مستشار القوى العاملة بجامعة الدول العربية في غرفة الشرقية:
المشروعات الصغيرة قادرة على امتصاص البطالة في العالم العربي

* الدمام حسين بالحارث:
أكد الدكتور محمد كمال مصطفى مستشار تنمية القوى العاملة بجامعة الدول العربية على ان المؤسسات المتوسطة والصغيرة قادرة على امتصاص البطالة في العالم العربي وخلق وايجاد فرص عمل كثيرة،
وذكر الدكتور محمد كمال في محاضرة نظمها مركز التدريب والمؤتمرات بالغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية بعنوان (الدليل العلمي لتوليد ودراسة فكرة مشروع صغير ناجح) ان من مزايا المؤسسات المتوسطة والصغيرة انها لاتحتاج الى رأس مال كبير لكنها تحتاج الى عمالة كثيرة مما يقلل نسبة البطالة بين الشباب القادم لسوق العمل،
وقام الدكتور محمد كمال في بداية محاضرته التي حضرها اكثر من 400 شخص بتعريف المشروع الصغير وانه استثمار صغير يوجه لتنفيذ فكرة معينة يقوم بها اي فرد عادي بجزء من تمويله وجزء من القروض،
واشار الى ان هذا الاستثمار له ثلاثة اركان لابد من توفرها لتحقيق نجاح اي استثمار هي: (الفكرة الواعدة والمال والمعرفة الفنية) وقال انه موضحاً ان الفكرة الواعدة لها مجالان فقط (سلعي أو خدمي) والسلعي منهما لابد له من ثلاثة محاور هي: التمويل والقيمة المضافة والتماثل ، ، والمحور الاخير بالذات (التماثل) هو الذي يفرق بين الورش الحرفية والمصانع الصغيرة فالورش الحرفية تفتقد هذه الخاصية بينما المصانع فلابد لها من امتلاك هذه الخاصية وان يكون المنتج (رقم واحد) يحمل المواصفات والخصائص نفسها في المنتج (رقم مليون) مثلا، ،
اما المشروع الخدمي حسب الدكتور محمد كمال مصطفى فهو تقديم خدمة نيابة عن العميل سواء كان قادراً على القيام بها اوغير قادر، ، وأوضح بأن أي مشروع لابد له من مسؤولية اقتصادية ومسؤولية اجتماعية ولا تتحقق المسؤولية الاجتماعية الا بتحقيق المسؤولية الاقتصادية فهي التي تمكن المجتمع من التنمية والتقدم الى الامام،
ومضى يقول انه ومن خلال هذا التقسيم يمكن لاي شخص ان يكون مبدعاً وصاحب المشروع الصغير لابد وان يكون مبدعاً في واحدة من الثلاثة المذكورة وعليه ان ينصف والمخاطرة والطموح والاصرار والتحدي، والجدية، والحس الجمالي، والاهم من كل ذلك لا بد من توافر الشخصية الاستقلالية (الفنية، والفكرية، والعاطفية)،
وقال ان افكار المشروعات الصغيرة تتولد من النظرة التحليلية لكل ما حولنا ولابد ان نخاطب الفكرة شيئا محدداً فأما ان يكون هناك طلب على شيء ما فيحدث الاختراع أو الابتكار لشيء يحتاجه الناس او تخاطب فجوة قائمة في الطلب على شيء ما او تخاطب طلباً قائما على سلعة ما،
وأوضح انه لابد من معرفة الميزة التنافسية لسلعتك لانها مهمة لاستمرار مصنعك والميزة التنافسية تقوم على عاملين اثنين فقط (الجودة والسعر) فإما ان يتم تحريك السعر وايقاف الجودة او الارتقاء بالجودة وتخفيض السعر وعلينا ان نعلم كيف نتعامل مع هذه الميزة لأنها تحدد نجاحنا من الاسواق ومن الممكن تثبيت السعر والجودة لكي نقدم تأمينا اضافيا على السلعة المعروضة،
وتحدث الدكتور محمد كمال مصطفى عن دراسة الجدوى مشيراً الى انها لابد وان تجاوب على أربعة اسئلة هي: هل اقيم المشروع أم لا؟ وهذه هي دراسة السوق، ، كيف اقيم المشروع؟ وهذه هي الدراسة الفنية، ، وكم يتكلف المشروع؟ وهذه هي الدراسة الاقتصادية ، ، وأخيراً متى استرد أموالي من المشروع؟ وهذه هي الدراسة المالية، ،
وتحدث الدكتور محمد كمال مصطفى عن شرائح المشروعات الصغيرة والفرق بينها وقال ان تعريف المشروع الصغير مرتبط برأس المال لذلك فهو يختلف من دولة لاخرى فالمشاريع الصغيرة في الدول الصناعية الكبرى قد تكون كبيرة في الدول النامية (وهذه شريحة من شرائح المشروعات الصغيرة)، وهناك المشروع الصغير جدا والمشروع الهامشي ، ، والفرق بين هذه الانواع الثلاثة يكون في (رأس المال، وعدد العمال، والتصاريح، والنظام المحاسبي، والمجموعة الدفترية وكذلك المكان)،
وحول ما اذا كان بامكان أي شخص القيام بمشروع صغير قال انه من الممكن ذلك شريطة ان ينسى هذا الشخص الوظيفة تماما واذا فكر بالوظيفة فانه لن يكون صاحب مشروع، ، وان صاحب المال لابد وان يحسب عائد المخاطرة وعائد الندرة، وعائد التميز، ، موضحا ان الحياة تقوم على محورين (محور الامان ومحور الحرية) وهذه تتناسب عكسيا ورجل الاعمال يخاطر عليهما معا ويكسب الاثنين بينما يظل الموظف حبيس التوازن بين هذين المحورين،
وأضاف ان أداء الموظف يتوقف على القدرة والرغبة فقط في حين ان رجل الاعمال لابد وان يكون لديه (اضافة للقدرة والرغبة) الحس الابداعي لخلق الفرصة وتنفيذها وادارتها واستمراريتها،