مانديلا يدعو إلى الاستفادة من النموذج الجنوب أفريقي
إسبانيا وفرنسا تجددان المطالبة بإرسال قوات فصل دولية إلى الأراضي الفلسطينية

* العواصم الوكالات:
جددت كل من اسبانيا وفرنسا المطالبة بارسال قوات فصل دولية إلى الأراضي الفلسطينية بعد التوصل إلى وقف لاطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وأكد وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه خلال جلسة لمجلس النواب في مدريد «لا أستبعد في المطلق أن تتوافر لنا في وقت ما فرصة اتخاذ قرار بالاجماع في مجلس الأمن لارسال قوة فصل، ليس فقط إني لا استبعد ذلك لكني أعتبره ممكنا».
وقال بيكيه الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي حتى 30 حزيران يونيو المقبل «فلنأمل في أن تتوافر هذه الفرصة في أسرع وقت، لكن يتعين في المقام الأول أن يكون هناك وقف لاطلاق النار وانسحاب للجيش الإسرائيلي» من الأراضي الفلسطينية التي احتلها أخيرا.
وقد شارك وزير الخارجية الاسباني يوم الأربعاء في اجتماع حول الشرق الأوسط مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف.
وفي ختام الاجتماع، طالبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا بوقف فوري لاطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية معربة في الوقت نفسه عن «الدعم العميق لمهمة السلام» التي يقوم بها باول في الشرق الأوسط.
وفي باريس حذر رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان نظيره الإسرائيلي أرييل شارون من خطر «انعزاله» عن الأسرة الدولية، معتبرا انه يمكن أن يسبب «المزيد من الضرر» لمستقبل إسرائيل على مر الوقت.
وكرر رئيس الوزراء الفرنسي اقتراحه ارسال «قوة فصل ومراقبة تابعة للأمم المتحدة» إلى الشرق الأوسط. وقال رئيس الوزراء الاشتراكي المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية مساء الأربعاء ان سياسة شارون «لا تؤتي ثمارها»، مشيرا إلى استمرار العمليات الانتحارية في إسرائيل.
وأضاف جوسبان في حديث تلفزيوني «لا يمكننا قبول الاعتداءات الانتحارية ولا الرد غير المتناسب معها»، ورأى أن «الاحتلال الإسرائيلي للأراضي يسبب اليأس».
واعترف بأن حكومة شارون «تقاوم الضغوط» وخصوصا تلك التي تمارسها الولايات المتحدة لتطبيق قرارات المتحدة.
وقال جوسبان «على حكومة شارون أن تدرك أنها لا تستطيع الانعزال عن الأسرة الدولية، إنها تواجه خطر أن تسبب على مر الوقت المزيد من الضرر لمستقبل إسرائيل ولن تؤمن حمايتها على المدى القريب». ومن جانب آخر أعلنت السلطات اليونانية والتركية أن وزيري الخارجية اليوناني جورج باباندريو والتركي اسماعيل جيم مستعدان لزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية معا إذا ضمنا تمكينهما من لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقالت صحيفة كاثيميريني اليونانية الواسعة الاطلاع في طبعتها الانجليزية ان عددا كبيرا من كبار المسؤولين اليونانيين قاموا بزيارة إيران وإسرائيل يوم الثلاثاء لمناقشة أزمة الشرق الأوسط.
وكان باباندريو قد قال خلال زيارة رسمية قام بها مؤخرا للعاصمة الصينية بكين «نحن مستعدون للذهاب إلى إسرائيل في أي وقت لزيارة ياسر عرفات .. وستتم الزيارة بمجرد الترتيب لها مع السلطات الإسرائيلية».
إلى ذلك دعا آخر رئيس أبيض في جنوب افريقيا فريديرك دو كليرك وأول رئيس أسود في البلاد نلسون مانديلا، أول أمس الأربعاء إلى تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، عبر الاستفادة من تجربتهما الخاصة في الانتقال من نظام التمييز العنصري إلى ديموقراطية سلمية.
وأعرب دو كليرك ومانديلا، الحائزان على جائزة نوبل للسلام، في حديث مع شبكة «اي تي.في» التلفزيونية الخاصة في جنوب افريقيا، عن اقتناعهما بأن السلام يمكن أن يتحقق في الشرق الأوسط اذا ما استوحى القادة النموذج الجنوب افريقي.
وأكد مانديلا الذي خلف دو كليرك في رئاسة جنوب افريقيا في 1994 أن على إسرائيل إصدار إعلان لا لبس فيه يؤكد أن هدف مناقشات السلام هو الانسحاب التام من الأراضي المحتلة».
وأضاف «ثانيا، على القادة العرب إصدار إعلان واضح ولا لبس فيه يؤكد انهم يعترفون بدولة إسرائيل ضمن حدود آمنة».
وشدد دو كليرك على «أن لا حل آخر غير الاعتراف بدولة إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية، جنبا إلى جنب، والبحث في كيفية التعاون بينهما باعتبارهما جارين قريبين».
وأضاف دو كليرك انه تم التوصل إلى حل سلمي في جنوب افريقيا لانه لم يكن ثمة «خيار آخر لو أردنا وقف حمام الدم».