* القاهرة مكتب الجزيرة محيي الدين سعيد:
طالبت الاتحادات المهنية العربية الحكومات العربية بفتح الحدود أمام المتطوعين والمجاهدين وادخال السلاح إلى الشعب الفلسطيني ليدافع عن نفسه مؤكدة على ضرورة الغاء كل الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، وطرد سفرائه من مصر والأردن وايقاف كافة أشكال التعامل والتطبيع معه.
دعا المهنيون العرب في مؤتمر حاشد عقدوه ليلة أمس الأول لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني الحكومات العربية إلى استدعاء سفرائها في واشنطن احتجاجاً على الموقف الأمريكي الداعم للعدوان الصهيوني واعلان الرفض الصريح والواضح لأي عدوان على الشعب العراقي ورفع الحصار الجائر عنه فوراً.
وأكد المهنيون العرب على ضرورة تفعيل كل القنوات المتاحة والخيارات المتعددة في المواجهة الاستراتيجية مع العدو الصهيوني وحليفته الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من خلال استخدام سلاح البترول وتفعيل المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والعمل بجدية من أجل توفير الدعم السياسي والمادي والمعنوي والعسكري للانتفاضة باعتبارها أشرف وأنبل ظواهر النضال العربي لاسترداد الحقوق المشروعة.
طالب المؤتمر الجماهير العربية بالقيام بمسيرات حاشدة باتجاه الحدود مع فلسطين تضامناً مع الشعب الفلسطيني، كما دعا العمال العرب إلى الامتناع من شحن وتفريغ وخدمة السفن والطائرات الأمريكية في الموانئ والمطارات العربية.
بعد ديني
ودعا المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة الشعوب العربية والإسلامية إلى ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة، وأشار إلى أن أمريكا وإسرائيل توأمين، مدللاً على ذلك بالتشابه في نشأة كل منهما حيث خرج الذين أسسوا أمريكا من أوروبا وأبادوا الهنود الحمر وحققوا نفس النظرية الصهيونية أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
وكشف الدكتور عمارة عن أن أول مجلة صدرت في تاريخ أمريكا كان اسمها «اليهودي» وان أول رسالة دكتوراه قدمت في تاريخ أمريكا كانت حول أن اللغة العبرية هي اللغة الأم وأن المؤسسين أطلقوا على الولايات المتحدة أسماء عبرانية.
وذهب الدكتور عمارة إلى وصف ما يجري في أمريكا بأنه حكم الصهيونية المسيحية وان المحافظين الجدد في أمريكا ابتلعوا طعم البروستنتانية الغربية التي تقول بعودة المسيح ليحكم العالم ألف سنة سعيدة وان شرط تحقيق ذلك هو عودة اليهود لفلسطين واقامة الهيكل الثالث بدلاً من المسجد الأقصى. وقال عمارة إنه منذ عهد ريجن والقيادة في أمريكا لهذا التيار الفكري المتخلِّف الرجعي، مشيراً إلى أن ذلك يعني أننا نوجه بعداً دينياً يرى في إسرائيل حقيقة دينية وأن المسألة ليست فقط في مصالح مشتركة وأكد أن الصهيونية توظَّف من الامبريالية الغربية ضد العرب والمسلمين وان شارون موظف لدى بوش ضد العرب والمسلمين.
وانتقد عمارة من يقولون إن إسرائيل مدنيين وقال إن اليهود جاءوا بأربعة ملايين لا علاقة لهم بفلسطين وأحلوهم محل أهلها وأنه لا يجب أن يظهر من يقول إن هؤلاء أبرياء مدنيون، وفسر عمارة ذلك بأن الإسلام لا توجد فيه كلمة «مدني» وان المصطلح الإسلامي هو إما مسالم أو محارب.
وخلص إلى أن كل الصهاينة على أرض فلسطين لا يمكن أن يكون بينهم بريء حتى لو كان مدنياً أو امرأة أو طفلاً.
ورد على الذين يروِّجِون للهزيمة النفسية والذين يهملون المنظمات الجهادية الفلسطينية بأنها التي قادت فلسطين إلى الخسائر واصفاً هؤلاء بأنهم لا يقرؤون التاريخ وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لم يقدم بعد التضحيات التي قدمها شعب فيتنام «3 ملايين» ضد أمريكا والتي قدمتها الجزائر «مليون شهيد» لتحرير أرضها والبوسنة «200 ألف». وأكد أن التضحيات الحالية ليست بكثيرة على القدس والمسجد الأقصى وأنه لا يوجد مجتمع حصل على حريته دون تضحيات.
وأشار إلى أن العمال العرب أضربوا وقت العدوان الثلاثي على مصر عن شحن وتفريغ كل السفن التابعة للدول التي تتعاطف مع إسرائيل والعدوان مطالباً بموقف مماثل في كل الموانئ والمطارات العربية الآن ضد إسرائيل وأمريكا وحلفائهما.
وقال عمارة إن ما يجري على أرض فلسطين هو شرف أي شرف ومجد أي مجد وأنه كلما زاد الحلف الأمريكي والصهيوني في عدوانهم تصاعدت الكراهية العربية والإسلامية وتصلبت الإرادة، مشيراً إلى أن كل ذلك يبشِّر بالنصر وقال إن إسرائيل ليست أكبر من الصليبية وأمريكا ليست أكبر من الرومان والانجليز والفرنسيين وان كل هؤلاء «ذهبوا إلى مزبلة التاريخ» ومعهم ستكون أمريكا والصهيونية.
ودعا سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب إلى التوقف عن الحديث عن حدود 1967، وقال ان الحديث الآن يجب أن يكون عن فلسطين كلها من النهر إلى البحر.
ووصف الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء الأفعال الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني بأنها تجرد من الانسانية وأنها أفعال لم تجر منذ عهد التتار ودعا إلى مقاطعة كل ما هو أمريكي مطالباً كل أم في المنطقة العربية والإسلامية بأن تزرع الكراهية لأمريكا في نفوس أبنائها لتظل القضية مستمرة وقال: إن مقتضيات الصهاينة مستمرة وأنه لا يجب أن ينسى لأن آخر جندي من الغزو الصليبي خرج من المنطقة العربية بعد مئتي عام.
وانتقد حمدي السيد تأخر زيارة باول وقال إن أمريكا لو أرادت وقف المجزرة لفعلت منذ اليوم الأول لها.
وجدد الدكتور حمدي السيد التأكيد على وجود 500 طبيب متطوع للذهاب إلى الأراضي المحتلة في أية لحظة للقتال والتطوع بجانب الشعب الفلسطيني.
أكاذيب أمريكية
وأكد محمد فائق الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان أن الأكاذيب الأمريكية بوصف المقاومة بأنها ارهاب لن ترهب الشعوب العربية وأن ممارسة إلصاق هذه التهمة بالمقاومة الفلسطينية هي مغالطة تفصح حقيقة النظرة العنصرية التي تتعامل بها أمريكا مع القضية.
وعاهد فائق الحاضرين على العمل على وضع مجرمي الحرب الصهاينة في المكان الوحيد الذي يليق بهم بجوار مجرمي الحرب الآخرين الذين تمت محاكمتهم، مطالباً الحكومات العربية بسرعة التصديق على الاتفاقية الدولية للمحكمة الجنائية الدولية التي تعمل أمريكا على عرقلتها حتى لا يحاكم أمامها مجرمو الحرب الأمريكيون والصهاينة. ودعا فائق إلى اطلاق سراح المعتقلين في المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني ودعا فاروق أبو عيسى أمين اتحاد المحامين العرب إلى مد جسور التعاون مع كافة المنظمات الدولية لطرح القضية الفلسطينية في كافة المحافل.
وحذر الدكتور علي ابراهيم أمين اتحاد الصيادلة العرب من أن الصهيونية تستهدف تركيع الشعب الفلسطيني وان عدم دعم الشعوب العربية للشعب الفلسطيني سيؤدي إلى نهاية مؤلمة وحزينة.
ووصف الدكتور فؤاد عبدالحميد فرج أمين اتحاد أطباء الأسنان العرب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بأنه حرب همجية تستخدم فيها أحدث أنواع الأسلحة الأمريكية الفتاكة مشيراً إلى قيام قوات الاحتلال بالاقتحام البشع للمستشفيات.
ودعا حسن جمان الأمين العام لاتحاد العمال العرب الحكومات العربية إلى التوقف عن الشعارات وبحث أسباب الهوان الذي تعيشه الأمة العربية والوقوف ولو مرة واحدة وقفة جادة ومسؤولة لمعالجة الجسم العربي الضعيف.
وأكد على ضرورة تجاوز الخلافات العربية الجانبية وتدعيم التضامن الاقتصادي لتحرير الإرادة العربية ودعا إلى سحب الأرصدة العربية من البنوك الأجنبية والعمل على مقاطعة كل وسائط النقل الأمريكية.
وطالب الدكتور محمود حسين رئيس اتحاد المهندسين العرب الحكومات العربية إلى التوقف عن طلب العون من بوش واصفاً إياه بأنه سفاح وأن الأمريكيين لا يفهمون إلا عبادة الدولار والمصالح. ودعا حسين جميع الحكومات العربية إلى طرح بقية الخيارات وفي مقدمتها فتح الحدود أمام الشعوب للقتال ضد العدو الصهيوني وتدريب المقاتلين الفلسطينيين في الأراضي العربية.
وطالب الدكتور عبدالستار عشرة إلى العودة في مناهج التعليم العربية إلى مصطلح الكيان الصهيوني وأن يمتنع المدرسون عن تدريس أي نهج يشير إلى ان إسرائيل دولة. وأكد على ضرورة العمل العربي المشترك لاضعاف إسرائيل اقتصادياً وتقوية الاقتصاد الفلسطيني.
|