* حوار عبدالرحمن الناصر:
جميل ما يقدمه منذ 22 عاما من العطاء.. قدم «رحلتي» فبدأت شعلة نار موهجة ولم يترك لنفسه فرصة الابتعاد حتى بات لامعاً بصوته بالحانه المتميزة التي قل ما تجدها بين هذا الكم من الأعمال.. بلا شك هو الفنان «عبدالله الرويشد» الذي طاف مسارح الغناء بالوطن العربي وعرفه الجميع.. فتح النار في بداية الثمانينات وها هو اليوم يعود ليقول لنا كل شيء ويبوح باسرار لم تذكر من قبل.. «عبدالله الرويشد» نفى كل التهم الموجهة ضده ويرفض تقديم السيء في «هلا فبراير» ويعترف بتقديمه لألحان غيره من المطربين أمثال الاحسائي ويرفض أيضا تقييم النجوم وحينما فتح قلبه لنا كان هذا من أجل جماهيره وقرائنا الكرام..
* أنت تصطاد الشعراء الجدد وتحتكرهم كالعوني وعلي مساعد والساهر.. وتأخذ كل ما هو جميل منهم وتتركهم.. ألم تمر بهذه المرحلة حينما كنت في بداية مشوارك؟
نعم، فقد كنا في البدايات الأولى بحاجة «لدعم» والحمدلله الآن اختلف كل شيء وهذا بتوفيق من الله ومتابعة جمهورنا المتذوق لأعمالنا ووجود أسماء كمطيع العوني أو علي مساعد الذي لأول مرة يغنى له أغنية عاطفية وكذلك الساهر كانت أول أغنية له عن طريق صوتي «بانت نهاية قصتك» بل أول انتشار له.. وأيضا أحمد الشرقاوي من الشعراء المتواجدين في الساحة وأول عمل له هو «لو فرضنا».. وبلاشك الصغير يكبر.. وأنا أشكر ناصر السبيعي وعلي مساعد حيث تعرفت على الشاعر مطيع العوني عن طريقهما وأنا اعتبره مستقبل الشعر والكتابة لدينا وان شاء الله نلتقي في أعمال رائعة وجميلة مع بعضنا.
هذا توفيق من الله سبحانه وتعالى ولكن أنا أبحث دائما عن الجديد والذي لم يطرح بالساحة ولم ألمسه من قبل.. فالشعراء مطيع العوني وعلي مساعد وفتحية عجلان والسبيعي يقدمون لي مواضيع لم تطرح من قبل وأنا من هواة البحث عن الجديد وأخوض مراحل جديدة بالنسبة لي ولأول مرة أصيغ ألحاناً جديدة بطريقة غريبة وأحاول أن أقدم شيئاً يكون عنواناً لي مستقبلا..
* لماذا تحارب الفنانين الشباب وتقف ضدهم.. ولا تتعاون معهم؟
لماذا أحاربهم وبأي طريقة.. وما هو السر في محاربتهم والوقوف ضدهم.. أنا وبكل صراحة أرى نفسي فيهم حينما كنت بأمس الحاجة لمن يقف معي فلذلك أساعدهم بكل اخلاص ولكن هذه المصادمات كانت في «هلا فبراير» وهم يظنون انني السبب في ابعادهم لأمور شخصية..فمهرجان بهذه الضخامة لابد وان تكون هناك لجنة مخصصة وأقدم لهم المقترحات الموجودة لديَّ ومن خلال اللجنة يصدر التقرير النهائي بالقبول أو الرفض.. والاشارة بأصابع الاتهام لا أعيرها أي اهتمام. وكما سبق فهناك لجنة هي المقررة ولست أنا وبعيداً عن هذه المشاكل كلياً، وكيف أقف ضد جيل نشيط له مستقبل كبير.. وإذا كان الاخوان قد وضعوني بالواجهة وسكتوا فأنا لن أسكت.. وعلى كل من وجه الاتهام لي البحث واستقصاء الحقائق ليعرفوا انه ليس لي فيها ناقة ولا جمل.
* أنت وقفت مع سعد الفهد في بداياته.. ولكنك تقف ضده الآن لماذا؟
لا.. لا. ليس لي أي علاقة مع سعد الفهد سوى انني أخذته معي لحفلة وهذا «اللي حصل».
* ولكنه يقول أنك ترفضه في «هلا فبراير» ولماذا تقف ضده حاليا بعد وقوفك معه في بداياته؟
لم أقدم له دعوة السنة الماضية ولا في هذه السنة.. ولكني أدعو له بالتوفيق.. وسعد فنان طموح وأداؤه تجد فيه بعض الخصوصية ولا ينقصه شيء.. ويعرف مكانته عندي.
* شاركت قبل فترة في أوبريت خليجي ضم ثلاثة وعشرين فنانا غالبيتهم من جيل الشباب.. وبعضهم لم يطرح أي عمل.. ألم يكن احباطا لكم كمطربين مخضرمين؟
شيء جميل جداً ان تجد هذا الكم من المطربين المخضرمين والوجوه ا لشابة الجديدة.. ولذلك أنا اعتبره توجهاً جميلاً من القائمين على هذا الأوبريت.. ولأول مرة يحصل في الخليج أوبريت بهذا الحجم وبهذا الكم من الفنانين وأنا أتمنى للأصوات الجديدة من الشباب التوفيق وان تكون دعماً للساحة في الفترة القادمة وبلاشك هذا دعم كبير لهم وسوف يقدمون الشيء الجميل الذي يحظى باستحسان المتابعين ويساعدهم على الانتشار.
* لم تذكر عيسى الاحسائي في لقاءاتك.. مع العلم أنك شاركته في عام 1973م وكانت انطلاقتك الفنية على أعماله.. لماذا؟
عزيزي.. أنا بالأصل من أهالي الاحساء.. فلماذا لا أغني له.. فهو من الفنانين القلائل والمبدعين وقد خدم الساحة الفنية بشكل كبير.. برغم انه لم يحظ بالوهج الاعلامي كغيره من الفنانين الشعبيين.. فهذا الفنان قدم لنا أروع الأعمال وجميع الألوان وبتمييز.. ولكن المشكلة في الاعلام كما ذكرت فهو أول من تناسى هذه المدرسة ولم يقيمها جيدا.. بغض النظر عن أسلوب التسجيل المعتاد في تلك الأيام.
* نتتبع أسلوب التطريب في أعمالك ولكن.. نفاجأ بعمل سريع خارج خط سير الألبوم.. هل هو من باب التغيير.. أم من أجل شريحة معينة تحاكيهم بهذا العمل؟
لا أبداً.. ولكن الواضح أننا نواكب العصر ولا بد من وضع أعمال سريعة كأغنية أو أغنيتين بالشريط، وتختلف عن المجموعة المطروحة بالعمل.. فهناك الأغنية الكلاسيكية والأغنية العاطفية.. وأنا قدمت شيئاً جديداً مع الملحن مشعل العروج «اللي نساك» والبطيء ألا وهي «مايهم» وقدمت الوحدة الكبيرة والمقسوم مع أحمد الجميري في «حلاتك» فلابد من التنويع في طرح الأعمال.. فهذا سوق تجاري ولابد وان أواكب العصر ولا أظل على وتيرة واحدة واستمرعليها.. فأنا بدأت من أوائل الثمانينات وحتى هذاالوقت في طرح الأعمال والتجديد.
* أنت مستمر في الأعمال العريضة كأغنية «حلاتك» «واللي نساك» وأعمال كثيرة.. هل هذا هو خط سير عبدالله الرويشد الأوحد؟
ليس بهذه الطريقة ولكن أتمنى الاستمرارية بهذا الجانب.. فهو خط سير لا بد وان استمر فيه ومن الصعب جدا ان ترضي فئة معينة.. فالبتالي كأننا لم نعمل شيئاً.. وإذا كنت ابحث عن نفسي وعن امكاناتي الصوتية.. لوجدتني أقدم الأعمال العريضة والطويلة وانتمي لهذا النوع من الأعمال وأحب ان أتغنى بها ولكن والشيء الواضح انه لا يمكن ان أقدم أعمالاً عريضة من شريط واحد فالتنوع واجب عليَّ ولا احتكر شريطاً كاملاً بعمل واحد.
* أنت ترفض ان تقدم الألحان الجميلة لغيرك وتخصها لنفسك.. هذا اتهام موجه لك من قبل الكثير من المطربين وآخرهم سعد الفهد؟
مشكلتي انني الحن لنفسي ولصوتي.. وقدمت للمطربة أحلام وريم وأخي عادل الحانا ولا أرفض أي مطرب يسمع مني عملاً ويطلبه.. ولكن من هم المطربون الذين طلبوا مني ألحانا ولم أقدمها لهم وأنا أبحث عن الألحان الجميلة مني ومن غيري.. والأعمال التي تغنى بهاالمطربون واتشرف بأي مطرب يغني من الحاني ولم أصل لهذه الدرجة ان أقدم الحانا سيئة أو باهتة.. فأنا أحافظ على اسمي جيدا.
* هناك تعاون مسبق مع المطربة ذكرى في دويتو باسم «ما فقدتك» من كلمات علي مساعد.. ما هو مصير هذا العمل؟
بالنسبة لنا كمطربين متفاهمان.. ولكن التفاوض بين شركات الانتاج لم ينته.. فهي ملتزمة بعقد مع شركة انتاج وأنا مع شركة أخرى فلذلك التنسيق والتفاوض يتم على ان يطرح العمل بشريطي أو شريطها وحتى الآن لم يحدث أي شيء من هذاالقبيل.. وإذا تم فثق أن أول العارفين هو رجال الصحافة ثم ان هذا ليس سراً و«ذكرى» فنانة جميلة بأدائها ورائعة بصوتها ويسعدني ان التقي معها في هذا العمل.. وبلاشك فهذا العمل هو نقطة تحول بالنسبة لنا جميعاً.. والمنتظر هو التنسيق بين الشركتين لاتمام العمل حتى يرى النور قريبا.
* في منتصف الثمانينات أثرت التصاريح عن المطرب محمد عبده.. هل كنت تفكر في ذلك الوقت الصعود سريعاً عبر بوابة محمد عبده؟
الصحافة في ذلك الوقت هي من أثار الموضوع وبزيادة.. ولكن هل يختلف على مكانة محمد عبده اثنان وأعتقد لا.. ولكن هناك شيء واحد تناسوه وهو من تسمع ومن تحب ولم يقدروه مع العلم انني تحدثت بهذا الخصوص في لقاء تلفزيوني بالرياض.. فطلال مداح من لا يسمعه يحبه بالتأكيد وله تقدير كبير من جميع الفنانين العرب وهو من أوائل المنتشرين بالوطن العربي ولا يشك بهذا الشيء أحد وفي المقابل محمد عبده ما زال يقدم لنا الكثير من الأعمال الرائعة حتى الآن وهو فنان كبير بعطائه وخبرته وأنا من متابعيه ثم انني لم أقيم محمد عبده ولم أصل الى هذه الدرجة فأنا وغيري من المتواجدين بالساحة ما زلنا تلامذته.
* أغنية عوض دوخي «رحمة الله» ليل السهاري هل ستقدمها في العمل القادم كما ذكرت مسبقاً في لقاء لصحيفة كويتية؟
لا.. ليس عندي أي علم بهذا الموضوع.. وسبق ان قدمتها منذ زمن لمسرح تلفزيون الكويت فهي من الأعمال الرائعة والكبيرة ولها اسم وسمعة على مستوى الوطن العربي.. لكن لم اصرح بهذاالخصوص فلدي أعمال لابد وان تكون ذات الأولوية.
|