* الرياض عبدالعزيز القراري:
قامت شراكة تضامنية بين رجال أعمال أردنيين مع رجال أعمال اسرائيليين وذلك لاقامة مصانع وتوجيه تسويق منتجات هذه المصانع إلى المملكة ودول الخليج واتخذت عدة اماكن لاقامتها ومنها ما أنشئ في الأردن.
حيث يوجد في الأردن عدد كبير من المستثمرين الأجانب في قطاعات مختلفة كالصناعة والزراعة وقطاع الخدمات وتحمل المنتجات التي تصدر عن هذه القطاعات اسم المنشأ «الأردن» برغم من ان المصنعين في واقع الأمر ينتمون إلى دول أجنبية مثل إسرائيل. ويشترط بعض المستثمرين الإسرائيليين أن يكتب على بضائعهم صناعة إسرائيلية وبعضهم لا يشترط ذلك ويكتفي بكتابة «صنع في الأردن» رغم أن جميع المواد الخام التي صنعت منها هذه البضائع والسلع مصدرة من إسرائيل أو من دول أجنبية أخرى.
و تفيد بعض المعلومات أن هناك تجاراً أردنيين يشاركهم تجار ورجال أعمال إسرائيليون يقومون بعمل وإقامة مصانع ومؤسسات خارج الأردن خاصة في جنوب أفريقيا وسريلانكا والهند وبنغلادش وبعض دول جنوب شرق آسيا، نظراً لانخفاض تكاليف الأيدي العاملة هناك، علماً أن رأس مال هذه المشاريع لرجال أعمال وتجار يهود، أما التجار الأردنيون والعرب المشاركون في هذه المشاريع فهم مجرد وسطاء ومساعدون على تسويق هذه البضائع والسلع.
وهناك رجال أعمال وتجار كبار عرب يشاركون رجال أعمال يهود ويقيمون المصانع والمعامل لمختلف السلع في قبرص واليونان وايطاليا ويقومون بتسويق هذه المنتجات إلى الدول العربية علما بأن جميع المواد الخام هي من إسرائيل ومن دول أجنبية وتغلف هذه البضائع من الخارج على أنها صناعة عربية. و نشرت وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية معلومات عن بعض الشركات الإسرائيلية التي تقوم بتصدير منتجاتها لدول الخليج، وتم تأكيد بعض هذه المعلومات ومنها:
أ شركة «أتوفونت» الإسرائيلية، ومركزها مستوطنة «عولش» في «غور حيفر» وهي مختصة بآلات ومكنات طباعة، وقد طورت الشركة برامج طباعة ماكينة التصوير المكتبية لشركة «HP» للغات، كاللغة العربية والعبرية واليونانية والتايلندية والأندونيسية، وتصدر البرامج العربية إلى الدول العربية من قبل مركز شركة «HP» في دبي أو إحدى الدول الأوروبية.
ب شركة «هزيرا الإسرائيلية» وهي تنتج خضروات مهجنة، وقد افتتحت مكتباً لها في أمستردام بهولندا، وتتعامل مع طلبيات الأسواق العربية تحت مسمى«هاي تك للبذور».
ج شركة «حيفا» للكيماويات وتنتج الأسمدة وتبيعها عن طريق شركة «دوكلو» في فرنساو «فيكسبورغ» في أمريكا و«فيركنوبرا» في أسبانيا و«هاي أجرى» في إيطاليا.
د شركة «نيتافيم» التي تنتج معدات الري وتمارس نشاطات في الأسواق العربية تحت نفس الاسم بعد تبديل عنوانها.
ه شركة «بيوبي» للأنظمة الحيوية وتنتج حشرات مفترسة للحشرات الضارة، وشركة «اكوادكت» وتتعاون مع شركة «دوسارتون انترناشونال» الفرنسية لإنتاج معدات حقن للأسمدة مع مياه الري.
و شركة «ارافوت» العالمية وهي منتجة لمؤشرات التشبع المائي في الحقل وشركة «ما ختاشم اجان» وتنتج الكيماويات الزراعية ولها منشآت تابعة لها في الأرجنتين والبرازيل وكولمبيا وأسبانيا واليونان.
و تعمل إسرائيل على كسب المزيد من النفوذ عن طريق النشاط الاقتصادي، ويتم ذلك بإنشاء مراكز ومؤسسات تدعمها وتمولها إسرائيل لخدمة سياستها، ويسمح هذا الاسلوب للعاملين في الاستخبارات الإسرائيلية بإقامة علاقات مع رجال أعمال وأصحاب الشركات والمنظمات الدولية التي يمكن الإستفادة من خدماتها في الوقت الذي تراه مناسباً، كما أن العواصم الأوروبية مهمة لتلك النشاطات وخاصةً بروكسل التي تنشط فيها إسرائيل، ومن هذه المؤسسات المركز الأوروبي لبحوث التسويق European Market Research Center ويعتبر المركز من مؤسسات الخدمات التي يسمح لها نشاطها وأهدافها الاقتصادية أن تلعب أدواراً أخرى جانبية مثل ربط العلاقات مع متعاملين اقتصاديين ودوائر فاعلة في مجالات الاقتصاد والمال واتخاذ القرار، وبالتالي يمكن التدخل والضغط والصداقات المفترضة لصالح الجهات التي تمثلها في الحقيقة وفي الوقت نفسه فطبيعة العمل تسهل على ربط علاقات في شكل شبكات يمكن تفعيلها بطرق مباشرة أو غير مباشرة.
وينظم المركز سنوياً ملتقى من نوع «BUSINESS FORUM» في إسرائيل ويلاحظ على تلك الملتقيات بالنظر إلى برامجها وطريقة تنظيمها الأوضاع المادية والمالية والجيدة التي تستفيد منها. ومن أهم المنظمين المعلن عنهم لملتقيات اسرائيل «وكالة إسرائيل للتصدير» ويهدف هذا الملتقى لقيام شراكة استراتيجية بين إسرائيل والأقطاب الصناعية والاقتصادية الجديدة في العالم، وقد سمح هذا الملتقى لقيام شراكة استراتيجية بين إسرائيل والأقطاب الصناعية والاقتصادية الجديدة في العالم، وقد سمح هذا الملتقى بربط علاقات جديدة بين إسرائيل وعدة دول ذات الاقتصاد المزدهر حديثاً.
|