قبل أيام قليلة اختتمت قمة بيروت العربية دورتها العادية الرابعة عشرة بإعلان عربي سياسي أطلق عليه إعلان بيروت وجاء مبنيا على محورين أساسيين المحور الأول هو دعم مبادرة سمو ولي العهد لتكون مبادرة عربية شاملة ووضع آلية عربية لعرضها على دول العالم لوضعها موضع التنفيذ.
أما المحور الثاني فقد جاء تأكيداً على نزع فتيل الحالة الكويتية العراقية بما يؤمن تجاوز هذه المشكلة بعد التعهد الخطي العراقي بعدم مهاجمة الكويت وضمان أمنها وحريتها.
ولا نريد هنا قراءة نص إعلان بيروت أو نص المبادرة السعودية للسلام العربي العادل والشامل التي تقدمت بها حكومة المملكة العربية السعودية من خلال رئيس وفدها الى المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس الحرس الوطني التي طالب فيها إسرائيل بإعادة النظر في سياستها واعتبار السلام خيارها الاستراتيجي والانسحاب الكامل وحل عادل للاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وتأكيد دعم الشعب الفلسطيني تأييداً لنضاله البطولي.. وأخيراً الترحيب بتعهد العراق خطياً باحترام أمن واستقلال الكويت وكان من اللافت للنظر دخول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى قاعة القمة في الجلسة الختامية للقمة العربية مصطحباً نائب الرئيس العراقي عزت إبراهيم حيث تعانقا وسط وتصفيق الحضور.
وقد كانت مبادرة«فارس السلام» عبدالله بن عبدالعزيز إنجازاً عربياً كبيراً للجميع.. تضمنت العديد من المواقف التاريخية.
وبعد هذه المصافحة الكريمة لفارس السلام مع نائب الرئيس العراقي.. هل نتوقع أن تتوقف وسائل الإعلام العراقية المرئية منها والمسموعة والمقروءة عن مهاجمة المملكة والكويت.. وهل نتوقع أن يقدم العراق ضمانات كافية لدولة الكويت.. باحترام استقلالها وسياستها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية واحترام حدودها والكويت بدورها لا تفضل أن تبقى حدودها مهددة بل تفضل نزع فتيل الحرب.. ولكن في نفس الوقت يجب تحقيق جميع المطالب وتآتي في مقدمتها إطلاق سراح جميع الأسرى الكويتيين وعودتهم سالمين إلى أرض الوطن.. وإذا ما ضمنت الحكومة العراقية هذه المطالب وغيرها فإننا وبكل تأكيد نتوقع أن تكون القمة العربية القادمة في بغداد.
د. محسن الشيخ آل حسان |