عزيزتي الجزيرة..
كثر الحديث في الآونة الأخيرة من قبل المطالبين بتغيير مناهجنا التعليمية ومقرراتنا الدراسية حيث انطلقت السهام المسمومة من وسائل الاعلام الغربية التي اتهمت مناهجنا بالتسبب في توفير أرضية عريضة للتشدد والعنف والكراهية وهذا ليس بمستغرب من وسائل اعلام تنطلق من دول لا تحتكم إلى نظام سماوي وحكم رباني بل إلى أنظمة وقوانين سنة وشرعة من عقول بشرية يشوبها الأخطاء والقصور وعدم بلوغ درجة الكمال والتمام.
وانني أتساءل ما هي الجريمة التي ارتكبتها مناهجنا؟ وما هي الإفرازات السلبية التي أحدثتها مقرراتنا الدراسية؟ ولماذا هذا التنكر والتندر وجحد الجميل لها؟! أليست مناهجنا هي التي خرَّجت الوزراء والعلماء والسفراء والخبراء والخطباء والأطباء والدعاة والمصلحين والمستشارين والمهندسين والضباط والعسكريين والطيارين والموظفين والموظفات والأدباء والمفكرين والنقاد والكتّاب فهؤلاء هم ثمرات مناهجنا تربوا وتعلموا في أحضان مقرراتنا الدراسية ولذا يعد نظامنا التعليمي بالمملكة من افضل الأنظمة الموجودة على مستوى العالم لأنه قائم على أسس ثابتة وقواعد قوية مستمدة من الكتاب والسنة اللذين هما افضل نظاما على هذه البسيطة لأنها محكمة من خالق السموات والأرض وخالق البشر جميعا الذي يعلم ما يصلحها ويقومها في معاشها ومعادها وفيها صلاح الأمم والشعوب ونفعها وجلب الخير لها في دنياها وآخرتها ولعل من أهم أهداف مناهجنا بناء المواطن دينياً وتعليمياً وتقويمه سلوكياً وتنميته ثقافياً ليكون لبنة صالحة في مجتمعه نافعا نفسه ومفيداً لوطنه محافظا على عقيدته ومعتزاً بقيمه وأصالته متمسكا بعاداته وتقاليده مظهرا حب الوطن في ذاته والولاء لقيادته إذاً مناهجنا تصلح القلوب ولاتفسدها وتبني العقول ولاتهدمها وتوحد الكلمة ولا تفرقها وتدعو إلى التعاون والتعاضد وتشجع وتحث على الإبداع والابتكار والاختراع في كل المجالات والتخصصات.
ومن نتائج مناهجنا ما تعيشه المملكة اليوم من نهضة عمرانية وحضارة عظيمة وإنجازات باهرة وأمن وافر وعيش راغد لم تكن لتتحقق لو لا الله أولا ثم قيام نظام على أسس علمية مستمدة من الكتاب والسنة وهذا ما ابهر وشهد به كل زائر لهذه البلاد و مقيم على أرضها فيا ليت الذين طالت ألسنتهم وتجرأت أقلامهم بنقد مناهجنا والتقليل من شأنها ان يوضحوا لنا الهدف الرئيسي والغاية الواضحة من هذه المطالبات وتحديد الأخطاء التي ارتكبتها مقرراتنا الدراسية حتى نكون على بصيرة من امرنا فالمطالبة بتغيير أمر دون تحديد الهدف منها يعني ان المطالبة غير منطقية ولا تستند على أسس علمية ونحن ولله الحمد والمنة في بلد مستقل لا ينتظر أو يقبل من أحد ان يوجهه او يفرض عليه سياسات وتوجهات من الخارج لأنه يعرف الصالح من الطالح والنافع من الضار والخير من الشر وخاصة عندما يكون الأمر متعلقاً ببناء العقول وتربيتها وفي الختام اسأل الله ان يحفظ على هذه البلاد أمنها وامانها ويديم استقرارها ورفاءها في ظل عقيدتها وسنة نبيها وتحت توجيهات قيادتها وولاة أمرها الأمناء الأوفياء انه سميع مجيب.
وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح - مشرف تربوي |