ما زال مشوار التعليم في المملكة جادا ويبذل فيه جهود حثيثة وكبيرة، ولكن لم تتوسع أبعاده ولم يتحقق بعد ما يطور نظام التعليم إلى الأفضل فهو دائما بمفهومه المعتاد يأتي حشواً، ومجال التفكير محدود في جميع المراحل فخططه ضيقة تنقصها الشمولية والتطوير، ولا بد لنا من تطوير هذا النظام الهام وإعادة بلورة وصياغة علومه، فنحن وكما يتكرر نعيش عصر النهضة والعولمة، ولا بد للحوار من فرصة كي نواكب الدول المتقدمة في أنظمتها، بل اننا قادرون أن نتقدم ونحدث أساليب جديدة ومتطورة يمكن أن تطبق في كثير من العواصم.
وكما أن نظام التقويم الأدنى حقق نجاحاً بارزاً فلماذا لا يشمل هذا النظام جميع مراحل التعليم العام؟ إذ سيحقق نجاحاً مطرداً خصوصاً أن هذه الفكرة ستبعد شبح الامتحانات عن الطلاب وتزيل أرق التصحيح والتدقيق عن كاهل المعلمين، شريطة أن يلم المعلم بالكفاءة ومهارة التقييم.
وقد تتجلى أمامي الرؤى من خطط جديدة كاستحداث فكرة مناقشة الطلبة في الجامعات كمناقشة الرسالة .. يقدم الطالب مذكرة حول تخصص ويناقش فيها، وبذلك يستغنى عن الاختبارات التي أصبحت أسلوباً قديماً يجب أن يتقاعد وأن يرى الحوار طريق النور والترحيب وأن يعطى الذكاء حقه من الاهتمام، والثقافة مجالها لأن الحفظ من دون الفهم والفكرة الراسخة كالنقش على التراب يزيله أول زائل.
أيضا يجب تعدد المناهج واحتواؤها على جميع علوم الحياة وفنونها بحيث يلم الخريج بمختلف المعارف .
ومن جانب آخر ما زلنا نفتقر إلى المزيد من المعاهد الصناعية والفنية والتي تهيىء الشاب إلى خوض غمار السوق، فالشهادة الثانوية لم تعد تؤهل الشاب إلى العمل خصوصاً أن تعدادنا السكاني يفرض علينا ابتكار وسائل جديدة تغنينا عن الآخرين ، فنحن لا ينقصنا حتى الأقمار الصناعية ولا ينقصنا من يصنعها بل الشباب يفتقرون التشجيع وإعطاء الفرصة.
عواطف حمود الجوفي - عرعر | 
