* رام الله من محمد السعدي رويترز:
لو جاء وزير الخارجية الامريكي كولن باول إلى الشرق الأوسط هذا الاسبوع ليكرر انتقادات جورج بوش لياسر عرفات فلن يرحمه أحد من أبناء الشعب الفلسطيني.
فلدى الاعلان عن مهمة باول في الاسبوع الماضي زعم الرئيس الامريكي أن عرفات الذي تحاصره القوات الاسرائيلية داخل بضع غرف في مقره برام الله بعد اجتياح الضفة الغربية الاسبوع الماضي قد «خيب آمال الشعب الذي يفترض انه يقوده» وأن المحنة التي يعيشها هي من صنع يديه.
ويرى الفلسطينيون أن تصريحات بوش هي دعوة صريحة لاسقاط عرفات، ولكن في غمار هذه الأزمة تصاعدت بصورة كبيرة شعبية الزعيم البالغ من العمر 72 سنة والذي قاد على مدى أكثر من 30 سنة كفاح الفلسطينيين من أجل دولتهم المستقلة وهو الآن رئيسهم المنتخب.
ويقول حسام خضر «40 سنة» وهو مدير بأحد فنادق رام الله «هل أستطيع أن أحدد للامريكيين من الذي يجب أن يكون رئيسا لهم، إن على بوش أن يحترم قرار الشعب الفلسطيني، تلك هي ألف باء السياسة».
ولم يكن صالح عبدالرحمن «39 سنة» أقل غضبا وهو يقول «لقد فاز عرفات بأكثر من 80 في المائة من الأصوات في انتخابات راقبها الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر. ولم يحصل بوش سوى على اقل من 50 في المائة من أصوات شعبه، فبأي حق يدعو لإزاحة عرفات».
بل إن حصار عرفات أسهم في أن يلتف حوله منافسوه السياسيون التقليديون مثل أعضاء المنظمات الاسلامية.
وتصر اسرائيل على ان عرفات لم يتحرك لمنع هجمات المتشددين على اسرائيل فحسب بل انه شجع تلك الهجمات.
ولكن الفلسطينيين العاديين الذين تحدثوا عبر الهاتف من مختلف مدن الضفة الغربية الخاضعة لحظر التجول الاسرائيلي أكدوا أن ذلك غير حقيقي.
ويقول كثيرون منهم إن دعوته لضبط النفس أدت إلى هدوء استمر ثلاثة أسابيع في ديسمبر كانون الأول الماضي ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون نسف ذلك الجهد بقتل ناشط فلسطيني بارز في يناير كانون الثاني مما أشعل سلسلة جديدة من الهجمات الانتحارية.
ويقول بسام زكارنة «35 سنة» وهو تاجر من بلدة جنين في الضفة الغربية «القائد الذي لا بد من تغييره هو شارون لانه لا يملك خطة سلام، ما لديه هو خطة دمار وانشاء المزيد من المستوطنات في أرضنا».
وقال إن أي محاولة لاحلال قيادة بديلة عن القيادة الفلسطينية الحالية سيكون مصيرها الفشل مشيرا إلى أن اسرائيل حاولت دون جدوى في الثمانينيات إنشاء بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة عرفات.
وقال إن «أي زعيم قد يحاولون فرضه علينا سيعد خائنا ولن يبقى طويلا».
ويظل من غير الواضح من غيره يمكن أن يقنع الفلسطينيين باتفاقية سلام بعد 18 شهرا من الانتفاضة ضد الاحتلال استشهد خلالها أكثر من 1500 اسرائيلي.
ويقول زكارنة «انظر كم من الناس قتلتهم اسرائيل .. وكم لهؤلاء القتلى من أقارب وأصدقاء وأحباء، لا أحد يستطيع أن يقنع هؤلاء الناس بصفة خاصة بقبول اتفاق سلام .. سوى عرفات».
|