رواد منتديات وساحات الكلام أو ما يسمونه بالدردشة في شبكة الإنترنت، أصبحوا يكونون ظاهرة يغلب عليها ما يلي:
الجميع يستتر تحت أسماء مستعارة ووهمية لذا تغيب عنهم المصداقية ويفتقدون للتوثيق، وينخرط الجميع تحت دائرة الإشاعات الصفراء والأقوال العجائبية التي تدس في الظلام دون وعي ومسؤولية.
تتميز طروحاتهم بالانفعال وغياب الوعي الشمولي الذي ينظر للقضايا من جميع نواحيها، بل يسيطير عليهم النبرة الحادة المرتفعة التي تفتقد للنضج المسؤول الذي يثبت الحجج عبر التوثيق والأدلة والبراهين ويرتكنون في طروحاتهم ومصادرهم إلى احادث المجالس ومهاتراتها.
تسبيق سوء الظن والنوايا السيئة وسيطرة هاجس المؤامرة على جميع مَن يخالفهم أو يتقاطع معهم بالرأي، والوصول الى درجة التكفير والإخراج من الملة!!
توظيفهم للألفاظ السوقية الرخيصة والنعوت البشعة، والأساليب التهجمية الخالية من مسؤولية الكلمة ونضج الرجولة.
وزارة المعارف هي دائرة حكومية في بلد مسلم ودرست أبناءنا من سنين طويلة، وليست منظمة (ماسونية) انحدرت علينا من المريخ، والى الآن لا أعرف السر الذي يكمن وراء التهجم على دمج الرئاسة مع وزارة المعارف، العالم كله يتوجه نحو الدمج وتكوين تكتلات سياسية واقتصادية للنهوض بالأداء نحو الأفضل، إلا بعض قاصري النظر، أسرى غوغائية المجالس.
قال الله سبحانه وتعالى: {كّذّلٌكّ يّضًرٌبٍ پلَّهٍ پًحّقَّ وّالًبّاطٌلّ فّأّمَّا پزَّبّدٍ فّيّذًهّبٍ جٍفّاءْ وّأّمَّا مّا يّنفّعٍ پنَّاسّ فّيّمًكٍثٍ فٌي الأّرًضٌ كّذّلٌكّ يّضًرٌبٍ پلَّهٍ الأّمًثّالّ} [الرعد: 17] .
وفي النهاية لا يبقى من سبيل لمواجهة خفافيش الظلام المستترين خلف ظلمتهم وأسمائهم المذعورة العاجزين عن تقديم طروحات موثقة بالأدلة والبراهين، إلا المزيد من الحرية المسؤولة عبر الصحف ووسائل الإعلام، المزيد من المساحات المشرعة وتقبل جميع الأصوات، فهذه الطريقة وحدها هي التي تخرج الخفافيش من أوكارها وتضعهم أمام العدالة ومسؤولية الكلمة، المزيد من الثقة والشفافية بين القارىء العادي ووسائل إعلامه، فعبر هذا السبيل وحده ينتقل القارىء إلى مرحلة النضج والوعي الملتزم الذي يستطيع التفريق بين الزبد والغث وبين ما ينفع الناس في معاشهم وآخرتهم.
|