واصلني من القراء الأعزاء الذين عودوني المتابعة اليقظة لأبعاد ما يرد في هذا الحيَّز...، بعد نشر مقال «حبَّة ضمير» في عدد يوم الأحد الماضي «الموافق 24/1» من يطلب جعل حبَّة الضمير «حبوب الضمير»، لأتناول في مجموعة من المقالات كلَّ مرض ضمير يحتاج إلى حبَّة علاج...، ومنهم من يرجو عدم الوقوف عند ذلك المقال فالناس تحتاج إلى من يوقظ ضمائرهم، وحبَّة واحدة لا توقظ «بلايين» الضمائر النائمة والمريضة...،
وتقديراً... وامتناناً...، واكراماً أواصل الحديث.
فالضمير في صدور الناس على اختلاف مواقعهم في الحياة... ينام أو يمرض في صدورهم وهم موظفون، وأصحاب مسؤوليات، ورعاة أسر أو أفراد، وذو صفات تختلف باختلاف أدوارهم في الحياة...
فهل يسأل المرء نفسه كلَّ يوم...، ما هي أعراض ضميره؟... هل هناك مؤشر لنومه أو توعكه؟... أم هناك ما يشير إلى حيويَّته وصحته وسلامته؟...وهو في عمله: هل يؤديه باخلاص، هل يسعى لاتقانه؟، هل يحرص على تفاصيله، هل يمنحه من الثِّقة بحيث يحتفظ لعمله بسريته، وبنظامه، وبمواعيده، فإن كان له علاقة بمراجعين، أو ذوي حاجة قام بأداء ما يتطلبه عمله من صدق التواصل في مَهمة العمل، وفي تيسير حاجات الناس؟... وهو إن لم يفعل، فإنَّ شيئاً ما قد لحق بضميره فيحرص على تناول «حبَّة الضمير» كي يعالجه، ويوقظه؟...
إنَّ السؤال الذي ورد إلى ذهني ممَّا قاله الإخوة القراء هو: من هم مرضى الضمير الذين يحتاجون إلى «حبَّة ضمير»؟.... من هم أولئك الذين هم بحاجة لأن تتعافى ضمائرهم وتصح؟
سؤال مثل هذا لو وجَّهه كل امرىء لنفسه، لوجد هل هو من الذين يندرجون في صف المرضى الذين يحتاجون إلى مصحَّات الضمير؟... ثم ماهي مصحَّات الضمير؟أمَّا من هم، فهم كلّ ذي صفة بشرية يحمل ضميراً، وأنَّ كلَّ من يتخلَّق بخلُق الإيمان ويسلك مسالك المسلمين الصالحين بصدق، ومراقبة الله تعالى في أقواله وأفعاله، والعمل وفق قواعد الإيمان في كافة معاملات الإنسان مع نفسه ومع الآخر، في محيط العمل أو الأسرة أو الأصدقاء أو حتى الناس كل الناس، فإنَّ هذا النَّوع هم وحدهم صحيحو الضمير، معافوه... فكم هم هؤلاء؟... كم هؤلاء في المجتمع الإنساني المسلم مَنْ هم على خلُق الإسلام وضميرية النابهين فيه، وبه؟.... أمَّا عداهم فجميعهم مرضى ضمائر... يحتاجون إلى «حبَّة الضمير»... وهي مصنوعة من عجين الإيمان، وخميره... ولسوف نواصل الحديث عن أنماط مرضى الضمير بدءاً من المقال القادم إن شاء اللَّه تعالى نزولاً عند طلبهم وتقديراً لهم قراء هذه الزاوية الأفاضل الذين يكرمونني بحسن التواصل والمتابعة، وطرح الأفكار، حفظهم اللَّه جميعهم.
يتبع |