المكرم محرر عزيزتي الجزيرة / حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
في يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1422ه فقدت مدينة تمير أحد رجالاتها البارزين ألا وهو إمام وخطيب البلد ناصر بن عبدالعزيز الخريف إثر أزمة قلبية، وقد كان رحمه الله تعالى إماما وخطيبا منذ أكثر من خمس وأربعين سنة أمضاها في خدمة بلده، إضافة إلى قيامه بعقد الأنكحة وتوليه كتابة ما يحتاجه أهل البلد وغيرهم، من الوصايا والأوقاف والمبايعات والمصالحات وغيرها حيث كان قلمه رحمه الله معترفا به لدى المشايخ والقضاة، وكان رحمه الله محبوبا لدى أهل البلد وغيره فهو لايحابي أحدا دون أحد، وكان ورعا نزيها حريصا على العبادة وحب الخير للآخرين والعطف على الفقراء والمساكين، وكان يوم موته مصيبة عمت مدينة تمير وخارجها، حيث صلى عليه خلق كثير ضاق بهم الجامع، وتأثر لموته الكبير والصغير والرجال والنساء.
لقد كانت خطبته في الجمعة التي قبل موته كأنها خطبة مودع وقد صلى الفجر يوم الاثنين الذي توفي فيه بجماعته في المسجد، ثم ذهب إلى مزرعته في الصباح وبعد عودته منا وافاه الأجل المحتوم {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}
رحمك الله يا أبا عبدالعزيز رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، فقد كنت لنا أباً ناصحا وخطيبا مجتهدا وعالما ورعا، ومربيا مخلصا وباذلاً للخير ومحبا لبلدك وعظَّم الله أجر أهالي تمير في فقدك.
عبيد بن عبدالعزيز الفيصل أستاذ علوم شرعية بمعهد المراقبين الفنيين بالرياض
|