Friday 12th April,200210788العددالجمعة 29 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

هل نستفيد من الدروس؟ هل نستفيد من الدروس؟
منصور بن صالح اليوسف

عندما بدأت الانتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني واشتدت عمليات المقاومة للاحتلال الصهيوني أجمعت معظم آراء المراقبين ان الاجواء في الأراضي العربية المحتلة تشبه الأجواء السائدة في فلسطين عام 1948م مع فارق جوهري في المقارنة ففي عام 1948م دخلت الجيوش العربية تلك الحرب وخسرت تلك الجولة. اما في هذا العام فان الذي يخوض المعركة هو الشعب الفلسطيني الأعزل حيث يقاوم المحتل مقاومة غير مسبوقة ويضرب أروع وأبسل البطولات في العصر الحديث ضد جيش مزود بأعتى أنواع الأسلحة ويمارس أبشع الممارسات من قتل وتدمير وتشريد تشبه الى حد كبير ممارسات النازية.
وبالنظر الى هذه المقارنة نرى ان هناك خللا في هذه المعادلة ففي عام 1948م خاضت الجيوش العربية الحرب بمفردها وانهزمت دون مشاركة حقيقة من الشعب الفلسطيني. أما في هذه الانتفاضة فإن الشعب الفلسطيني يخوض الحرب بمفرده دون مساندة تذكر من الجيوش العربية حتى في الجبهات التي لاتزال اسرائيل تحتل أراضيها.
إن العرب عندما اختاروا خيار السلام ينبغي أن يكون لديهم خيار آخر وهو خيار المقاومة المشروعة حيث قضي شارون على خيارهم في مهده. إن الصراع الذي بين اليهود والمسلمين هو صراع أزلي حسب ما ورد في الشريعة الإسلامية. وبالتالي يجب ان يكون لديهم ما يعزز هذه المقاومة. ولاشك ان القوة العسكرية هي أهم شيء يمكن ان يعزز هذه المقامة وتحسب اسرائيل له ألف حساب فدولة قامت على القوة لا يمكن ان تخشى إلا من هذه القوة. وأعتقد ان العرب اهملوا أهمية تصنيع السلاح وانفقوا آلاف المليارات من الدولارات في عقود اسلحة تمتلك اسرائيل أفضل وأعتى منها. ولا يجادل اثنان في ان العرب لو وجهوا بعض هذه العقود الى مجالات تصنيع الاسلحة لكان العائد أفضل بكثير.
ان العرب لا يقلون بأي حال من الأحوال عن باكستان أو الهند. بل ان العرب يملكون من المقاومات البشرية والاقتصادية والاستراتيجية ما يفوقها. ونتيجة للصراع الذي بين الهند والباكستان جعل كل دولة تمتلك سلاحا نوويا وصواريخ متوسطة وطويلة المدى. علما بأن الصراع بين الهند وباكستان بدأ في نفس الوقت الذي بدأ به الصراع العربي اليهودي أي منذ نصف قرن ونيف. وأعتقد أن العرب لو استطاعوا تصنيع مثل هذه الاسلحة لكان ذلك أكبر راع لعمليات السلام المنشودة وأكبر رادع لدولة البغي والعدوان.
ولاشك أن الأنظمة العربية من الخليج الى المحيط لا تستطيع ان تدافع عن نفسها من هذا التقصير.
إن مخططات الصهيونية ليس لها حدود في اغتصاب الأراضي العربية كما وردت في بروتوكولات بني صهيون في الماضي. وقد أكد هذا النهج الارهابي شارون في الآونة الاخيرة عندما شن حربا شعواء على إخواننا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث قال: (إن هذه الحرب ليس لها حدود جغرافية). وأخشى ما أخشاه أن تكون التنازلات العربية أيضا ليس لها حدود. فكان العرب يطالبون بفلسطين كلها قبل عام 1967م ثم اكتفوا بحدود الخامس من حزيران عام 1967م. وقد يطالبون بأدنى من ذلك إذا لم يتداركوا هذا الخلل في ميزان القوى. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

عضو هيئة التدريس بمعهد الادارة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved