Friday 12th April,200210788العددالجمعة 29 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بدءاً من دير ياسين ومروراً بصبرا وشاتيلا وانتهاءً بجنين بدءاً من دير ياسين ومروراً بصبرا وشاتيلا وانتهاءً بجنين
إسرائيل تواصل ارتكاب أبشع المذابح ضد الفلسطينيين.. والعالم يتابع في صمت!!

  * القاهرة خدمة الجزيرة الصحفية:
الرأس الحديدية هو الاسم الكودي الذي أطلقه شارون على مذابح المخيمات اللبنانية في صابرا وشاتيلا عام 1982 والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف طفل وامرأة وشيخ فلسطيني، والآن تحت الأنقاض هناك في رام الله وقليقلة وجنين عدد من القتلى والشهداء الفلسطينيين قد يفوق هذا العدد، وهذه المرة الاسم الكودي للعمليات هو «السور الواقي»، فشارون هو شارون هوايته الوحيدة القتل و الإرهاب وسفك الدماء العربية.
الإرهاب الإسرائيلي على مر أكثر من نصف قرن من الزمان لم يتغير، بل إنه الآن قد وصل إلى منعطف خطير جدا ينبغي علي الضمير العالمي التوقف عنده كثيرا، ان العالم بأسره يقف ويسمع ويرى ويستنكر، حتى بعض الإسرائيليين أنفسهم يتساءلون.. تُرى من يوقف هذا الإرهاب؟
في تقرير نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، تناول فيه الباحث الإسرائيلي«موشيه زوندر» الاستراتيجية الإسرائيلية فيما أطلق عليه سياسية «التصفية الجسدية» لقادة وزعماء المنظمات الفلسطينية، وتحدث عن النتائج المترتبة عن توسيع دائرة الاغتيالات الإسرائيلية وصورة إسرائيل أمام العالم نتيجة لاستخدام هذه السياسة، كما تطرق إلى مدى شرعية هذه السياسة وهل يحق لإسرائيل اغتيال من يتم وضعه في قائمة قادة الإرهاب، ثم يؤكد أن إسرائيل كدولة ذات قانون تصدر أحكاما على مواطنيها الذين يرتكبون جرائم سواء كانوا يهوداً أم عرباً تصدر عليهم أحكاما بالسجن ولا تصدر ضدهم أحكاما بالقتل أبداً، ويتساءل لماذا يتم انتهاج سياسة القتل ضد قادة حماس والجهاد الإسلامي وفتح إذن، وهل هو قتل أم عقاب؟
يقول موشيه زوندر ان العقاب دائما يقع حين يرتكب الشخص جريمة يستحق عليها العقاب، أما فيما يتعلق بسياسية الاغتيالات الإسرائيلية فان الأمر ليس عقابا، لأنهم يقتلون أشخاصا أبرياء، أي أنهم لم يرتكبوا جرائم، إذن فالأمر هو اغتيال وليس عقاب، ويتساءل: كيف سيكون شكل إسرائيل أمام العالم نتيجة لذلك؟
  يؤكد موشية أن رد الفعل الطبيعي داخل إسرائيل في أعقاب كل عملية يقوم بها الموساد أو تساهل أو شباك هو شعور طبيعي بالفخر والمجد والانتقام، خاصة حين تكون هذه العمليات في أعقاب هجوم انتحاري من قبل أحد أعضاء حماس أو الجهاد أو غيرها.
ويشير موشي زوندر أن الجندي الإسرائيلي الذي تخول له مهمة تنفيذ عملية اغتيال لاحد الكوادر الفلسطينية يجب ألا يكون مثل الإنسان الآلي، إذ عليه أن يدرك تماما أن العملية المقبل عليها عملية حرجة وليست عادية وأنه يجب أن يعلم كل شيء عن الشخص الذي سيقتل، حتى إذا جاء وسأل قائلا: «لحظة» أنتم تقولون لي أن أقتل شخصا ما، ربما يكون الأمر غير شرعي؟.. وقتها يجب أن نجد له أجابه عن سؤاله هذا.
ويقول كاتب التقرير ان السهولة في الوصول إلى الكوادر الفلسطينية وقتلها يرجع إلى الروتين اليومي الذي يتبعونه ويكون معروف جدا للإسرائيليين، حتى أدق التفاصيل عن حياتهم اليومية، بفضل العملاء وأجهزة المراقبة ولذلك يكونون فريسة سهلة، ويضرب مثالاً على ذلك عملية اغتيال دكتور ثابت ثابت الأمين العام لحركة فتح في طولكرم إذ يقول انه كان فريسة سهلة ولذلك قتلوه.
ويتناول التقرير مقتل اسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي على يد ايجال عامير، ويقول ان قتل رابين تم ببساطة بالغة بسبب أن الروتين اليومي وأساليب الحماية أصبحت معروفة للجميع ومكشوفة، لذلك كان من السهل الوصول إلى رئيس الوزراء واغتياله وسط تقاعس وإهمال رهيب من قبل الحرس الشخصي، ويقول ان محاولة اغتيال «خالد مشعل» انتهت بشكل مخزٍ لإسرائيل، ونتيجة لذلك تم الإفراج عن الشيخ ياسين مقابل تسليم العميلين الإسرائيليين، ولكن في الوقت نفسه هناك عمليات كبيرة تمت ولا أحد يعلم عنها شيئا.
ويضيف موشي زوندر ان تعيين «ايهود ياتوم» كمستشار لرئيس الوزراء شارون في شؤون مكافحة ما وصفه بالإرهاب هو رسالة واضحة من شارون، فياتوم يداه ملطختان بالدماء من أثر عمليات شارك هو فيها بنفسه لاغتيال كوادر فلسطينية. ويؤكد أن الثمن الذي تدفعه إسرائيل نتيجة هذه السياسة ليس بسيطاً، ففي أعقاب كل عملية تصفية جسدية ضد هدف فلسطيني تقوم إحدى المنظمات الفلسطينية أو حزب الله بالرد الذي يكون غالبا مؤلما، ويضرب مثال على ذلك عملية اغتيال عباس الموسوي مع أفراد عائلته بعد إطلاق صاروخ على سيارتهم أثناء عبورها قرب النبطية، وكانت النتيجة هي قتل 28 شخصاً واصابة 270 آخرين في هجوم انتحاري على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين، ويقول ان من ضمن الموضوعين في قائمة قادة الإرهاب الشيخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله والرئيس العراقي صدام حسين الذي كانت هناك محاولة بالفعل لقتله من قبل الموساد وهو ما أكدته صحيفة «اندبندنت» البريطانية، وكان وقتها ايهود باراك رئيسا للأركان العامة. ويقول أيضا ان سياسة الاغتيالات الإسرائيلية ليست جديدة أو وليدة الانتفاضة الحالية، ففي السنوات الأولى لقيام إسرائيل بدأت الاغتيالات بعد أن أعلن بن جوريون أن دولة إسرائيل لن تستطيع أن تبقى دون أن تتبع سياسة الدم البارد، وقد كان،
  فإسرائيل بالفعل ما زالت تتبع هذه السياسة المستفزة التي يقابلها صمت غريب ورهيب من المجتمع الدولي، والآن ما هي الطرق التي دأبت إسرائيل على استخدامها في عمليات الاغتيالات المنظمة البشعة التي تفوقت على أساليب النازية إبان الحرب العالمية الثانية، يقول موشيه زوندر ان هناك أربع عشرة طريقة استخدمتها إسرائيل لقتل النشطاء الذين يتم وضعهم على قائمة الاغتيالات:
1 إطلاق الرصاص في الشارع علنيا، ففي أكتوبر 1995 أطلق الرصاص على رأس «فتحي الشقاقي» زعيم الجهاد الإسلامي في مالطة واستطاع عميل الموساد الهرب على دراجة بخارية يقودها عميل آخر.
2 إطلاق الرصاص في حجرة النوم، في أبريل 1973 قتل ثلاثة من منظمة التحرير هم «أبو يوسف النجار» و«كمال عدوان» و«كمال ناصر» في منازلهم ببيروت بواسطة جنود من وحدة الأركان، وفي مارس 1990 قتل في غرفته العالم الكندي «جرلدبول» الذي ساهم في تطوير لأحد الأسلحة العراقية.
3 نيران القناصة، ففي نوفمبر2000 قتل الدكتور ثابت ثابت أمين عام حركة فتح في طولكرم بواسطة القناصة، ناهيك عن عشرات الفلسطيين الذين شاركوا في الانتفاضة الحالية والذين تم قتلهم بنفس الطريقة.
4 طائرات الاباتشي على سيارة، في فبراير 1992 قتل عباس الموسوي أمين عام حزب الله هو وعائلته قرب النبطية اثر إطلاق صاروخ على سيارتهم من هليكوبتر اباتشي، وقد لقي أفراد العائلة مصرعهم على الفور، وفي شهر رمضان الماضي قتل بنفس الطريقة محمود أبو هنود الأمين العام لكتائب عز الدين القسام بعدمحاولات مستميتة من جانب المخابرات الإسرائيلية لقتله.
5 إطلاق صاروخ من الاباتشي على منزل، ففي يوليو 2001 قتل «عمر سعادة» رئيس الخلية العسكرية لحماس في بيت لحم هو وثلاثة أشخاص اثر إطلاق صاروخ من الاباتشي على مقر إقامته، وفي أغسطس 2001 قتل أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين بنفس الطريقة، حيث كان يجلس في مكتبه في العاشرة صباحا حين أطلقت عليه هليكوبتر أباتشي صاروخين من خلال النافذة مما أدى إلى تحوله إلى أشلاء فيما يمكن وصفه بأنه أبشع صورالإرهاب في تاريخ البشرية.
6 هجوم عسكري شامل في أبريل 1988 هاجم 24 جندياً الفيلا التي يسكنها «خليل الوزير» أبو جهاد مساعد الرئيس ياسر عرفات أطلقوا النيران عليه جميعا.
7 هاتف ملغم في ديسمبر 1972 أصيب «محمود الحمشري» مؤسس القوة 17 في منزله بباريس بسبب لغم تمت زراعته في الهاتف وانفجاره بمجرد رفع السماعة، وقد توفي محمود الحمشري متأثرا بجراحه بعد يومين.
8 جوال ملغم، ففي يناير 1996 قتل المهندس «يحيى عياش» رجل حماس المفكر في منطقة بيت لاهيا بعد أن زرع له أحد العملاء قنبلة في هاتفه الجوال.
9 كابينة تليفون ملغمة، في يونيو 2001 قتل «أسامة جوابرة» اثر انفجار كابينة تليفون عام في نابلس.
10 رسالة ملغمة، وهو أسلوب قديم اتبعه الموساد وكذلك اليهود المصريين بهدف زعزعة النظام في فترة منتصف القرن الماضي، وفي عام 1956 قتل ضابط المخابرات المصري «مصطفى حافظ» بنفس الطريقة. وهو الأمر الذي عاد إلى الظهور حاليا ولكن بشكل آخر بعد أن تبنت بعض الجهات المجهولة فكرة إرسال خطابات تحمل جرثومة الانثراكس أو الجمرة الخبيثة إلى عدد من المنشآت الصحفية والحيوية في أمريكا وبعض الدول الأخرى.
11 سيارة ملغمة في يونيو 1973 مات «محمود أبو دية» بعد أن دخل إلى سيارته فانفجرت عن طريق جهاز للتحكم عن بعد بواسطة أحد عملاء الموساد.
12 سيارة مفخخة في يناير 1979 قتل فيها علي حسين سلامة من كبار مسؤولي منظمة التحرير في بيروت عندما مرت سيارته بجوار سيارة ملغمة فانفجرت ونتج عن ذلك تفجير سيارة علي سلامة وموت بعض المارة.
13 السم أو العمليات الهادئة والتي اكتشفت للمرة الأولى مع المحاولة الفاشلة لاغتيال «خالد مشعل» رئيس الجناح السياسي لحركة حماس في عمان .حيث تم وضع مادة سامة في جسد مشعل عن طريق الأذن، إلا أن فشل العملية دفع رئيس الموساد «داني ياتوم» إلى تقديم المادة المضادة فورا.
14 إطلاق صاروخ مدفع يدوي آر بي جي من سيارة مثلما حدث في المحاولة الفاشلة لاغتيال صدام حسين الني فشلت قبل بدئها في نوفمبر 1992، والتي تمت التغطية عليها تماما، هذا فيما يخص الكوادر النشطة وابطال فلسطين الذين ذهبت أرواحهم فداء للعمل الوطني والجهادي، أما المواطنون الآمنون فلم يسلموا من الإرهاب الإسرائيلي على مر أكثر من نصف قرن، من دير ياسين إلى مذبحة جنين ورام الله وقليقلة الحالية، ترى من يوقف الإرهاب الإسرائيلي، ومن يوقظ الضمير العالمي؟

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved