Tuesday 9th April,200210785العددالثلاثاء 26 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

فرنسا والدنمارك استدعتا سفيري إسرائيل فرنسا والدنمارك استدعتا سفيري إسرائيل
شارون: الانسحاب لن يكون كاملاً
الشهداء بالمئات وجنين الصامدة تتعرض لحرب إبادة بصواريخ الأباتشي

  * جنين نابلس الخليل العواصم الوكالات:
تحولت الحرب الاسرائيلية ضد المدن الفلسطينية الى حرب ابادة تشترك فيها طائرات الاباتشي الامريكية الصنع التي اسهمت امس في دك مخيم جنين الذي قال المدافعون عنه ان مئات الشهداء سقطوا فيه . واستمرت المقاومة الباسلة وتجاهلت نداءات اسرائيل بالاستسلام ما دفع اسرائيل الى تصعيد عدوانها . وفي ذات الوقت استمرت اسرائيل في عدم اعطاء الاعتبار للمطالب الدولية المتواصلة بسحب جيشها وقال رئيس وزراء إسرائيل إن العملية العدوانية ستستمر الى حين اكتمال المهمة واشار الى ان الانسحاب حتى لو تم لن يكون كاملا، مشيرا في هذا الصدد الى عزمه اقامة مناطق أمنية.
حرب إبادة
وأفادت وسائل الاعلام أن طائرات هليكوبتر إسرائيلية قصفت مخيم اللاجئين على اطراف مدينة جنين بالضفةالغربية باكرا امس «الاثنين» بعد أن رفض سكان المخيم مغادرة مساكنهم للتجمع في أحد المساجد الكبرى داخل المخيم حسب الاوامر الاسرائيلية.
وذكرت قناة «الجزيرة» القطرية أن شهودا للعيان قالوا إن السلطات الاسرائيلية تحدثت إلى السكان من خلال مكبرات للصوت وحذرتهم من أنها ستقتحم المخيم.
وأضافت القناة الفضائية أن المروحيات الاسرائيلية أطلقت العديد من الصواريخ وهوالامر الذي اكدته شبكة سي.إن.إن الاخبارية الامريكية فيما افاد سكان في المخيم ان المروحيات الاسرائيلية قصفت مخيم جنين المحاصر بأكثر من 25صاروخا بعد ان رفض السكان اخلاء المخيم والتجمع في ساحته تلبية لطلب الجنودالاسرائيليين عبر مكبرات الصوت. وحذر مسئول الاعلام والثقافة ياسر عبد ربه مجددا من اقتحام وشيك للمخيم بهدف «تدميره».
وأضاف عبد ربه في تصريحات خاصة لقناة الجزيرة القطرية أن السلطات الاسرائيلية أصبحت في عجلة من أمرها الآن «لتدمير» السلطة الفلسطينية ورموزها.
وافاد فلسطينيون تم الاتصال بهم ان المئات من ابناء المخيم استشهدواجراء القصف الجوي وقصف الدبابات والرشاشات الثقيلة. وقال احد هؤلاء ان من صور الاوضاع المأساوية ان اطفالا يجوبون انحاء المخيم يبحثون عن ذويهم بين الانقاض.
ونفى جمال ابو سلام أحد قادة حماس في المخيم بشدة أنباءً قالت إن نحو 150 رجلا سلموا أسلحتهم للجنود بعد منتصف الليل بوقت قصير..وقال انه لم يستسلم أحد من المقاتلين وإننا على استعداد للقتال حتى الموت.
شهيد قرب كنيسة المهد
وافادت مصادر فلسطينية ان مقاتلا فلسطينيا قتل صباح امس الاثنين بالرصاص الاسرائيلي بينما كان يحاول اخمادحريق اندلع قرب كنيسة المهد في بيت لحم المطوقة من الجيش الاسرائيلي.
وافاد شهود عيان فلسطينيون من داخل الكنيسة ان خالد ابو صيام (26 عاما).وهو من الفلسطينيين ال200 الذين لجأوا الى الكنيسة. خرج منها لاخماد حريق اندلع في مبنى ديني مجاور للكنيسة.
وقد قتله قناصة من الوحدة الاسرائيلية الخاصة يكمنون حول الكنيسة كمااوضح هؤلاء الشهود وبينهم اب فرنسيسكاني.
وقد تصاعد دخان اسود قبل ذلك بقليل من مبنى حجري قديم يقع الى يسارواجهة الكنيسة وملاصق لها.
وكانت القوات الاسرائيلية اوقفت شاحنة لرجال اطفاء مدينة بيت لحم لدى وصولها الى المكان قبل ان تتمكن من الوصول الى المبنى.
وقد قرعت اجراس الكنيسة مرات عدة ودوى صراخ الجنود الاسرائيليين حول المبنى الذي يتواجد فيه ايضا نحو ثلاثين راهبا من الفرنسيسكان وعدد من المدنيين الفلسطينيين.
ويجهل ما اذا كان الجنود الاسرائيليون حاولوا اقتحام الكنيسة لشل حركة المقاتلين الفلسطينيين او اذا كانوا يريدون الاكتفاء بتخويف المحتمين فيها بإطلاق النار حول المبنى.
ويحاول الجيش الاسرائيلي منذ الثلاثاء الماضي. تاريخ توغله الى مدينةبيت لحم المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني، اخراج المقاتلين الفلسطينيين المسلحين من كنيسة بيت لحم.
وذكرت وكالة الانباء الفاتيكانية «فيدس» يوم الاحد ان موظفين اسرائيليين يمارسون ضغوطا متواصلة على الكهنة الفرنسيسكان المتواجدين في الاماكن المقدسة في بيت لحم لاصدار اوامرهم الى الرهبان والراهبات في دير كنيسة المهد لمغادرته.
اعتقالات
وافادت مصادر امنية فلسطينية امس الاثنين ان الجيش الاسرائيلي قام باعتقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني زهران ابوقبيطة عن دائرة الخليل مع خمسين شخصا اخرين من بلدة يطا جنوب شرق الخليل قبل انسحابه من هذه البلدة التي كان اجتاحها الاسبوع الماضي.
واضافت المصادر ان الجيش الاسرائيلي قام أيضا امس ب«تدمير مقر الامن الوقائي بينما كان دمر مقر الامن الوطني والقوة 17 الاحد».
شارون : إقامة مناطق «آمنة» و الانسحاب الكامل غير وارد
الى ذلك قال رئيس الوزراء الاسرائيلي الارهابي ارييل شارون الذي يواجه ضغطا دوليا متعاظما لسحب قواته ان الجيش الاسرائيلي سيقيم «مناطق امنية» بعد انسحابه من المدن الفلسطينية الخاضعة للحكم الذاتي في الضفة الغربية والتي اعاد احتلالها منذ 29 آذار/مارس.
واضاف في خطاب له امام الكنيست الاسرائيلي: «عندما ينهي الجيش مهمته فإنه سينسحب الى مناطق امنية محددة».
واوضح: «ان قواتنا ستنتشر في هذه المناطق الامنية من اجل اقامة عازل بين الاراضي الفلسطينية وأراضينا».
هذا ورفض رئيس الوزراء الاسرائيلي طلب الولايات المتحدة بالانسحاب فورا من مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني وقال إن الجيش الاسرائيلي سوف يبقى في البلدات التي أعاد احتلالها خلال الايام العشرة الماضية حتى «يستكمل مهمته». وقال شارون إنه وعد الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش بأنه سيبذل كل جهد ممكن للاسراع في استكمال الهجوم الاسرائيلي. وقال إن «الجيش الاسرائيلي سوف يواصل العمل بالسرعة الممكنة حتى يستكمل مهمته وحتى يتم تفكيك ما اسماه البنى التحتية الارهابية وحتى يتم القبض على كافة القتلة الذين تحصنوا في أماكن مختلفة. بما فيها كنيسة المهد في بيت لحم. وبدا شارون مزهوا بجرائمه البشعة ضد الفلسطينيين الى الدرجة التي عبر فيها عن استعداده للقاء الزعماء العرب المعتدلين» في اي مكان ودون شروط مسبقة على حد زعمه.
ودعا شارون الى عقد اتفاقية مرحلية طويلة المدى مع الفلسطينيين..مما يعني تأجيل التوصل لتسوية شاملة ودائمة لتطبيق قرارى مجلس الامن الدولي رقمي 242و 338 وتأجيل بحث قضايا الانسحاب والقدس والحدود0 ودعا الارهابي العتيدالى ايجاد قيادة بديلة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي قال عنه انه يقودالارهاب . وقوطعت كلمة شارون من النواب العرب اكثر من مرة..وأبعد رئيس الكنيست اثنين من النواب العرب هما هاشم المحاميد وطلب الصانع خارج القاعة.
وحول الحصار المفروض على كنيسة المهد ادعى شارون «بما أنه ليس لدينا نية لتدنيس قدسية المكان. كما كان يرغب القتلة الذين استولوا على المكان .. فنحن نتوقع من المجتمع الدولي أن يدعوهم إلى إلقاء أسلحتهم ومغادرة المكان المقدس».
الدنمارك وفرنسا تستدعيان سفيري اسرائيل
وفي غضون ذلك استمرت موجة الانتقادات الدولية للجرائم الاسرائيلية فهذا برودي يدعو الى «انسحاب فوري» للقوات الاسرائيلية و قال بيان رسمي فرنسي ان الرئيس جاك شيراك «سيلتقي سفير اسرائيل ايلي برنابي» بعد ظهرامس الاثنين.
وجاء صياغة البيان بمثابة استدعاء للسفير الاسرائيلي.
وكان السفير نفسه استدعي الى الخارجية الفرنسية نهاية آذار/مارس فيما كانت باريس تطالب برفع «الحصار» الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره في رام الله.
ودعا رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي امس القوات الاسرائيليةالى «الانسحاب فورا» من المناطق التى احتلتها في الضفة الغربية كما دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى «شجب واضح لكل اعمال الارهاب».
وقال برودي في تصريح صحافي: «على اسرائيل ان تسحب قواتها العسكرية من الاراضي التي احتلتها اخيرا والمطلوب انسحابا فوريا».
واضاف برودي: «نتفهم ونحترم حق الشعب الاسرائيلي في العيش بسلام ونفهم أن يكون للقوات المسلحة حق الدفاع عن السكان».
واضاف ردا على سؤال: «انا غير راض على الاطلاق عن ردة فعل (رئيس الحكومةالاسرائيلية ارييل) شارون وحتى ازاء الاميركيين، لقد طلبنا منه انسحابا فوريا لقواته من الاراضي الفلسطينية».
وتابع «الا ان الوقت حان للاسرائيليين والفلسطينيين للخروج من هذه الحلقةالجهنمية من العنف واعمال الثأر والانتقام».
وختم برودي قائلا ان الاتحاد الاوروبي «يبقى مقتنعا» بان عرفات والسلطةالفلسطينية يمثلان «الشريك الشرعي» في اطار استئناف فوري لمحادثات السلام.
وانتقد وزير خارجية الدنمارك بير ستيغ مولر بشدة اسرائيل امس وقال ان «اسرائيل تجاوزت كل الحدود».
وقال الوزير الدنماركي للقناة الثانية في التلفزيون الدنماركي «يقولون انهم يلاحقون الارهابيين لكنهم يجعلون الشعب الفلسطيني كله يدفع الثمن». وندد «بسلوك الجيش الاسرائيلي الذي يطلق النار على سيارات الاسعاف ويمنع المسعفين من الوصول الى مكان المواجهات».
ويأتي هذا الانتقاد من قبل الحكومة الدنماركية الجديدة التى تقول انها تنتهج سياسة متوازنة ازاء النزاع. بعد التقارير المثيرة للمنظمات الانسانيةوالدينية الدنماركية بشأن الوضع في الاراضي الفلسطينية.
وقد اتهمت هذه المنظمات وبينها الصليب الاحمر الدنماركي والفرع المحلي لمنظمة العفو الدولية ومنظمة اطباء بلا حدود. اسرائيل بانتهاك حقوق الانسان والاتفاقيات الدولية بصورة متكررة.
ونقلت صحيفة «يلاند بوستن» المحافظة عن الامين العام للصليب الاحمر الدنماركي يورغن بولسن قوله: «إنها الانتهاكات الاسوأ التى عشناها منذ ثلاثين عاما من النزاع في الشرق الاوسط. انهم يمنعون سيارات الاسعاف من نقل الجرحى والمرضى.الناس يموتون لانهم يفتقرون الى اي عناية وينزفون حتى الموت .. يطلقون النارمباشرة على سيارات الاسعاف او يسحقون هذه السيارات بالدبابات».
واستدعى وزير الخارجية الدنماركي سفير اسرائيل كارمي جيلون امس حيث استقبله مدير عام الخارجية ارني فريس بيترسون ليعرب له عن استنكار الدنمارك الشديد لما تقوم به الحكومة الاسرائيلية ولشرح الموقف الاسرائيلي.
وقال مولر: «من غير المألوف كثيرا استدعاء سفير ونحن نقوم بذلك لاننا نعتبران الوضع الانساني كان شديد الخطورة في الاراضي الفلسطينية خلال الايام الماضية».
واوضح أخيرا: من الواضح ان اسرائيل تجاوزت كل الحدود" مشيرا في الوقت نفسه الى السياسة المتوازنة بين طرفي النزاع للحكومة الدنماركية الليبراليةالمحافظة.
وفي لندن اعلن مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الاوسط بن برادشوان اطلاق النار من قبل الجيش الاسرائيلي قرب كنيسة المهد في بيت لحم «غيرمقبول اطلاقا».
وقال برادشو لاذاعة بي بي سي: «انه امر غير مقبول اطلاقا.انه التطور الاخير في سلسلة طويلة من الاعمال غير المقبولة على الاطلاق التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي».
واضاف: «ان الاسرائيليين يلعبون لعبة بالغة الخطورة. وهم يستمرون في تحدي الولايات المتحدة وليس فقط الرئيس بوش وكولن باول».
واشار الى ان مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس اعلنت بوضوح مؤخرا ان المجتمع الدولي يطالب بانسحاب اسرائيل فورا من الاراضي المحتلة.
واضاف: «هذا يعني أن الانسحاب يجب ان يتم الآن».
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة البريطانية تبدي الحزم ذاته في خطابها مع الحكومة الاسرائيلية. قال مساعد وزير الخارجية «بالتأكيد. اننانقول ذلك منذ فترة طويلة».
واعتبر بن برادشو يوم الاحد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتجاهله دعوات الرئيس الاميركي جورج بوش للانسحاب من المدن الفلسطينية التي اعاد احتلالها «يواصل ارتكاب سلسلة من الاخطاء الفظيعة».
واضاف لاذاعة الهيئة البريطانية بي.بي.سي. ان «المسؤولين الاسرائيليين يتجاهلون الدعوات الاميركية ويجازفون في مواجهة المخاطر ... انه امر حيوي للغاية ان تصغي اسرائيل لدعوة اميركا».
دعوة جديدة من مجلس الأمن بالانسحاب
وطلب مجلس الامن الدولي الذي انعقد يوم الاحد للمرة الرابعة خلال ثمانية ايام لبحث الوضع في الشرق الاوسط مرة جديدة انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية. واعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان مجلس الامن الدولي اجتمع لاجراء محادثات غير رسمية حول الوضع في الشرق الاوسط.
وقال المتحدث ان سفير روسيا سيرغي لافروف الرئيس الحالي للمجلس. دعا الى عقد هذا الاجتماع بطلب من المجموعة العربية في الامم المتحدة.
وقال سفير روسيا سيرغي لافروف الرئيس الحالي للمجلس بعد اجتماع تشاوري مغلق استمر ثلاث ساعات: «يجب ان يحصل اتفاق لوقف اطلاق النار وعلى اسرائيل أن تسحب قواتها من المدن الفلسطينية بدون تأخير».
واشار لافروف الى ان «اعضاء المجلس قلقون جدا من فشل تطبيق قرارات مجلس الامن 1397 و1402 و1403».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved