Wednesday 10th April,200210786العددالاربعاء 27 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بروح رياضية بروح رياضية
الخصخصة ولغز البداية
د. خالد بن عبدالله الباحوث

الخصخصة مفردة دخلت على لغتنا من خلال تعريب الكلمة الأجنبية Privatization وهي مفردة حديثة لم يتم ادخالها في القاموس الإنجليزي إلا في عام 1983م ويقصد بالخصخصة عملية بيع أصول القطاع العام أو بمعنى أدق تحويل ملكية القطاع العام إلى القطاع الخاص. ويهدف من وراء عملية الخصخصة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية لهذه المشاريع وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك بعض السلبيات من جراء هذه العملية إلا أن الخصخصة تظل في النهاية أمراً لا بد منه، بل ولها مزاياها في نهاية الأمر وقد يكون ابرز تلك المزايا تخفيف الأعباء المالية والإدارية عن كاهل الانفاق العام من جهة ورفع الكفاءة الانتاجية وتحسين مستوى الخدمات من جهة أخرى.
وعلى الرغم من حاجتنا الماسة لمثل هذه المشاريع في هذا الوقت بالذات لما تتطلبه ظروف المرحلة وعلى الرغم من الجهود المبذولة في هذا الشأن إلا أننا لم نر أي قطاع كان تم خصخصته بالكامل فمشاريع كتلك تحتاج إلى مراحل معينة بالإضافة إلى الجهود المبذولة كما أنها تحتاج إلى معطيات خاصة وإلى كوادر بشرية مؤهلة وفوق هذا وذاك إلى ثقافة خاصة بتلك المشروعات الجديدة على مجتمعات كمجتمعنا.
ومن المؤسف له حقاً أن الكثير من المتخصصين دأبوا على نقل وترديد مصطلحات واطروحات عامة فيما يتعلق بموضوع الخصخصة دون تناول الأشياء الخاصة بمجتمعنا ودراستها حتى أخرجوا الموضوع وكأنه مستحيل التطبيق. ومن جهة أخرى نرى بعض الكُتّاب البعيدين عن هذا الموضوع خاصة في الصحافة الرياضية يطرحون الموضوع وكأن تطبيقه يمكن حدوثه بين ليلة وضحاها. وكنا لا نعير مفهوم جامعة الحياة أي اهتمام حتى اكتشفنا صفصفة المنظرين ونجاح أهل الخبرة والدراية، فلقد كان هناك ثلاثة رجال في هذا البلد اعطوا موضوع الخصخصة حقه ونجحوا في التعامل معه.
فالأول هو خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه الذي أعلن في عام 1414ه عن توجه حكومة المملكة نحو زيادة دور القطاع الخاص السعودي في ملكية وإدارة بعض مشاريع ومؤسسات القطاع العام وكان هذا هو عين الحكمة والعقل فالإعلان كان نقطة الانطلاق الذي سيتدرج حتى يصل إلى الكمال والكمال لله. والرجل الثاني هو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي أعلن في مناسبات عدة أن سياسة التخصيص تعتبر خياراً استراتيجياً لتشكيل واقع اقتصادي صلب يقوم على تعزيز دور القطاع الخاص ومبادراته في تلبية احتياجات المجتمع.
أما الرجل الثالث فهو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي بين لمجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية بأن هنالك اتجاهاً قوياً نحو تخصيص الشركة ولكنه شدد على أنه قبل الشروع في مثل هذا المشروع يجب إعادة بناية الشركة من الداخل وتنظيمها تنظيماً جديداً يتناسب مع متطلبات السوق والعمل الدؤوب لزيادة الربحية المتوقعة.
والحق فإن حكمة هؤلاء الرجال انطلقت أولاً من أن الخصخصة هي أمر لا بد منه وذلك لفوائده المرجوة والمتوقعة منه وفي نفس الوقت فهم يعرفون بأن لكل مجتمع ظروفه وخصوصياته التي تميزه ويجب إدراكها وأخذها بالحسبان فأكبر عمليات تحول مثل هذا النوع حدثت قبل ما يقارب العشرين سنة وفي مجتمعات ربما أنها كانت أكثر تهيئة مثل ما حدث في بريطانيا في عهد حكومة تاتشر حيث لم يكن هناك حاجة إلى إعادة هيكلة، فكثير من دول أوروبا الشرقية عندما أرادت تطبيق برامج الخصخصة احتاجت إلى عمليات متفاوتة من اعادة الهيكلة.
كل ما يهمنا في هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات هو عملية خصخصة الأندية الرياضية التي ربما أن حاجتها أصبحت الآن ضرورة ملحة وأمراً لا بد منه لأسباب كثيرة يعرفها الكثير.
وفي الحقيقة فإنه منذ أن أقر مجلس الشورى هذا الموضوع وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وساعده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل يبذلان الجهود الجبارة والمتواصلة في سبيل التوصل إلى معطيات مناسبة للشروع في هذا البرنامج الحيوي المهم لتطوير رياضتنا فلتتكاتف الجهود لتأسيس وطرح ثقافة وحوار للمساعدة في نجاح هذا المشروع ولنسع جميعاً إلى حل وفك رموز لغز البداية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved