|
أعجب واستغرب من رجل سوي يرى نفسه ناضج العقل وافر الرجولة مستقيم السلوك يقترن في مقتبل عمره بشريكة حياته بحب ومودة، امرأة تقاسمه السَّراء والضراء صاحبة مروءة، تواسيه وتسليه وتحدب عليه وتحيطه بالسعادة والرفاهية والعطف والحنان، وتنسيه هموم الحياة كلها بوفائها وسهرها، وتنجب منه البنين والبنات وتربيهم بأقصى ما تقدر عليه.. ومع كل هذه الصفات والمزايا النبيلة تراه في لحظة من حياته ولأدنى هفوة تصدر منها بكل عفوية وبدون قصد يضحي بكل ذلك ويضرب به عرض الحائط ويستسلم للنفس الأمارة بالسوء ويغيب العقل والرشد والحلم فيقوم بتطليقها أو تعليقها أو تهميشها متجاهلاً أو متناسياً صنوف المعروف والنبل والوفاء والعطف الذي عاش في ظله وكنفه فترة طويلة من حياته. هذه النهاية المحزنة والمؤسفة تبقى أسيرة العمل الطائش والتسرع، حيث يغيب الشعور السوي والاتزان، وهو بالتالي وحده الذي سيعض أصابع الندم والحسرة ومن قبله قال أحد الطائشين في مثل حالته: |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |