Tuesday 2nd April,200210778العددالثلاثاء 19 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

بعد اكتشاف خصائصه الطبية بعد اكتشاف خصائصه الطبية
ملك السموم يصلح ماضيه سيئ السمعة

* لندن رويترز:
أصبح للزرنيخ الذي كان يدس في طعام الأباطرة والسياسيين والورثة لقتله عبر العصور جانبا مضيئا معاصرا.
مازال مجرد ذكر الزرنيخ يثير الرعدة بالرغم من ان الكثير من العلماء والاطباء بدأوا ادراك الصفات الايجابية للزرنيخ.
تشير البحوث الاخيرة الى ان كميات صغيرة من الزرنيخ من الممكن ان تفيد بالفعل صحة الإنسان واصبحت هذه المادة سيئة السمعة تستخدم بالفعل كعلاج لانواع معينة من سرطان الدم.
والزرنيخ ليس شديد السمية في حالته الطبيعية وهو عنصر هش مائل للون الرمادي. إلا ان الخصائص السلبية لمركباته أو ما يطلق عليه اسم الزرنيخيات معروفة منذ أكثر من الفي عام واصبحت مرادفا للتسميم والموت المفاجىء.
ومن هذه المركبات أكسيد الزرنيخ وهو مركب ابيض وهو شديد السمية وكان اداة القتل الخفي لكثيرين عبر العديد من القرون لأن من الصعب اكتشافه في جثة المتوفى. ولم يتمكن العلماء من التوصل الى فحوص يعتمد عليها للكشف عنه الا في القرن التاسع عشر.
ولسوء الحظ اكتشفت هذه الفحوص بعد موت الامبراطور الفرنسي الشهير نابليون بونابرت عام 1821 الذي يردد بعض العلماء الآن انه اصيب بالتسمم نتيجة للابخرة السامة المتصاعدة من ورق الحائط المتهالك الذي كان مصبوغا بمادة خضراء تحتوي على الزرنيخ. وكان اصابته بسرطان المعدة هو السبب المعلن لوفاته في ذلك الوقت.
وبعد ان حارت السلطات لسنوات طويلة اكتشف انه اذا كان ورق الحائط الذي يحتوي على هذه المواد الصابغة اصبح رطبا فإن المواد الصمغية الحيوانية التي كانت تستخدم في تلك العصور ستشكل طبقة تحول المادة الصبغية الى بخار زرنيخ سام.
والى جانب السيانيد والاستركنين نال الزرنيخ الابيض هذه السمعة المرعبة حتى انه في فرنسا كان يطلق عليه اسم «مسحوق الارث» لأن الكثيرين كانوا يستخدمون هذه المادة التي ليس لها طعم أو رائحة في قتل الاقارب الاغنياء حتى يرثوهم في أسرع وقت.
وفي السنوات القليلة الماضية نال الزرنيخ تقديرا كبيرا في المجال الطبي وذلك بعد ان اتضح مدى فاعلية بعض مشتقاته في علاج انواع معينة من السرطان وخاصة نوع شديد من سرطان الدم «اللوكيميا».
والذين يعانون من اضطرابات في الدم لديهم جين يؤدي الى تكون بروتين مشوه في أجسامهم يتدخل في النمو الطبيعي ويؤدي الى موت بعض كريات الدم البيضاء. وثالث أكسيد الزرنيخ واسمه التجاري تريسينوكس والذي اجازته الادارة الأمريكية للاغذية والعقاقير يجعل البروتين يدمر نفسه ويسمح لكريات الدم البيضاء بالنمو بشكل طبيعي.
وتريسينوكس الذي يقول بعض الاطباء انه أقل سمية من العلاج الكيماوي التقليدي يبشر بالخير في علاج أنواع أخرى من السرطان وتجرى حوله اختبارات معملية في علاج سرطان الغدد الليمفاوية والبروستاتا.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved