* تحقيق - مها الناصر:
الشح او البخل صفة غير حميدة وقد تفاخرت العرب قديما بالكرم وتسابقت عليه إلا أننا في هذا العصر المادي السريع استغنينا عن الكثير من الأمور التي كانت في الماضي من الأساسيات في الحياة الاجتماعية والحياة الخاصة. وأصبح جمع المال والشح من ميزات الحياة العصرية والنساء بعد الزواج يصاب بعضهن بإحباط شديد حينما تكتشف الواحدة ان زوجها بخيل مما يجعلها تندب حظها وتتفاقم المشاكل كلما طلبت شيئاً او صنفاً جديدا خصوصاً لو كان هذا من الكماليات فتقوم الدنيا ولا تقعد وتعاد الاسطوانة مرة أخرى ويكثر النقاش والجدل في العديد من المواضيع وتصبح الحياة مع زوج بخيل في غاية الصعوبة.
لا حياة مع بخيل
تقول «م.أ» متزوجة منذ خمس سنوات ولها ثلاثة أطفال - انها لا تتصور الحياة مع رجل بخيل لانها لا يمكن ان تحرم نفسها ولا اطفالها من الحياة ومتطلباتها الكثيرة وان لها جارة تعيش حياة قاسية جداً مع زوجها البخيل الذي يشتري لها اغراض الشهر ولا دخل له بعد ذلك ان كان هناك أصناف قد نفدت لدرجة انها لا تذهب الى السوق حتى في الأعياد وتكتفي بغسيل وكي ملابسها وملابس عيالها القديمة لذلك اجدها دائماً تحافظ على ملابسها ولا تلبسها كثيراً.. وتلجأ الى اخوانها في كثير من الأحيان لشراء متطلبات اطفالها حتى لا يحسوا بالحرمان وكثيراً ما كانت تقول لي: «انا أحسدك على زوجك هذا فهو يشتري لك كل شيء»..
الرجال أنانيون
وعلى نفس المنوال «عالية أحمد» لها من الأبناء ثلاثة ولدان وبنت وتعمل معلمة في إحدى المدارس الأهلية حيث قالت: لقد بدأت أملّ الحياة الزوجية لانني احسست من خلال تجربتي الطويلة التي امتدت الى أكثر من عشر سنوات ان الرجال انانيون ويحبون انفسهم فقط فأنا أعمل في التدريس منذ أكثر من خمس عشرة سنة وراتبي يقارب راتب زوجي وأساهم بالكثير من مصاريف البيت ولكن للأسف الشديد عندما أريد ان اشتري بعض الأغراض الخاصة بي اجد امتعاضاً ونقاشاً شديداً من زوجي فما بال الحال لو كنت لا أعمل بينما هو يطلب مني عندما يريد شراء أشياء خاصة به وتقوم القيامة حينما اقول نخرج اليوم لتناول العشاء في أي مطعم من المطاعم حيث يهرب بكل صراحة من هذا الموضوع الذي أصبح حلماً بالنسبة لي!.
بخل الرجال مزعج
عبرت «ل.و» ربة منزل ولها طفلة واحدة عن غضبها الشديد واسفها من بخل بعض الرجال قائلة: ان البخل من أكبر مشاكل الحياة الزوجية حيث لا يمكن للمرأة ان تعيش حياة سعيدة وكريمة في ظل رجل بخيل والبخل درجات تتفاوت بين الرجال فمنهم من يصبح بخيلاً لحبه للمال فهو يحب ان يحتفظ به وهناك من لا يثق في الأيام فهو دائماً يود لو ان يكون بين يديه مال وافر للظروف القاسية على حد تعبير لكنه حين تحدث الظروف لا يستطيع ان يدفع شيئا باعتبار تفاوت وجهات النظر فهو يعتبر ان هذه المشكلة بسيطة ولا تحتاج لبذل كل هذا المال ويتركها للزمن فهو كفيل بعلاجها، كما يقول وهناك بخل مرحلي حيث يفكر الرجل في مشروع معين ويبدأ يخطط له ويبدأ عملية جمع المال والبخل وعدم الصرف أبداً وحينما يحقق مشروعه يبدأ في مشروع آخر وبهذه الطريقة يعيش كل عمره في بخل بعيد عن السعادة وانا واحدة من هؤلاء النساء اللاتي ابتلين بأزواج بخلاء لدرجة قاسية أما متطلباتي الخاصة فكنت ألجأ الى الوالدة او الاخوان في كثير من الأحيان مما جعلني اعيش في حالة لا تصدق أحياناً أفكر في الطلاق واحياناً اتراجع من اجل طفلتي الصغيرة واحيانا اخاف ان يصبح بيننا أكثر من طفل مما يعيق ويعمق المشاكل بيننا لان هذا الرجل لا يدفع فلساً واحداً فالريال الداخل الى جيبه لا يخرج بسهولة او غير سهولة فهو لا يخرج بتاتاً وانتم لن تصدقوا حديثي هذا لكن هي الحقيقة فالبخل مرض نفسي انا اقول ذلك حتى لو اختلف معي الطب فهذا هو الواقع الذي أعيشه.
|