Tuesday 9th April,200210785العددالثلاثاء 26 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حزب الله: حق المقاومة في استرداد شبعا ليس في حاجة لشهادة من أحد حزب الله: حق المقاومة في استرداد شبعا ليس في حاجة لشهادة من أحد
مخاوف إسرائيلية من الجبهة الثانية المفتوحة عبر الجنوب
حالة التعبئة في صفوف المقاومة تحظى بتفهم الحكومة ويدعمها التيار الشعبي

* بيروت من طارق شعلة أ.ش.أ:
توجهت الأنظار مرة أخرى إلى جبهة الجنوب اللبناني بعد أن شهدت على مدى اكثر من اسبوع مواجهات عنيفة يومية بين عناصر المقاومة الإسلامية التابعة لحزب الله ومواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة والتي تزايدت وتيرتها مع اطلاق صواريخ كاتيوشا على المستعمرات الشمالية الإسرائيلية للمرة الاولى منذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو من عام 2000.
ومع تزايد حدة المواجهات العنيفة بين الجانبين تتزايد المخاوف في اسرائيل من احتمالات فتح جبهة ثانية للصراع الذي تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة فصوله الرئيسية وهو ما دفعها إلى الدفع بتعزيزات عسكرية اضافية إلى منطقة الحدود اللبنانية السورية فيما تتزايد الضغوط والتهديدات الإسرائيلية والدولية لكل من لبنان وسوريا وايران بعدم توسيع رقعة الصراع والعمل على ضبط الاوضاع في الجنوب اللبناني.
وعلى الرغم من أن المواجهات بين حزب الله ومواقع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا ليست جديدة إلا أن اطلاق صواريخ الكاتيوشا من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه المستعمرات الإسرائيلية هو الذي أثار المخاوف من احتمالات فتح جبهة جديدة لم تتردد اسرائيل في تهديد حزب الله وسوريا بأن ردها على هذه الهجمات سيكون قاسيا وموجعا.
ولا يأبه مسؤولو حزب الله كثيرا بالتهديدات الإسرائيلية أو حتى الأمريكية ويؤكدون أن حق المقاومة المشروع في استعادة مزارع شبعا ليس بحاجة إلى شهادة أو اعتراف من أحد.. وأن العمليات التي يشنها الحزب لاستعادة هذه المزارع مستمرة ولا يخضع توقيتها لأية اعتبارات سياسية أو غيرها.
وفي الوقت الذي ينفي فيه حزب الله صلته باطلاق صواريخ كاتيوشا باتجاه المستعمرات الإسرائيلية فإنه يؤكد أن من واجبه دعم الانتفاضة والمقاومة في فلسطين بكل السبل والوسائل الممكنة دون التوقف عند المحاذير السياسية والأمنية التي تعترض مسيرة هذا الدعم ويدعو الدول العربية إلى فتح حدودها للسماح بايصال الدعم المادي والعسكري لرجال المقاومة الفلسطينية في مواجهة أحدث الاسلحة الأمريكية التي تزود بها واشنطن اسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني.
وحول احتمالات استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون لهذه العمليات في شن عدوان واسع على لبنان يخفف به من مأزقه أمام الانتفاضة في فلسطين.. يرى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن شارون ليس بحاجة إلى ذرائع لتنفيذ مخططه العدواني ولكنه يتحين اللحظة المناسبة لتنفيذ ذلك غير انه يدرك في الوقت نفسه أن المقاومة في لبنان جاهزة تماما لكل الاحتمالات وصواريخها موجهة إلى العمق الإسرائيلي وهي قادرة على إحداث «توازن الرعب» مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى المراقبون أن حالة التعبئة العامة التي يعتمدها حزب الله منذ الاجتياح الإسرائيلي أراضي السلطة الفلسطينية والتي يعبر عنها ويعكسها في خطابه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ويدعمها حركة الشارع اللبناني الغاضبة وكذلك حركة المخيمات الفلسطينية تحظى بالتفهم من قبل المسؤولين اللبنانيين ولكنها لا تحظى بالتأييد العلني لأن توتير الاوضاع على منطقة الحدود مع اسرائيل بهدف دعم الانتفاضة أو فتح جبهة جديدة لتخفيف العبء عن الجبهة الاصلية في فلسطين هي خطوة تنطوي على الكثير من المحاذير وسيكون لها ثمنها الباهظ.
وترى المصادر السياسية اللبنانية أن فتح جبهة ثانية مع اسرائيل في جنوب لبنان هو قرار يجب أن يأخذ في الاعتبار موازين القوى المحلية والاقليمية والواقع العربي والدولي الراهن لانه ليس من المعقول أن ينفرد لبنان بقرار يعلم جيدا أن المعطيات العربية والدولية المتوافرة لن تكون في صالحه إذا اتخذ قرارا منفردا بفتح هذه الجبهة تحت ضغط جماعة أو حزب أو حركة المخيمات الفلسطينية في لبنان أو حركة الشارع اللبناني الذي يطالب بفتح جبهة الجنوب وتولي حزب الله مسؤولية الرد على اسرائيل بقصف مستعمراتها الشمالية.
وفي مواجهة الضغوط المستمرة على لبنان والتي تصل إلى حد التهديد يؤكد الموقف الرسمي اللبناني على حقه في استعادة مزارع شبعا المحتلة بمختلف الوسائل مبديا في الوقت نفسه الحرص على عدم فتح جبهة عسكرية جديدة على الحدود مع اسرائيل خارج منطقة المزارع.
وينسجم الموقف الرسمي اللبناني في هذا الاطار مع موقف غالبية القوى والاحزاب السياسية اللبنانية التي تدعو إلى عدم الانسياق وراء العواطف الغاضبة وفتح جبهة جديدة في الجنوب اللبناني قد لا يكون لبنان وحده قادرا على تحمل نتائجها وان يتم ذلك في اطار قرار عربي بعد استنفاد كافة وسائل الاتصالات والجهود الرامية إلى ايجاد مخرج للمأزق الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتطبيقا لهذا الموقف كثفت السلطات الأمنية اللبنانية خلال الايام الماضية دورياتها وأقامت العديد من الحواجز ونقاط التفتيش على الطرق المؤدية إلى المناطق القريبة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية لمنع أي عمليات تسلل تهدف إلى تنفيذ عمليات من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه شمال فلسطين المحتلة.
واسفرت الجهود عن ضبط مجموعة من عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتهمة اطلاق صواريخ باتجاه المستعمرات الإسرائيلية وكذلك تفكيك صاروخ كاتيوشا كان معدا للاطلاق إلى جانب القبض على مجموعة أخرى من الفلسطينيين اتهموا باطلاق قذائف باتجاه المستعمرات الإسرائيلية.
ورغم هذه الجهود فإن اطلاق القذائف ونيران الاسلحة الثقيلة من داخل الأراضي اللبنانية باتجاه المواقع والمستعمرات الإسرائيلية لم يتوقف حتى مساء الاحد وهو ما يثير التساؤلات حول قدرة السلطات اللبنانية على ضبط الاوضاع على منطقة الحدود في ظل وجود مواقع لبعض التنظيمات الفلسطينية في المنطقة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث لاخوانهم في الأراضي المحتلة من مجازر واعتداءات.
وإزاء هذه المعطيات فإن كل الدلائل تشير إلى ان المواجهات في جنوب لبنان سوف تستمر وتتصاعد وتيرتها خاصة مع استمرار مسلسل الاجتياح الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وقد تتسع رقعة هذه المواجهات رغم كل الجهود المبذولة لاحتوائها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved