Friday 12th April,200210788العددالجمعة 29 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المؤسسات الخيرية .. دوام الخير المؤسسات الخيرية .. دوام الخير
سلمان بن محمد العُمري

لعل فعل الخير من أجلّ الأفعال التي يقوم بها الإنسان، والخير كلمة نسبية فما تعتبره أنت خيراً قد يعتبره آخر شراً، وهذا واقع تبعاً للخلفية الثقافية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وغير ذلك لإنسان ما، ولذلك فإن خير ما تقوم به هذه الكلمة هو الرؤية الاسلامية للخير، وهي ليست نظرة بشر وإنما هي ما يريده رب العالمين سبحانه وتعالى فهو الذي يضع الحدود الفارقة والفاصلة بين الخير والشر، والمؤمن بطبعه فعال للخير مريد له عامل لاجله، ولذلك فإن المجتمعات المسلمة، أو الأفراد المسلمين حيثما حلوا وحيثما كانوا هم تجمعات للخير وفعل الخير يقومون به بكل أريحية وبشكل عفوي دون انتظار لمقابل أو طلب لثناء أو مديح، وبعيداً عن كل أشكال النفاق.
إن التطور الحضاري الذي شهدته وتشهده البشرية جعل من الضروري ان تكون الأفعال ضمن إطار التنظيم، ومنها فعل الخير فكان هناك المؤسسات التي تعنى به وتقوم به وتفعله وذلك ضمن إطار الشريعة الإسلامية في غاياتها النبيلة وبعيداً عن كل الأعمال الهدامة أو التخريبية التي يقوم بها الآخرون.
ومن البديهي أن تكون لهذه المؤسسات كل صلات القربى والتعاون والاحتضان مع المملكة العربية السعودية لأن المملكة هي الحاضنة الأم لكل الفعل الإسلامي المؤثر ولكل أبناء الأمة ولكل هموم ومشاكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد كان هذا الفعل الخيري المنظم مصدر ازعاج للكثير من الأعداء، وكان أولئك الظالمون لا يتركون فرصة إلا ليدسوا السم بين هذه المؤسسات وبين المجتمعات التي تقيم فيها، ولم يدعوا مناسبة إلا وحاولوا تشويه أهداف وغايات هذه المؤسسة، وقد كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي الفرصة التي انتظرها أولئك الحاقدون بفارغ الصبر ليصبوا جام كرههم وحقدهم على أبناء هذه الأمة الذين يعملون في تلك المؤسسات، وحاولوا بناء على ذلك ان يهدموا كل تلك المؤسسات من أساسها وأن يقضوا أركانها وأعمدتها بحجة أنها إرهابية، وفي حقيقة الأمر لم يكن الإرهاب إلا منهم والحقد لم يأت إلا منهم.
إن تلك المؤسسات ماضية بإذن الله في نشر الدعوة الإسلامية بالشكل الصحيح وبالوسطية التي يمتاز بها الإسلام وأهدافها واضحة ووسائلها سليمة وهناك رقابة مالية في مواردها ومصارفها، ولكن بطبيعة الحال يلزم الوعي بشكل أكبر لفهم مستجدات المرحلة ولتصحيح نظرة الريبة التي تواجهها هذه المؤسسات الخيرية.
إن التواصل مع المجتمعات التي تعيش فيها تلك المؤسسات من خلال فروعها وأنشطتها مطلوب، وهو الذي سيزيد من وضوح الصورة الناصعة البياض ويضع الحقيقة أمام الجميع.
إن العمل الإسلامي الخيري بحاجة للدعاة أكثر من أي وقت مضى، وهو أمر ملح وكثير الإلحاح لأن هؤلاء هم الذين سيأخذون بيدها في هذه الظروف الصعبة.
أما نحن أهل الإسلام. كل في موقعه، فإننا بحاجة لتبني بعض الأوليات مناسبة المرحلة، ونحتاج لخطاب إعلامي واسع تتبناه وسائل الإعلام كله من مرئية الى مسموعة الى مكتوبة الى إنترنت وغيرها لنعرف العالم على الحقيقة والحقيقة فقط.
إن دراسة المشكلات التي أفرزتها الأحداث الأخيرة على مستوى العالم الإسلامي تحتاج لعمل عميق وجهد كبير للوصول لنتائج يمكن تطبيقها لتصحيح ما يمكن تصحيحه، ومن البديهي القول إن الخطوات المتأنية المدروسة هي الأساس الذي يحقق النجاح بإذن الله. والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved