ضمن برامج محطة تلفزيونية فضائية هي المستقلة برنامج بث مباشر باسم (أريد حلاً) وقد استضاف مقدم البرنامج مسؤولا سعوديا في اكاديمية الملك فهد هو الاستاذ ابراهيم المسند وكان الحديث في تلك الحلقة عن البطالة، وعن البحث عن عمل، وصعوباته، ورغم ان المذيع او مقدم البرنامج، حاول اكثر من مرة التأكيد على ان البرنامج يناقش الموضوع على مستوى العالم العربي، الا ان المتابع للبرنامج وللمتصلين به يلاحظ ان غالبيتهم ان لم يكن كلهم يتصلون من المملكة وهم اما سعوديون او مقيمون، وكانوا يناقشون البطالة بالنسبة للسعوديين، وأوضاع العمالة المستقدمة بالنسبة للمقيمين، وكان بين المتحدثين سعودي حاصل على البكالوريوس في اللغة العربية لم يجد عملاً منذ تخرجه قبل ثلاث سنوات، واخر سعودي حاصل على مؤهل في الحاسب الآلي، وهو الآخر ما زال يبحث عن عمل، وكان من جملة غير السعوديين المتصلين بالبرنامج عربي مقيم في المملكة منذ اربعين عاما كما ذكر ولديه مشكلة مع صاحب العمل.
الحقيقة ان البرنامج اكد اكثر من مرة انه لا توجد بطالة في المملكة، وان المشكلة تكمن في المواطن العاطل، والذي اما ان يصر على ان يعمل في المدينة التي تقيم فيها عائلته، او يطلب مرتبا عاليا لا يتناسب مع ما يقدمه من عمل، او ان يكون عمله مكتبيا فقط، اي انه ليس على استعداد للعمل في المجالات المهنية والحرفية، او انه يعمل في القطاع الخاص وعينه على العمل الحكومي، الى غير ذلك من الاتهامات المعروفة والتي عادة ما توجه للشباب السعودي من الجهات والاشخاص المحاربين لتوطين العمالة.
لا اعرف السر في ترك موضوع محلي بحت مثل البطالة في المملكة لوسائل اعلام غير سعودية لمناقشته وبحثه، اي اننا في المملكة لا نكتفي باستقدام العمالة الاجنبية بل اننا نترك شؤوننا المحلية لتناقش عبر قنوات غير سعودية.
ما اراه هو ان تخصص سنة هجرية كاملة لمناقشة البطالة وطرق معالجتها وتحجيمها عبر كل وسائل الاعلام المحلية المسموعة والمقروءة والمرئية وخصوصا عبر البرامج والصفحات التي تتطلب مشاركة الجمهور لمعرفة ما لدى المواطنين العاطلين وغير العاطلين من وجهات نظر حول هذه القضية الوطنية الكبرى لابد وفي اكثر من حلقة من استضافة كبار المسؤولين عن القوى العاملة وعن التوظيف والتعيين في القطاعين الحكومي والاهلي، مثل وزير العمل والشؤون الاجتماعية، ووزير الخدمة المدنية، والامين العام لمجلس القوى العاملة، والامين العام لصندوق التدريب والتأهيل، وغيرهم من المسؤولين في التعليم الجامعي والتعليم العام والتعليم الفني والمهني، والمسؤولين في الغرف التجارية والصناعية، لابد من سبر اغوار هذه المشكلة ومعرفة ما لدى المواطن من اقتراحات وكشف الحقائق بالارقام عن اعداد العاطلين ومؤهلاتهم وتخصصاتهم وأسباب عدم حصولهم على عمل، كما يتم استضافة بعض المفكرين السعوديين، والذين تشكل لهم امور بلادهم وشعبهم هماً دائما.
في عالم اليوم وفي القرية الكونية لم يعد هناك امور قابلة للخفاء اوللسرية.. المطلوب الحديث في الهواء الطلق وتبيان الحقيقة، والبحث عن حلول عبر وسائلنا الاعلامية السعودية، لما يواجهه الوطن والمواطن من صعوبات ومشقات، وفي مقدمتها مشكلة البطالة، والتي جاءت نتيجة حتمية للتنمية، والتي اختصرت زمن النهوض والتطور في ثلاثين عاما.
فلنسعود مناقشة مشكلة السعودة، بمتحدثين سعوديين ووسائل سعودية، ولنخصص هذا العام للبحث عن حلول ومن ثم نبدأ العام القادم في تطبيق بعض الحلول المقترحة لعلنا نستطيع تحجيم هذه المشكلة الى اقل نسبة ممكنة.
|