Friday 12th April,200210788العددالجمعة 29 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

العين العجيبة بين ضبا وتبوك العين العجيبة بين ضبا وتبوك
طولها ثمانية أكيال تحف بها الأشجار والجبال

  تحقيق :محمد بن عبدالله الحمدان
في العطلة القصيرة بعد الامتحانات قررت وزوجتي وأولادي قيس وبدر وريم القيام برحلة برية إلى شمال المملكة وبالتحديد الشمال الغربي أي الزاوية/ القرنة/ الربعة/ الركن الشمالي الغربي من المملكة والتي نراها لأول مرة فغادرنا الرياض صباحا وتجولنا في بعض مدن القصيم العزيزة فلما ادلهمّ الليل أوينا إلى فندق السلمان وكان اسمه قبل سنوات (أوبروي) وهو فندق لا بأس به، حجزنا وحدة من وحداته المنفصلة حيث تقف السيارة ويوجد المطبخ .
إلى المدينة النبوية
غادرنا بريدة في الصباح وأردنا المرور على مدينة الرس فلم نهتد للطريق إليها بسهولة رغم وجود الخرائط معنا مما اضطرنا إلى السؤال: وبعد البدائع وصلنا الرس وكنت حريصا على رؤية القرية الشعبية التي نشر عنها الكثير فوجدناها مغلقة لأن ذلك اليوم جمعة. وكنت حريصا على الوصول للمدينة النبوية قبل الليل لعلمي بسوء الطريق القريب منها، والحمد لله وصلنا في الوقت المناسب، ولم يكن لدي أي فكرة عن فنادق وشقق المدينة سوى شقق طيبة التي اتصلت بها وحجزت فيها سكنا ووجدناهم قد هيأوها لاستقبال الحجاج، ومن الطريف أننا وجدنا في الشقة 15 سريرا (خمسة عشر).
في المدينة قابلنا الشيخ عبدالمحسن بن قاسم وشربنا القهوة في منزله وفي مكتبه وغمرنا بعلمه ولطفه. وفي المدينة حرصت على تسجيل الفنادق والشقق المفروشة الواقعة شمال الحرم أي جهة جبل أحد ووضعت لها مخططا يوضح موقعها ورقم الهاتف واطلعت على غرف وشقق بعضها ووجدت أن أفضلها وأوسعها وأرخصها هو فندق انتركونتننتال دار الهجرة وهناك عدة فنادق باسم كونتننتال منها دار التقوى ودار الايمان.
وفي المدينة حرصت على رؤية طريق المدينة القصيم الجديد بحثت عنه وأولادي فلم نجده.
إلى تيماء وتبوك
غادرنا المدينة في طريق مزدوج حتى خيبر ثم أصبح الطريق مفردا وسيئا في بعض اجزائه، مررنا تيماء وسألنا عن بئر هداج حتى وجدناها وهي بئر واسعة مدورة مطوية بالحجر تهيأ الآن لتكون معلما سياحياً عليها الآن 51 محالة 17 قامة كل واحدة بها 3 محاحيل وتحيط بها النخيل.
واصلنا سيرنا فوصلنا تبوك مع غروب الشمس وسكنا في فندق صحاري الذي ينقصه وجود وحدات سكنية منفصلة تقف عندها السيارة وبها مطبخ وهذا ما يريده معظم المسافرين بسياراتهم. وهذا يجب ان يتوفر في كل مدينة.. وكان فندق الفالح في الزلفي بهذا الشكل ثم ألغيت تلك الوحدات. وكثير من المسافرين لايحبذون السكن في غرفة مغلقة تشبه الزنزانة بل في مكان رحب حيث الهواء الطلق والمطبخ وموقف السيارات. وقد أكرمنا محمد بن شبيب الحقباني المقيم في تبوك.
إلى الركن الشمالي الغربي من المملكة
كنت مزمعا أن أذهب من تبوك الى ضبا ولكن الشيخ عبدالمحسن بن قاسم اقترح ان نذهب الى حقل عن طريق بئر ابن هرماس فلما غادرنا تبوك متجهين شمالا مررنا على مزارع استرا فلم نستطع دخولها لعدم وجود ورقة معنا من الادارة في تبوك فقلنا (في قريح) وبالقرب منها شركة زراعية خشينا أنهم يحتاجون إلى ورقة ايضا، فواصلنا سيرنا وقبيل الحدود مع الأردن (حالة عمار) ب 70 كيلا وصلنا بئر ابن هرماس فاتجهنا غربا ورأينا لوحة (العيينة) وعلى يسارنا جبل اللوز الذي كانت به الثلوج ورأينا مناظر جميلة من الجبال والرمال حتى وصلنا قرية الشرف فافترق الطريق الى طريقين أيمن يتجه شمالا الى حقل وأيسر يتجه جنوبا إلى (البدع) و(مقنا) ومن ثم إلى (ضبا) اتجهنا شمالا حتى وصلنا مدينة حقل وهي صغيرة وجميلة بين البحر والجبل وبها منفذ الدَرة بفتح الدال يدخل منه إلى الأردن ورأينا الأردن، ميناء العقبة وفلسطين المحتلة، اسرائيل، ايلات ومصر طابا وشرم الشيخ فكلها قريبة من حقل.
وعدنا أدراجنا فمررنا ب(الشرف) ووصلنا (البدع) ووجدنا في انتظارنا من كلفه الشيخ ابن قاسم بإطلاعنا على جبل (طيب اسم ) وهو الأستاذ أحمد ثم الأستاذ فيصل البرغش ثم الشيخ صالح بن عويد الحربي الذي تفضل فصحبنا إلى بلدة (مقنا) لنأخذ رخصة من سلاح الحدود لزيارة الجبل 25 كيلا وهناك وجدنا العقيد عبدالله بن سالم الجهني الذي أكرمنا وزملاؤه الضباط (كل باسمه) ودعونا لحضور مناسبة لديهم في النادي، وهناك ذكروا لنا وجود عين جميلة جداً بين ضبا وتبوك واقترحوا علينا زيارتها فهي تستحق ذلك.. وسمعت حماسا شديدا من العقيد الجهني لتطوير بلدة (مقنا) وأنها تحتاج الى لفتة سريعة واهتمام من الدوائر الموجودة فيها للنهوض بها سياحيا ولأجل الساكنين بها وقد تجولت في البلدة ورأيت إهمالاً شديدا ومناظر سيئة فلا أسفلت ولا أنوار ولا شواطىء حتى المسجد في حالة يرثى لها وبه مئذنتان (تكفي إحداهما).وبالمقابل على الشاطىء المصري بلدة (ذهب) بأنوارها الصفراء الجميلة التي ترى من شاطئنا.
إلى جبل (طيب اسم)
في الصباح توجهنا للجبل عن طريق بمحاذاة البحر بمعرفة قائد المراكز الشمالية وجزاه الله خيرا. والمكان فتق بين جبلين شاهقين يقال انه جبل موسى وذكر لنا فيما بعد ان زيارته من طريق البر من (البدع) أفضل حيث يكون هناك أطول وأعجب. وللتسمية سبب فقد سمعت أن اسمه كان اسم عضو من اعضاء المرأة منسوب لها وأن شخصا سأل امرأة عن اسم الجبل فمنعها الحياء من ذكر اسمه وقالت إنه (طيب اسم) فسمي به من ذلك اليوم.
  إلى ضبا
بعد أن غمرنا العقيد عبدالله الجهني وزملاؤه والمشايخ بنبلهم وشهامتهم وأريحيتهم غادرنا إلى ضبا فوجدنا الطريق الذي يؤدي إلى (رأس الشيخ حميد) ولم نسلكه لأن الوقت ضيق ومررنا بشاطىء أقيال وهو جميل جدا ومناسب للسباحة و(الحزيبة) و(شرما) و(المويلح) ثم منفذ (ضبا) للبحر ومصر ثم (ضبا) الذي تجولنا فيه وحرصنا على حجز مكان للمبيت لما نرجع من العين فوجدنا فندقين لايصلحان إلا (للعبر) كما وجدنا مايسمى (شاليه) على البحر إلا أنه ليس جيدا وأحسن ما فيه ساحة مكشوفة بها منقد لإيقاد النار وربما الشواء .
إلى قرية الديسة
تركنا ضبا متجهين شرقا مع طريق ضبا تبوك وبعد 45 كيلا وجدنا الطريق الذي يؤدي إلى بلدات البديع (وتلك البدع)، أشواق، الديسة، شقب، يمر الطريق بالبديع ثم يفترق ثلاثة.. الأيمن لشقب، والمستقيم لأشواق، والأيسر للديسة وهي التي عندها العين حسب وصف ضباط سلاح الحدود. وكانوا قالوا لنا إن 30 كيلا قبل الديسة غير ممهدة ولكننا وجدناها قد مهدت وسفلتت حتى قرية الديسة. والمسافة بين ضبا والديسة في حدود 100 كيل وفي الديسة سألنا عن العين فقال أحد المواطنين هناك إنها على بعد 8 أكيال في طريق ترابي سهل وسألنا عن مكان رأيناه محاطا بسياج من قبل إدارة الآثار بوزارة المعارف فقال إن به آثارا ولكنه لايعرف عنها شيئا.
وفي القرية هاتف وكهرباء وشقق مفروشة ومزارع وحولها جبال شاهقة جميلة.
إلى عين الزرقاء
بعد ان سرنا 8 أكيال قابلتنا مياه العين آتية من الجبال فصرنا نسير فوقها تارة وقربها تارة أخرى والسير فوقها أكثر وتحف بها الأشجار فلا يبقى إلا ممر للسيارة وأحياناً تكون أغصان الاشجار كالسقف للطريق بما يشبه النفق.
وقد فوجئنا بهذا ودهشنا لهذه العين الجميلة التي لم نسمع بها ولم نتصور وجودها في بلادنا وبعد ان سرنا خمسة أكيال والتقطنا بعض الصور توقفنا لتناول الغداء فوق الماء (الماء والخضرة والجو الحسن) فمرت بنا سيارة وسألنا وأصحابها ماذا بعد؟
فقالوا بعد 3 أكيال تصلون إلى منبع العين، فواصلنا ولما قربنا من المنبع كانت الشمس على وشك الغروب (أي تنتقل إلى بلاد أخرى).
فلم نستطع مشاهدة المنبع رغم حرصنا عليه ولكننا تواعدنا في رحلة أخرى في الصيف إن شاء الله لنستمتع ايضا بالبحر الذي حرمنا من السباحة فيه لأن الجو كان باردا.
إلى ضبا مرة أخرى
قفلنا راجعين أدراجنا إلى ضبا فوصلناها بعد العشاء وفضل الأولاد مواصلة السير والمبيت في المدينة النبوية رغم بعد المسافة.
إلى المدينة
واصلنا سيرنا فمررنا بالوجه وأملج وينبع البحر ووصلنا المدينة آخر الليل وسكنا في فندق دار الهجرة انتركونتننتال.
وفي الغد قابلنا الشيخ عبدالمحسن القاسم فأكد لنا وجود طريق المدينة القصيم الجديد وأنه سار فيه حوالي 20 كيلاً فذهبنا نبحث عنه فوجدناه على بعد خطوات من بحثنا (تيهة الحضري قصرته) وسرنا معه 60 كيلا فقررنا أن نذهب معه غدا للقصيم فالرياض.
إلى القصيم والرياض والبير
في الغد غادرنا المدينة ومعنا غداؤنا وسلكنا الطريق الجديد وكل منها يحب المغامرة والاكتشاف فسرنا فيه 130 كيلا منتهية ثم جاءت تحويلات وسألنا أشخاصا عن الطريق وهل هو سالك ، فكانت اجاباتهم مختلفة منهم من قال ان الجبال تحول بينكم وبين مواصلة السير.
ومن قال ان هناك رمالاً وثالث قال إن الطريق جيد ولا مشكلة فيه وهذا ماوجدناه فقد وجدنا الاسفلت ثم توقف ثم جاء حتى وصلنا وادي الرمة الذي يعملون في انشاء الجسر (وليس الكبري) الطويل عليه ووجدنا آثار السيل غدران وكدنا نغطس في أحدها لو لا مهارة السائق (ماشاء الله).
وقرب القصيم أخذنا الطريق القديم حتى عانقنا طريق القصيم الرياض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* مكتبة قيس

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved