الهدف بالنسبة لوزير الخارجية الأمريكي كولن باول في جولته الحالية أو للاتحاد الأوروبي هو التهدئة في المنطقة مع اختلاف النهج ما يؤثر بالتالي على النتيجة النهائية.
وبينما يمضي باول في مهمته مستصحباً دعماً أمريكياً غير محدود لإسرائيل مما يحيط هذه الجولة بالكثير من الشكوك، فإن الاتحاد الأوروبي يواصل الاتصالات والمشاورات فيما بين دوله وبينها وبين الكتل العالمية الأخرى، وقد توصل إلى قناعات تتواءم مع القرارات الدولية التي أصدرها مجلس الأمن والتي تدعو اسرائيل إلى سحب قواتها.
فالأوروبيون الذين يتمتعون بنظرة موضوعية تجاه الصراع يعرفون مسبقاً إلى أين ينبغي أن تتجه الجهود والضغوط ولهذا فهم قطعوا مرحلة متقدمة باتجاه حمل اسرائيل على سحب قواتها وذلك عندما دعا برلمان الاتحاد الأوروبي لتعليق اتفاقات الشراكة الاقتصادية مع اسرائيل، ولا يعني الأمر حتى الآن أن التعليق دخل حيز التنفيذ، فلا يزال يتعين أن يوافق مجلس الوزراء الأوروبي على هذا القرار.
ومع ذلك فإن هذا المسعى يعكس القناعات في مختلف أنحاء العالم أن العمل ينبغي أن يتوجه إلى الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها، وعلى الصعيد الفردي فإن هناك عقوبات أوروبية اتخذت بالفعل طريقها إلى التطبيق حيث حظرت بلجيكا مبيعات الأسلحة إلى اسرائيل كما أوقفت ألمانيا مبيعاتها من قطع الغيار العسكرية لها.
وفي المقابل فإن الولايات المتحدة، التي تسعى إلى التهدئة بمواصفات اسرائيلية من خلال مهمة باول، تعارض مثل هذه الضغوط التي تفرضها الدول الأوروبية أو تهدد بتطبيقها، فواشنطن الحريصة على علاقتها الوثيقة مع اسرائيل يهمها ألا تتضرر اسرائيل من أي ردود فعل دولية حتى وإن كانت اسرائيل لا تفتأ تقدم الدرس تلو الآخر على أنها لا تستطيع التخلّي عن طبيعتها العدوانية.. ولا تكتفي واشنطن بهذا التأييد الأعمى، بل إنها تحث حليفاتها الأوروبيات على إيجاد أساليب أخرى للتفاهم مع اسرائيل غير أسلوب العقوبات والضغوط.
وفي الجدار الأوروبي تصدعات قد تسمح بتسرب بعض الوهن إلى خطط الضغوط على اسرائيل بسبب المواقف البريطانية المؤيدة لوجهات النظر الأمريكية الداعمة لإسرائيل، ومع ذلك يبقى الموقف الأوروبي اليوم إيجابياً ما يسمح بالقول إن من المهم تعزيز التواصل العربي الأوروبي في هذا المجال وفي كل مجال آخر من أجل تشجيع أسس التسوية العادلة والشاملة من خلال الحفاظ على المواقف الايجابية وتثمينها وتعضيدها بالتواصل على هدف تثبيت الحقوق الفلسطينية لبناء جبهة عالمية واسعة تستقطب معظم التكتلات الدولية الفاعلة وتستطيع أن تفرض أسس التسوية العادلة.
|