* القدس من سامي عبودي رويترز:
اتهمت منظمة «صحفيون بلا حدود» الدولية المعنية بمراقبة حرية الصحافة الجيش الاسرائيلي يوم الاحد باطلاق النار على الصحفيين في «سياسة متعمدة للترويع» بهدف منعهم من تغطية غزوها للضفة الغربية.
وقال روبير مينار الأمين العام لصحفيين بلا حدود إن خمسة صحفيين تعرضوا لاطلاق النار وأصيبوا منذ أن توغلت القوات الاسرائيلية في بلدة رام الله في 29 مارس اذار الماضي لتنفيذ ما وصفته الحكومة الاسرائيلية بحملة لاقتلاع جذور المهاجمين الانتحاريين.
وقال إن عددا يصل إلى 40 صحفيا أصيبوا أو أعتقلوا أو طردوا أو هددوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي.
وأضاف مينار أن صحفيا قتل وأصيب 53 آخرون معظمهم بنيران الجيش الاسرائيلي وذلك خلال 18 شهرا من الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مينار في مؤتمر صحفي عقد بالقدس المحتلة بدعوة من ثماني منظمات اسرائيلية وفلسطينية ودولية مدافعة عن حقوق الانسان «إن الجيش الاسرائيلي يتعمد استهداف الصحفيين من خلال سياسة متعمدة للترويع». وأضاف قائلا «السلطات الاسرائيلية تعامل كثيرا من الصحفيين معاملة الأعداء.. وتسعى تلك السلطات جاهدة كي تخفي عن وسائل الاعلام العالمية عملياتها العسكرية وما يصاحبها من انتهاكات. وقد تدهورت حرية الصحافة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ اسرائيل».
وزعم دانييل سيمان مدير المكتب الاعلامي بالحكومة الاسرائيلية أن اتهامات صحفيون بلا حدود تحركها دوافع سياسية وان اسرائيل لا ترغب في الرد عليها.
وفي آخر حادث وقع أول أمس الاحد فتحت القوات الاسرائيلية التي تحاصر بلدة يطا بالضفة الغربية النار على خمسة صحفيين أثناء محاولتهم دخول البلدة وذلك حسبما ذكر واحد منهم.
وقال حسام أبو علان وهو مصور بوكالة الانباء الفرنسية لرويترز إن القوات الاسرائيلية أطلقت النار دون تحذير عليه وعلى أربعة صحفيين آخرين من وكالة الانباء الفرنسية ومحطة تلفزيون اسبانية.
وقال أبو علان «كنا على بعد 50 أو 60 مترا عندما بدأوا اطلاق النار علينا. وكانت ستراتنا الواقية تحمل علامات واضحة وظاهرة، رفعنا أيدينا ولوحنا بخرقة بيضاء وصحنا فيهم الا يطلقوا النار، ولكنهم لم يتوقفوا».
واضاف ابوعلان ان احدا لم يصب بسوء.
وقالت منظمة صحفيون بلا حدود أن ترويع الصحفيين تزايد منذ أن أعلن الجيش الاسرائيلي رام الله منطقة عسكرية مغلقة في 31 مارس اذار الماضي بعد يومين من اقتحام الدبابات للمدينة وحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره.
وأمر الجيش الصحفيين بمغادرة رام الله بدعوى أن ذلك لسلامتهم الشخصية.
وقالت منظمة صحفيون بلا حدود إن الصحفيين الكثيرين الذين رفضوا المغادرة قيدت حركتهم إلى حد بعيد داخل فندق في رام الله قالت المنظمة انه كان «يتعرض لاطلاق النار بصورة منتظمة» من جانب القوات الاسرائيلية التي تحرس الشوارع الخالية من المارة.
وقالت صحفيون بلا حدود إن مصورا لوكالة رويترز وآخر تابع لمحطة تلفزيون الشرق الأوسط «ام.بي.سي» التي تعمل من دبي قد أرغما تحت تهديد السلاح على خلع ملابسهما في وسط الشارع أثناء تفتيش أمني اسرائيلي.
وقال شهود عيان إن الشرطة الاسرائيلية قامت أمس السبت باعتقال مراسل لمحطة تلفزيون أبوظبي يحمل الجنسية الامريكية ورحلته دون السماح له بالاتصال بمسؤولي القنصلية الامريكية.
وادعى مكتب الاعلام بالحكومة الاسرائيلية أن محطة تلفزيون أبوظبي لا تقدم تغطية اعلامية محايدة. وفي اليوم السابق استخدمت القوات الاسرائيلية قنابل الصوت لاعادة صحفيين كانوا مسافرين في قافلة لتغطية وصول الوسيط الامريكي انتوني زيني للاجتماع مع عرفات في مقر إقامته. وقالت صحفيون بلاحدود «عندما استدارت القافلة أصيبت سيارة شبكة «سي.ان.ان» برصاصة هشمت الزجاج الخلفي».
وفي استعراض لحوادث أخرى وقعت أثناء الحملة العسكرية الاسرائيلية الراهنة أضافت صحفيون بلا حدود أن الحكومة الاسرائيلية جددت تصاريح أقل من نصف 600 صحفي فلسطيني كانوا يحملون تصاريح سارية في العام الماضي.
|