Saturday 13th April,200210789العددالسبت 30 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

القرار! القرار!
سلمان العُمري

في سياق الحياة اليومية يتعرض كل انسان لمواقف وحالات تفرض عليه ان يتخذ موقفاً، او بالاحرى قراراً حيالها، وهذا امر مستمر ودائم لا ينتهي، وهو ينطبق على الفرد، كما ينطبق على المجتمع والمؤسسة والهيئة، وحتى الدولة او مجموعة الدول، ويختلف الامر من ناحية الاهمية من حالة لاخرى، فقرار الفرد يختلف عن قرار المؤسسة او الدولة في مدى اهميته بشكل عام، ولكنه قد يكون احياناً مهماً لدرجة قصوى تغير مجرى احداث التاريخ، وهذا ما عرفناه، ودرسناه، وربما شاهدنا بعضه خلال حياتنا القصيرة.
ان استجابة الانسان للمواقف تختلف تبعاً لشخصيته، ومواقفه السابقة، وبيئته، وحياته الاجتماعية والثقافية، وعمره، وحالته النفسية، وغير ذلك من امور ذاتية، او محيطية حول الشخص تؤثر فيه سلباً او ايجاباً، ورغم ذلك فان هناك مجموعة من البشر يغلب على قراراتهم ان تكون صائبة، ومجموعة اخرى يغلب عليها العكس، وهناك مجموعة تحتار في الامر، ويصعب عليها القرار، فتحاول تارة ان تؤجله، وتارة تتخذ موقفاً سرعان ما تبدله وفق الظروف والحالات، وتارة تسمع للآخرين، ولو كانوا مخطئين، وتارة تهرب من الموقف، وتارة تحيل الامر لجهة اخرى، وكل ذلك لا يوصل الى الحل المناسب الذي ينم عن شخصية قوية متزنة ومتوازنة، وقد يصل الامر بهذه الفئة ان تحتار حتى في قرارها المصيري، وربما يكون ذلك حيلة او خداعاً ، وسينعكس ضرر ذلك على الفرد عاجلاً او آجلاً في الدنيا او الاخرة، فالتذبذب هو نوع من النفاق والخداع والكذب والعياذ بالله وهذا الامر بمنتهى الخطورة على المجتمع، وعلى صاحبه بنفس الوقت.
ان قضية التذبذب، والتردد، والمراوغة والحيرة هي أشكال مختلفة لأنواع مختلفة من احتمالات مواجهة المواقف، وكلها تبتعد كثيراً او قليلاً عن الوصول للحل الصائب الذي لا يأتي الا من شخص عرف كيف يتعامل مع الحقائق والوقائع بعقل ورصانة وحصافة، وهذا الشخص سيكون اقدر على اتخاذ القرار الاسلم والافضل ان كان سنده الحقيقي ايماناً لا يتزعزع بالله سبحانه، وبقضائه وقدره، ففي ذلك القوة كل القوة، والنصر كل النصر، ومنتهى التوفيق على مدى العاجل والبعيد.
ان الشخص المتردد يصعب عليه الانخراط بالحياة الاجتماعية السليمة النافعة لنفسه ولمجتمعه، ويؤدي لعرقلة اكثر مما يؤدي لحلحلة المشكلات والتطورات الطارئة.
ان زرع الثقة بالنفس يبدأ من مرحلة الطفولة الباكرة، وعلى كل منا ان يعرف ذلك، ويعرف كيف يحافظ على الفطرة السليمة لابنائنا، التي تشتمل على ثقة قوية بالنفس حسب مقدرتها وطاقتها وقوتها، وهكذا ينشأ الطفل في بنيان اسري متين، يساعده، ويعلمه كيف يتخذ القرار الصائب في الوقت الصحيح المناسب، وبالتأكيد سيكون هذا الطفل شاباً قوياً نافعاً في المستقبل باذن الله وسيسهم في بناء مجتمعه بشكل افضل عندما يصبح رجلاً، ويبقى قوام التربية السليمة والتنشئة الصحيحة ديننا الحنيف بما اشتمل عليه من شمولية، وحل صائب لكل القضايا والطوارئ.
نصيحتي اختزلها بقول الشاعر:


إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا

وقفة:
يقول اخي العزيز، الشاعر الاستاذ/ حمد العسعوس في قصيدة جميلة اسماها «خيمة حمود»:


لا بارك الله فيك يا خيمة حمود
بلشوا بها العمال بالشيل والحط
مر نشوف البيت مبني ومفرود
ومر يجي مطوي كما طية الخط
وحينٍ يشيلونه تقاطيع وردود
وحين يلمونه وحينٍ يقطّط
ويومٍ يحطونه جنوبٍ عن الذود
ويومٍ يرزّونه على سكة البط
ان جا مطر ورعود وبروق وبرود
وكف على الضيفان وانساح وانمط
وان جا عليه الصيف الى مصنع جلود
من مر من حوله وجنبه تورَّط
لقيت به قطوٍ على الرف مولود
واذا سمع صوت نوى ثم بنّط
ياليت من يملاه قازٍ وبارود
ويعلّق رجال المطافي على الخط

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved