اشتداد الحملة النصراوية ضد الهلال في الاسابيع الاخيرة يعكس بلا شك حالة التأزم التي يعيشها أصحابها داخل ناديهم.
فليس من المعقول ان يستمر الهلال في حصد البطولات محليا وخارجيا ويصل في عدد البطولات الى الرقم ثمانية في اقل من موسمين وبإدارة شابة ينقصها الكثير من الخبرة والتجربة في حين أوشكت الإدارة النصراوية الخبيرة والتي تعتز بأنها اقدم إدارة في العالم على إقفال الموسم الثالث من عهدها الجديد بعدد (صفر) من البطولات.
هذا الوضع اوجد أزمة داخل نادي النصر اطلت برأسها الى خارج النادي على شكل تصريحات هجومية عنيفة ضد نادي الهلال القصد منها تنفيس البالون الاصفر الممتلىء والموشك على الانفجار وكذلك إشغال الجمهور عن حقيقة الإفلاس من البطولات الذي يعيشه ناديهم بجره لمتابعة حرب اعلامية ضد المنافس الذي ادار لها ظهره وتفرغ لحصد البطولات. والسبب الثالث الذي لا يقل أهمية عن سابقيه هو محاولة ايقاف هذا المد الازرق الجارف نحو البطولات، فليس من المعقول ان يستمر الهلال في حصد البطولات وغيره يقف كمتفرج لا حول له ولا وقوة لذلك لا بد من التصرف في هذه الحالة وعمل شيء يعرقل الهلال ويحول دون صعوده المتكرر والمتواصل لمنصات التتويج، فكانت هذه التصريحات العنيفة والمحتقنة والتي يأسف كل رياضي ومتابع ان تتداول بأهدافها غير الرياضية وأفكارها غير التنافسية ولغتها المتسارعة هبوطا.
ففي مفهوم تلك التصريحات ان فوز الاتحاد صاحب المركز الثاني على الرياض الذي ينافس على المركز الرابع وبلوغ المربع بعشرة اهداف امر عادي ولا يدعو للغرابة، وان فوز الطائي على الانصار وهما المتصارعان على الهبوط بسبعة اهداف مقابل لاشيء امر عادي ولا يدعو للغرابة ايضا، اما ان يفوز الهلال بطل آسيا على الانصار الهابط للدرجة الاولى بستة اهداف مقابل هدف فذلك هو التلاعب بعينه وذلك هو خروج المنافسة عن اهدافها الشريفة وذلك هو ما يجب ان تفتح ملفات التحقيق بشأنه.
لقد أيقن اصحاب تلك التصريحات ان الهلال قد فاز بالبطولات السابقة (ولا حول ولا قوة إلا بالله)، ولكن إياه إياه ان يحقق المزيد وإلا لانفجر البالون الاصفر وقذف بضحاياه بعيداولربما لا يكون لهم بعد ذلك حراك، ومن هنا تعهدوا بايقاف الزعيم عند ذلك الحد بتأليب وتحريض واستفزاز الفرق والحكام والإعلام وحتى الجماهير ضده بتشويه سمعته وتجريح انتصاراته والطعن في جدارته وأحقيته في كل مكتسباته.
والغريب ان اصحاب تلك الحملات التي لم تجد من يؤيدها لمعرفة الجميع بأنها غوغائية وجوفاء ليسوا هم المنافسون للهلال لا على الصدارة ولا على البطولة ومع ذلك حملاتهم تشتد ضراوة عليه لأن هدفهم ليس إسقاط الهلال والقفز مكانه في الصدارة فهم يعلمون ان ذلك صعب عليهم ولكنهم يرمون إلى اسقاط الهلال ومن ثم فليقفز مكانه من يكون لأن استمرار الزعيم بطلا يشكل خطرا عليهم ويزيد من الضغط على البالون ويعجل بانفجاره.
|