Tuesday 2nd April,200210778العددالثلاثاء 19 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ليست هي النتيجة المرجوة ليست هي النتيجة المرجوة
لا.. للمجاملة التي تخلق المتاعب

سعادة رئيس تحرير جريدة «الجزيرة»:
تحية طيبة وبعد:
ألزم الإسلام أفراده بحسن التعامل ولين الجانب في كافة تعاملاتهم الانسانية والاجتماعية وفي علاقاتهم مع بعضهم البعض حتى في تعاطيهم مع مفردات حياتهم اليومية والتي بالتالي تنعكس على سير حياتهم وسلوكهم الحي الذي يقومون به على كافة المستويات. فالإسلام دائماً هو الأوسع والأكثر شمولاً في تيسير رحى الحياة بتأثيراتها وانعكاساتها بحيث تدعم الفرد في حياته بتقديم الأسلوب المتحضر للتعامل بين البشر مع ذواتهم ثم مع المحيطين بهم ثم مع موجودات الحياة بشكل عام. فالإسلام يفرض حسن التعامل مع الغير في حدود الضوابط والالتزام بتشريع الدين وإذا كان في الإسلام كمنهج وتشريع الشيء الكثير مما يطال التعامل مع الغير فذلك لوجود ما يمثل الجانب الأخلاقي المتزن للإسلام الذي يعطي صلاحية الخلق ومستواه ومحترزاته وخط التعامل معه وفي ظل نسق اجتماعي متمكن. من هنا فمن الموجب دراية أن يكون تعامل الأفراد وتطبيقهم للمبادئ الأخلاقية في حدود التشريع الأخلاقي التي يتسم بها الإسلام فرسولنا عليه الصلاة والسلام كان على خلق عظيم، وبعد هذا كله فإن التجاوز في التعامل الصحيح بين الناس سوف يحدث خللا في الاتساق المطلوب لمعاني السماحة واليسر في الدين فإذا ما أراد الانسان أن يعامل بالحسن واللين والطيب فعليه أن يكون تعامله بنفس ما يرغب أن يعامل به. مع تسليمنا بأن المجتمعات الانسانية على امتداد شرائحها واختلاف تطبيقاتها لا يخلو الأمر فيها من التناقض في تعاملها، فمثلاً هناك من يغضب من ضعف مصداقية الآخرين معه وهو صاحب المعلومات المغلوطة وهناك من يسيء ويطلب الاحسان وخلاف هذا القياس كثير جد وإذا كان هذا التناقض واقع لا محالة بحكم زخم التعامل الانساني اليومي والتداول البشري لمعظم نتائج التعاملات اليومية فيجب أن يعلم الانسان أن الناس تعي وتكشف الكثير من خلال تعاملها وتوجد الخبرات والاتجاهات السيئة والحسنة عن الغير بحيث من الاستغفال أن يعتقد البعض أنه يملك القدرة الخارقة في اقناع الناس بما لم يكن ونفى ما كان أو أن يتغاضى عن خطئه في حق غيره ويبرز خطأهم فيه.
إن التوازي في أضلاع التعامل بين الناس يفرضه مبدأ أنه لا تفاضل في حق التعامل الحسن المتبادل وأن لا تهون مشاعر الناس في شأن ويتوقف عندها في شأن آخر فذلك قد يسبب كسراً في تعامل البعض يكون من الصعوبة تجبيره. ومطلوب من الأفراد التمعن في الكلمة منطوقها ومفهومها حتى لا ترتد بما لا يحمد عقباه ومن بديهي القول أن المجاملة أصبحت أشبه ما تكون بسلوك يتعامل به مع الأفراد بشكل يومي ولكنها على الجانب الآخر قد تكون ضوءاً أخضر للقلة في التساهل غير المستحب والتجاوز في بعض السلوكيات. ولكنهم «أي القلة» قد يوجهون من لا يتعامل بالمجاملة جملة وتفصيلاً مما قد يظنون معه أنه تعدى على ذاتهم الشخصية وهنا يظهر الاعتداد بالرأي الخطأ والمزاجية المفرطة التي لاتسمع صوت العقل. وإذا كانت المجاملة سوف تخلق المتاعب والارهاق فالصراحة والمواجهة أدعى بأن توجد السياج المنيع ضد بعض التجاوزات التي سوف تحسب بالنقصان على صاحبها. إن ظاهر التعامل الحسن الذي أوصى به الدين وحث عليه بين أفراد المجتمع لا يوحي بشكل من الأشكال إلى أن اللين في التعامل والإيثار هو البوابة التي يعبر منها الكثير من التصرفات والأغلاط غير المستحبة فهي ليست النتيجة المرجوة اطلاقاً.

محمد بن سعود الزويد الرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved