في الوقت الذي نرى فيه التقدم التقني يعم أرجاء العالم بما فيه أرجاء مملكتنا الحبيبة، وفي الوقت الذي نسمع فيه عن تطور التقنية والقفزات الهائلة التي أحدثتها شركة الاتصالات السعودية فإننا نعيش في غرب القصيم بمعزل عن هذا التطور .. وأقصد في غرب القصيم تلك القرى المتناثرة على طريق القصيم المدينة المنورة بعد عقلة الصقور حيث يسكنها شريحة كبيرة من أبناء المجتمع الذين يرغبون مواكبة عصر الحضارة والاستفادة من هذا التطور كغيرهم من أبناء وطنهم .. فمنهم من يود الاتصال بأقاربه ولقضاء حوائجه، ومنهم من يرغب اقتحام عالم الانترنت وأخذ ما طاب من فوائده ولكن عدم وصول الخدمة الهاتفية إليهم أوقفهم مكتوفي الأيدي يرقبون تحركات هذه الشركة العملاقة بمنظار التفاؤل والأمل.
فرحوا جميعا قبل عامين حينما حلت شركة صينية وأخذت تجوب القرى لعمل الحفر اللازمة لأبراج الهاتف وعندها أخبرتنا تلك الشركة أنه بعد شهر بالتمام ستكون الخدمة الهاتفية قد وصلت كل القرى، بالتأكيد غمرتنا الفرحة وأخذنا نتساءل عن أجهزة الهاتف وأسعارها استعدادا لتشغيلها في بيوتنا، ولكن الأحلام تلاشت حينما اختفت شركتنا المذكورة عن الأنظار بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار وأخذنا نرقب حفرها في قرانا حتى عفا عليها الزمن وأعادتها الرياح والأتربة إلى وضعها الطبيعي .. ولعلّي هنا أعبر عن رأي الجميع ومطلب الجميع في تلك القرى موجها هذا النداء إلى شركتنا العملاقة التي قفزت قفزة هائلة بالاتصالات كما يقولون أين هي من هذه القرى التي تقع غرب القصيم، الزمن يتسارع والتقنية تتطور والخدمات تقدم في كل مكان إلا نحن ما زلنا نراوح مكاننا.
وفق الله الجميع.
صالح بن محمد السليمي - القصيم قرية العماير |