Tuesday 9th April,200210785العددالثلاثاء 26 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
أيام في أمريكا «4»
جاسر عبدالعزيز الجاسر

برنامج زيارة الوفد الصحفي الخليجي، مختلف عن برنامج الزائر الصحفي الأجنبي «سابقاً» فالبرنامج الحالي.. برنامج عمل ولقاءات.. وكتابات، وإرسال الأخبار والتقارير في نفس اليوم إن أمكن أقول «إن أمكن لتأخر الوقت عن الرياض تسع ساعات» وبما أن البرنامج متتابع يكون من الصعب أن ترسل خبراً واحداً لأن الوقت يكون في الرياض الثالثة فجراً، كما أن معظم اللقاءات لا تحوي أخباراً آنية، وإنما مقابلات صحفية للمسؤولين الذين يصرحون بنسبتها إليهم وبأسمائهم الصريحة، في حين الكثير منهم طلب أن تكون نسبة الأقوال إلى مصدر مسؤول وهو ما يسمونه في المفهوم الصحفي off the record «أوف ذي ريكرد» وبالتالي كان لزاماً علينا أن نؤجل ماحصلنا عليه من أحاديث ومعلومات وانطباعات إلى ما بعد العودة من أمريكا، ورغم أن أكثر من أسبوعين قد مضى على هذه المقابلات إلا أنها تبقى محافظة على أهميتها لثبات المواقف الأمريكية، وبالذات إلى المواضيع الرئيسة الثلاثة وهي:
1 حرب أمريكا ضد الإرهاب.
2 الصراع العربي الإسرائيلي وما يسميه الأمريكيون بقضايا الشرق الأوسط، ونسميه نحن القضية الفلسطينية.
3 التعامل مع العراق.
وكما نرى ونتابع أن أمريكا لم تغير مواقفها من هذه المواضيع الرئيسية، وإن جرى تبادل في مواقعها بالنسبة للأولويات وتزاحم فيما بينها إذ أزاحت القضية الفلسطينية موضوعي العراق وحرب الإرهاب، بعد أن فرض عدوان شارون على المدن والمخيمات الفلسطينية، ولكن في النهاية المواقف الأمريكية لم تتغير، وهذه القضايا الثلاث متشابكة ومترابطة، ومنذ يوم العمل الأول لزيارة الوفد الصحفي الخليجي الذي بدأ بزيارة مبنى صحيفة «الواشنطن بوست» إحدى أهم ثلاث صحف مؤثرة في أمريكا ولها نفوذ قوي ومصادر قوية جداً في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، وكان لقاء الوفد مع مساعد رئيس تحرير الصحيفة للأخبار السيد أد كودي الذي يعد أحد أربعة محررين أمريكيين متخصصين في الشرق الأوسط والذي جرى حوار طويل معه عن تحيز الإعلام الأمريكي وموقفه العدائي ضد العرب خاصة والمسلمين عامة وقد لخص السيد كودي رأيه بإيجاز فقال دون التوغل في الأسباب السياسية والاستراتيجية وهذا نتركه لتحليل مواقف الإدارات الأمريكية، أما بالنسبة لموقف الإعلام والرأي العام الأمريكي، فلا بد من الإشارة إلى أن الإسرائيليين هم غربيو الثقافة والانتماء وبالتالي يعتبرون امتداداً لأمريكا والغرب عامة ولهذا فإنهم تلقائياً يتعاطفون أو ينحازون مع إسرائيل كما أن العرب حكومات وشعوباً ومثقفين لا يجيدون ما يسمى بفن العلاقات العامة فالسفارات لا تتفاعل مع الأحداث،ولا المثقفون ولذلك فإن الجماعات اليهودية تستولي على كل المساحات في الصحف، وأعمدة الرأي، كما نشاط تلك الجماعات اليهودية الضاغطة ولقاءاتها بالكتاب والمحررين واحتوائهم ومدهم بالمعلومات التي تخدم توجهاتهم، ولهذا فإن المسؤولين عن الصحف الأمريكية لا يشجعون الكتابات والنشر ضد الإسرائيليين خوفاً من تعرضهم لضغوط الجماعات اليهودية ومجاملة لهم لعلاقاتهم الوثيقة التي لم يحسن العرب بكل سفاراتهم مجاراتهم.
رأي السيد أد كودي هذا وإن كان له جانب كبير من الصحة، إلا أننا وجدنا وخرجنا بانطباع يكمل هذا الرأي ويترجم الموقف الأمريكي الرسمي للقضايا الثلاث.. وغداً نواصل..

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved