* القريات سليم الحريّص:
تنأى بنفسها عن كل اشراقة وتوهج.. تفرط في الحلم وتنام الليل تنتظر القادم الأجمل.. هذه هي الحديثة منفذنا الدولي وبوابته تتوسد الأحلام وتترقب اشراقتها كل فجر.
.. بعض المدن والقرى تبرز على الخريطة وتأخذ مكانها لتوافر مقومات النمو والتطور والتحضر وبعض المدن لها من الأهمية الشيء الكبير تستمد هذه الأهمية من موقعها فيعطيها ذلك أولوية الحصول على الخدمة وشموليتها وتميّزها فتنهض وتتقدم وتزيد مساحتها العمرانية وتحظى بالمزيد من الخدمات والمرافق، لكن الحديثة وبتلك الأهمية والحيوية ان علمنا بأهمية موقعها الحدودي وكونها منفذاً دولياً يمر بها شريانان دوليان ملتقاهما (الحديثة) حيث تنطلق القوافل والركاب لكافة الاتجاهات ويحط بها آلاف المسافرين، هذه الأهمية التي للحديثة تجعل الصورة عنها أنها تعيش عصرها الذهبي.
قناعة تنتهي بمجرد مشاهدة الصورة ورؤية الحديثة (البلدة القديمة) والتي ما هي الا تسمية في غير محلها.
فعلى الرغم من أن موقعها الذي تتربع عليه يشكل دافعاً قوياً ومؤثراً في سبيل تنميتها الا انها بقيت تعيش واقعها الذي لم يتغير منذ سنوات عديدة ولم يطرأ عليها الا تعاقب أوراق التقويم الذي يشير الى دخولنا العام 1423ه.
لن أتحدث عن المدينة السكنية والتابعة لوزارة المالية والاقتصاد الوطني بل اتحدث عن الحديثة البلدة القديمة.
الكهرباء وصلتها.. نعم وكذلك الهاتف لكن الأهم والمهم هل البلدة حظيت بخدمة بلدية؟ وتأتي الاجابة بلا فهي لم تخطط وطالما لم تحظ بشرف التخطيط فأي اعمار وبناء ننشد؟ وأغلبية البيوت القائمة بلا صكوك شرعية ولا قروض عقارية تمنح للمواطنين.. فهل لحرم الحدود قصة أخرى في حرمانها من الخدمة البلدية أيضاً؟!
على بعد مرمى الحجر من الحدود تطالعك الشاخصة الأولى (اسكان الحديثة) مدينة متكاملة الخدمات مضاءة الشوارع معبدة الطرقات ومشجرة ومشيّكة اسوارها وعلى بعد خطى مثلث يؤدي بك الى البلدة القديمة وجه شاحب.. هو ذلك الوجه الذي عرفت قبل ما يزيد على ربع قرن مضى!! بيوت طينية.. شوارع مظلمة..أزقة ضيقة وصنادق من الشينكو وبعض بيوت شيدها القادرون من أهالي الحديثة.
كان بها مستوصف ونقل للإسكان.. وكان بها مدارس وهي كذلك نقلت للاسكان اما المساجد فلا يوجد بناء مسجد الا الجامع القديم والمبني من الحجر قد مضى عليه نصف قرن من الزمان دون أن يجد من يلتفت له أو يحرص على تحسينه.
فمن أراد المدارس فعليه نقل ابنائه بالسيارة ليجتاز بهم بوابة الاسكان ومن اراد الخدمة الصحية سيسلك نفس الطريق ومن اراد تأدية صلاة الجمعة فبالتأكيد عليه أن يعبر الشبك.
هذه البلدة يجب ألا تبقى في حالها ولا على صورتها غير الحسنة، ولانني أعلم بامكانيات بلدية القريات (وما بالامكان أفضل مما كان) يدفعني هذا لأطلب تدعيم بلدية القريات لتكون قادرة على فعل شيء يسهم في تنمية الحديثة من تخطيط وسفلتة وانارة ونظافة وشمولها بمظلة خدمات بلدية القريات اضافة الى توفير متطلباتها الأخرى من جامع ومستوصف واصدار صكوك شرعية للمواطنين كي ينعموا بما تحقق لاخوانهم في المناطق الأخرى وكلنا أمل أن لا تحرم البلدة القديمة أيضاً من المياه العذبة والتي ستغذي القريات من بسيطا حيث يجري مد خطوط النقل الى الحديثة الآن ولا أعلم ان كان سيقتصر على الاسكان والمنفذ فقط.. بوابة تستحق الاهتمام.. بعد أن خدعوها أعواماً عديدة بقولهم حسناء..
|