* صنعاء الجزيرة عبدالمنعم الجابري:
أكد المشاركون في أعمال المؤتمر الوطني الأول بشأن القات في اليمن على ضرورة تشكيل لجنة من وزارة الزراعة والري لتتولى اعداد استراتيجية وطنية للقات تحدد مهامها ومسؤولياتها بقرار من مجلس الوزراء، ، وتهدف الاستراتيجية التي أكدت عليها توصيات المؤتمر الذي انعقد في صنعاء يومي 6و7 ابريل الجاري الى ايجاد الحلول والمعالجات المناسبة لآثار «القات» والانتشار الواسع في زراعته واستهلاكه في أوساط مختلف فئات المجتمع اليمني،
وأوصى المشاركون في مؤتمر القات والذي وصل عددهم الى 758 مندوباً من مختلف المؤسسات وهيئات المجتمع المدني والجهات المعنية الأخرى باجراء البحوث الطبية لمعرفة الأضرار الصحية للقات ووضع برامج بحثية لامكانات استخدامه في صناعة العقاقير الطبية، ، وفي برقية رفعوها في ختام أعمال المؤتمر للرئيس علي عبدالله صالح طالب المشاركون الحكومة اليمنية بوضع الاجراءات التنفيذية اللازمة للحد من الاستخدام السيء للمبيدات من قبل مزارعي القات، ، مشيرين الى ان بعض هذه المبيدات محرم دوليا وتهرب بطرق غير مشروعة الى اليمن من المصانع الاسرائيلية القديمة ومن دول أخرى غيرها،
وشددت توصيات المؤتمر على ضرورة تصميم وتنفيذ برامج اعلامية وتثقيفية وتربوية تستهدف زيادة وعي الناس بالآثار المختلفة لظاهرة القات على مستوى حياتهم وعلى الاقتصاد القومي والموارد الطبيعية، ، كما دعت الى رفع كفاءة أداء الأسواق الزراعية لتصل على الأقل الى نفس مستوى أسواق القات من خلال مجموعة من الاجراءات بما في ذلك حصر بيع «القات» على الأسواق المحددة لذلك،
وكان المشاركون في المؤتمر الوطني بشأن «القات» في اليمن قد ناقشوا عدداً من أوراق العمل ذات الصلة بموضوع ظاهرة «القات» بجوانبها المختلفة وذلك من خلال ثلاثة محاور رئيسية تناولت علاقة «القات» بالصحة والبيئة والمجتمع وبالزراعة والموارد المائية وكذا علاقته بالاقتصاد الكلي والاقتصاديات الريفية،
وعن أهم القضايا التي تم الوقوف أمامها، قضية الاستخدام العشوائي للمبيدت الكيماوية التي أصبحت في حد ذاتها وارتباطها مع القات تشكل أهم الجوانب السلبية التي تحدث آثاراً على المستوى الصحي والبيئي والزراعي والاقتصادي،
ومن خلال الوثائق التي قدمت الى المؤتمر فإن زراعة «القات» في اليمن تشكل نحو 10 بالمائة تقريبا من اجمالي مساحة الأراضي المزروعة على صعيد مختلف المحاصيل الزراعية، ، كما يستهلك القات أكثر من 50% من المياه الجوفية المستخدمة في الري، ، وهو ما جعل بعض المناطق اليمنية وفي مقدمتها «صنعاء» تواجه خطر جفاف أحواض المياه الجوفية التي يعتمد عليها بشكل شبه كامل في اليمن كمصدر لمياه الشرب والري،
وجاءت محافظة صنعاء وفقا للدراسات في المرتبة الأولى من حيث مساحة الأراضي المزروعة بالقات والتي بلغت في عام 1998م نحو 37715 هكتار، كما اظهرت الدراسات ان «القات» يشكل 65، 6% في تركيب الناتج المحلي لليمن، ، وقدر حجم انتاج القات في عام 2000م بنحو 043، 108 طن تقريبا و«البن» 363، 11 طن والعنب 926، 155 طن، ، ويصل عدد الأشخاص الذين يتعاطون «القات» الى قرابة 5، 4 ملايين شخص من أصل 261، 18 مليون نسمة اجمالي عدد السكان حسب تقديرات عام 2000م في حين أوضحت آخر الدراسات بأن متوسط الانفاق على القات يبلغ 28% من ميزانية الأسرة في اليمن،
وتقدر الدراسات اجمالي ما ينفقه اليمنيون على القات سنويا بنحو ملياري دولار تقريبا وذلك فيما يخص الاستهلاك،
ولم يعد تناول القات محصوراً على الرجل كما كان في الماضي قبل أكثر من ستين عاما حيث تشير الأبحاث الى ان المرأة اليمنية بدأت في تناول القات في فترة الثلاثينات والاربعينات من القرن العشرين، ، وحيث أصبحت ظاهرة تعاطي القات شائعة في أوساط الرجال والنساء معا وحتى الأطفال إلا ان النساء يمضغن القات بكميات أقل من الرجال،
وفي دراسة اجريت في عام 1997م في مدينة صنعاء شملت عينة من النساء اليمنيات بلغ عددهن 805 امرأة تبين ان 3، 77% من النساء يتناولن القات مقابل 7، 22% لا يتناولنه، وان نسبة من يتناولن القات بصورة يومية 82، 45% في مقابل 59، 15% يتناولنه مرة واحدة في الأسبوع و47، 14% نسبة النساء اللاتي يتناولن القات مرتان في الأسبوع، ، وهكذا، ، ولعل من أهم الأسباب التي تدفع المرأة اليمنية الى تناول القات أداء واجب اجتماعي أثناء المشاركة في مناسبات الأعراس والولادة والموت بالاضافة الى التسلية وحب الالتقاء بالأخريات واحيانا لأخذ قسط من الراحة عقب العمل، علاوة على كون المسألة أصبحت من ضمن العادات والتقاليد الاجتماعية في اليمن، ، ولعل ما تجدر الاشارة اليه في هذا السياق هو ان كثيراً من النساء اللواتي يتناولن «القات» وبالذات في صنعاء عادة ما يفضلن «التدخين» سواء سجائر أو اللجوء الى استخدام الشيشة المعروفة في اليمن ب«المداعة» وتعرف جلسات تناول القات الخاصة بالنساء ب«التفريطة»،
ويلاحظ ان بعض النساء عند ذهابهن الى منازل صديقاتهن أو قريباتهن لغرض حضور جلسات تناول القات «التفريطة» يحرصن على اصطحاب الشيشة أو المداعة الخاصة بهن مع بقية مستلزمات التدخين الأخرى كالتبغ وغيره،
|