Friday 12th April,200210788العددالجمعة 29 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دعوة لتحصين الشباب ضد الغزو الفكري الغربي! دعوة لتحصين الشباب ضد الغزو الفكري الغربي!

بات من الضروري على المجتمع تحصين الشباب ضد الغزو الفكري الغربي والتصدي ل«البث المباشر الذي يهدد هويتنا بتنشئة الشباب والأجيال الصاعدة على قيم وعادات تخالف فكر أمتهم وثقافتها بل وتدعو لمحاربة فكر الأمة وطمس هوية المجتمع، فالبث المباشر معول هدم للقيم التربوية والأخلاقية والاجتماعية والوطنية فقد أدخل الشباب الأجيال الصاعدة في نفق مظلم فهي تمضي الساعات الطويلة والتي يمثل 75% من الفترة المسائية والليلية في مقابلة مع فنانة تسبقها الاغراءات وتظهر في أشكال متعددة كلها اغراء ليس اغراء ملابس فاضحة فحسب، بل عهر كلمةٍ أيضاً وذلك لجذب مراهق سواء كان في سن يافعة أو مراهقة في سن اليأس.
إن الدور التربوي مفقود في البث المباشر، بل تصل بعض قنواته إلى المواجهة مع التربية بسبب ما فيها من انفلات تجاوز كل حدٍ ممكن، فالخطر الذي كنا نظنه آتياً من بعيد قد تفجر من تحت أقدامنا، لقد بدأ الغزو الفكري الغربي عبر البث المباشر لهذه القنوات يسيطر على عقلية الشباب وفكرهم ويدعوهم للسفر إلى بلاد الكفر والاباحية والاختلاط دعوة للتمتع وقضاء الفراغ والنتيجة تسويق الشباب إلى التيه والضياع ومفاسد الأخلاق والسلوك.إن التطلع شيء والواقع شيء آخر، فقد وصل واقع البث المباشر إلى هدم الأساسات بعد أن كان التدفق الثقافي الغربي يهدم الشرفات فقد بدأ الغزو الفكري الغربي يأخذ مساره ويشق طريقه عبر أذهان الشباب والأجيال الصاعدة من جراء تعرضهم المستمر لرسائل البث المباشر وكانت العيون متيقظة إلى آثاره لكونه إعلاماً وافداً لا يستنكر منه الهدم ولكنها نامت عمَّا دهاها من دار العرب.
إنها شاشات للأنوثة حسبما اتجهت إليه غالبية أولئك الذين شملهم استطلاع للدراسة، فشكل ودرجة أنوثة المرأة يسيطر على كل شيء حتى أصبح من الضروري أن يتوافر لأي فضائية عربية: مذيعات رشيقات يجمعن كل ما ورد في قصائد الغزل من محاسن ويرتدين أحدث صيحات الموضة.
يقول تقرير صدر عن اليونسكو: إن ادخال وسائل إعلام حديثة، وخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين! كما أدى إلى خلخلة العقيدة والتشكيك فيها.
وذلك لأن معظم الممثلين والمغنيين وخاصة الغربيين لا يؤمنون بدين ولا يدينون بمذهب فتخرج من أفواههم كلمات التشكيك والاستهزاء بالأديان والمذاهب ويتم ذلك عن طريق البث المباشر للبرامج التنصيرية الموجهة للذهنية والعقلية العربية والتي يمثل 75% منها الشباب والأجيال الصاعدة والأحداث أيضاً وهم أبناء الثامنة والتاسعة والعاشرة من العمر.
كما أن الاستمرار في مشاهدة الحياة الغربية عبر البث المباشر سوف يكسر الحاجز الشعوري ويلغي البغض لأعداء الله فيتعلق الشاب والمراهق ببطل الفيلم، ونجم الغناء، ولاعب المباراة ولو كانوا كافرين ويأخذ عنهم لبس القلائد والصلبان والتشبه بقصات الشعر واللباس والافتتان ببلاد اليهود والنصارى التي يظهرونها على الشاشة بأنها بلاد الحرية والجمال والديمقراطية والعدالة وغير ذلك.
كما يقوم البث المباشر للقنوات الغربية بنشر الكفر والإلحاد عن طريق الأفلام التي تدعو إلى الإلحاد والحرية وأفلام السحر والشعوذة،
شَكتْ وزيرة الثقافة اليونانية من أن بلدها قد داهمته الثقافة الأمريكية كما صرح وزير الثقافة الفرنسي أنه خائف من وقوع الشعب الفرنسي ضحية للاستعمار الثقافي الأمريكي، وشكا رئيس وزراء كندا من تأثير الثقافة الأمريكية على الشعب الكندي.. إنهم يشتكون مع أن وضعهم السياسي متقارب، ودينهم واحد، ومذهبهم متشابه!
فكيف بنا نحن، وماذا تكون حالنا مع البث المباشر والغزو الفكري الغربي؟
يقول أحد المعترضين معلقاً على دخول البث المباشر إلى تونس: «خرج الاستعمار الفرنسي من شوارع تونس عام 1956م ولكنه رجع إليها عام 1989، رجع ليشاركنا السكن والخلوة في غرفنا عبر الفضائيات والمبيت على أسرَّة نومنا، رجع ليقضي على الدين واللغة والأخلاق! وقد دلَّت الاحصائيات الأخيرة التي أجريت في أسبانيا أن 39% من الأحداث المنحرفين قد اقتبسوا أفكار العنف من مشاهدة الأفلام والمسلسلات المدبلجة والبرامج العدوانية!
ويشير أحد الأبحاث عن سلبيات التلفزيون العربي أن 41% ممن جرى عليهم الاستبيان يرون أن التلفزيون يؤدي إلى انتشار الجريمة، و47% يرون أنه يؤدي إلى النصب والاحتيال بهذا التلفزيون، فكيف بالبث المباشر والذي سيحول كل بيت إلى مصب للمد الاتصالي؟
كما ذكرت احدى الدراسات التي أجريت على «500» فيلم طويل أن موضوع الحب والجريمة والجنس يشكل 72% منها مما ينتج عن ذلك البحث عن سبل غير شرعية لتصريف الغرائز بعد تفجيرها، فقد تعود الشباب والمراهقون على وسائل حرَّمها الله عز وجل، كالخلوة والاختلاط، والمغازلة بعد تعرضهم لرسائل البث المباشر والغزو الفكري للقنوات الغربية كما قامت القنوات الفضائية بوضع إعلام هابط يدعو صراحة للجنس، وسمَّتْ ذلك حرية وتقدمية وشغلت الشباب المسلم بالتفكير في السفر للبلاد الغربية بلاد الكفر والاباحية على غرار أنها بلاد الثقافة والحرية! وما هو حال الشباب المسلم في البلاد الغربية: وهم في مجلس محاط باليهود وأمام فنانة سكرانة اعتمدت حفلاتها على تعاطي الحشيش على نطاقٍ واسع؟.. إن الغزو الفكري الغربي شق طريقه إلى عقلية الشباب عن طريق البث المباشر للفضائيات التي تجاوزت التفسخ الأخلاقي إلى الافساد الفكري والعمل على تصحيح العقل العربي في وقتٍ أحوج ما يحتاج فيه المسلمون إلى جمع الشباب وإصلاحه والتغاضي عن كل ما يدعو إلى الفرقة متجاهلة ما يحيط بالعرب من أخطار ولعل من أقسى الاتهامات الموجهة لإعلامنا ما يراه التربويون الذين يقولون: إن السر في ضعف مستوى طلابنا عموماً على مختلف مراحلهم التعليمية يرجع مباشرة إلى تعرضهم لرسائل إعلامية دخيلة على مجتمعاتهم وتتعارض كلية مع قيمهم وتقاليدهم ولهذا نرى ضرورة الابداع وتأكيد الهوية وتحصين الأجيال من مخاطر الغزو الفكري الغربي والابداع لن يتحقق والهوية لن تتأكد إلا إذا كان الشخص المُرسِل جاداً ومهموماً بقضايا أمته ومنفعلاً بها، ومشفقاً على شباب وطنه وثقافة شعبه من التشويه والضياع في ثنايا موجات الغزو الفكري الغربي والتدفق الإعلامي المخيف عبر البث المباشر ورسائله!

فهد سليمان العتيق /جدة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved