|
** بدءاً
كم يعيدني هذا الشعر البهي الاخاذ الى تلك الأيام الزاهية، وللأحلام التي رحلت! *** ** أما شعره الوطني فان كل قصيدة تتلبسها روح الوفاء لعقيدته وترابه، وكل قافية تخضِّب أبياتها حالة الهم القومي والاسلامي الذي يتلظى عليه الشاعر داخل نفسه، انه مهموم بقضايا واشجان ارضه وقدسه، ومواجع امته العربية والاسلامية. ولأتوقف معكم عند آخر قصيدة له «حداء بين يدي الخلوج» لقد امتزج في هذه القصيدة خطاب الهم الذاتي في أولها بخطاب الهم القومي في آخرها:
آهـ يا سيدي الشاعر كم نحن معك موجعون في هذا الزمن «الشاروني الأسود». لكن لن نقنط أبدا فدم هذه الامة لن يصبح ماء ومجدها لن ينحى ذلا، و«الأيام دُوَل والفلك يدور». *** ** وبعد ان الشعر عند «أحمد الصالح» رسالة وليس تسلية، وعناء لا ترفا. انني أعلم ان هذا الشاعر لم يجلس يوما ليرغم نفسه على كتابة قصيدة، «فالقصيدة - حقا - هي التي تكتبه حقيقة لا خيالا». ومن هنا فان علائم الصدق والاجادة والتجلي تلازم قصائده انه ان كتب شعرا عموديا فانك تجد هذا الابداع متوشحا قصائده، وهو ان قال شعرا حديثا فانك تجد هذا الابداع متلبسا قوافيه. صفة اخرى رائعة تلازمه بل لعلها «مفتاح قصائده تماما كما هي مفتاح شخصيته تلكم هي «الصدق». ان هذا الانسان كما هو صادق في حياته وصداقاته، وفي مودته، فهو صادق في قصائده واشعاره وعطاءاته. هناك ميزة اخرى لشعره اشار اليها الناقد المعروف جلال العشري في مقدمة اول ديوان اصدره هذا الشاعر «عندما يسقط العراف» عندما قال هذا الناقد عنه: «الفطرة والفكرة.. هذان هما الجناحان اللذان يحلق بهما هذا الشاعر المسافر ابدا، عبر الزمن الغارب، عبر شفتي الجرح، عبر مواجع العشاق، عبر الفرح الذبيح ورحلة الجراح. من هنا لا من هناك.. ولا من اي مكان آخر، كانت رحلة هذا الشاعر المسافر، هي رحلة القارب المزود بأصالته المتجه بشراعه صوب الحداثة والمعاصرة». وقد صدق هذا الناقد، فهو شاعر الفطرة والفكرة معا.. الفطرة النقية، والفكرة المتألقة. وهو - اخيرا - وان اعطى لنفسه لقب «مسافر» لكنه انسان «مقيم» في دنيا الشيم الكريمة. شاعر «مستقر» في مدينة الابداع أبدا. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |