بعيداً عن مرآة الزينة..
بعيداً عن صالونات التجميل..
بعيداً عن مشاغل الخياطة..
بعيداً عن قاعات الاحتفالات..
بعيداً عن سلات المكسرات.. وأطباق الكيك..
وأبعد ما تكون عن أحلام الفتيات ببيت جميل وأثاث فاخر وخادمة تحمل عنها أعباء المنزل وزوج لا يعرف كلمة لا ورصيد في أحد البنوك.
تجملت بحزام من القنابل المدمرة وارتدت سواراً من الرصاص وزينت أذنيها بقرطين من القنابل ووضعت قدميها في حذاء من المواد المتفجرة.. تقلدت بعقد الشهادة.
ولبست خاتم.. أن نكون.. أو.. لا أكون..
اتجهت إلى حفل.. عرس قضيتها..
وأمام عينيها صور الأطفال الضعفاء.. والأمهات الثكالى.. والرجال الشهداء.. والفتيان الأسرى.
وحينما أصبحت في قلب الحفلة..
أطلقت زغرودة المقاومة.. وانفجرت.. وفجرت بعضاً ممن اغتصبوا أرضها.. واستباحوا دماء شعبها ..ونهبوا خيراتها.. وسلبوا أمنها وأمانها..
احتفلت بعرسها على طريقتها..
واحتفلنا بها.. بدموع الفخر.. ومشاعر العزة.. ودعاء لها بالرحمة.. وأمنيات بالنصر..
وبها.. وبمن قبلها.. ومن سيسير على نهجها.. نفخر أنها.. أنثى..؟
ونفتخر.. كوننا من بنات.. جنسها.
ورب الكعبة هي مفخرة لنا جميعاً.. فتاة الثلاثة والعشرين ربيعاً.. الفلسطينية التي فجرت قبل أيام متجراً في قلب فلسطين.. يعج باليهود.
هيفاء الشلهوب - الجزيرة |