلبي بوجود آخرين..
هل هو اختلاف وجهي الاول؟
هل هو حضور جديد؟..
هل هو.. تعارف حديث؟
هل انا كنت صفحة بالية وتحولت الى رسم جميل نظمته انا؟ .. وابدعته يد جراح!!
لم يكن كل ذلك.. الا من روح قديمة.. خلفها وجهي الاول واني لم اكن الا صورة غبية مغيبة عن الوعي.. فقد عبثت بوجهي الاول وتركت حضوري القديم فصنعت وجودا وأوجدت حضورا وكنت مبهورة بالعدم..
ليس الا اني نسيت اني انا انا «نورة» تلك التي طافت في الذاكرة واتخذت ركنا تقبع فيه معالمها وانني مهما عملت او تبدلت هي روحي هي ذاتي كل ما كان تطور صنعته فضائيات فارغة.. وفراغ يحيل السواد بياضا والنقاء تلوثا!! وان وجهي الجديد ليس الا تعبير ساكن خلف وجهي الاول..!!
|