شعرنا هنا في المملكة العربية السعودية بخاصة.. وفي العالم العربي والإسلامي بعامة أننا بدأنا نكسب الرهان.. على مستوى الإعلام العالمي.. وخاصة منه الإعلام الغربي الذي يحاربنا بكل سلاح قاتل من أسلحته المختلفة. وذلك حينما تحولت مبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إلى مبادرة عربية شاملة.. تمثل صفقة سلام كامل وشامل بين العرب، والدولة العبرية.. وخاصة أن الإدارة الأمريكية تحمست لتبنيها من قبل القمة العربية في بيروت.
واستبشر العالم بانفراج في أصعب مشكلة يعيشها (الشرق العربي) ولكن قبل أن يجف حبر بيان القمة العربية (14) في بيروت، الذي رفع غص الزيتون كما يقولون والمفروض أن يرفع إلى جانب الغصن المدفع، ما كاد يجف مداده حتى ردت عليه الهمجية اليهودية بهذا الإجرام المتغطرس.. والغزو الكاسح لكل شبر من فلسطين..
ولحست أمريكا خطابها المؤيد لهذه المبادرة السلمية.. والأولى من نوعها.. بإعطاء شارون الموافقة العلنية على قتل هذه المبادرة ووأدها في مهدها بادعاء رئيسها بوش (بأنه يتفهم دوافع إسرائيل في الدفاع عن نفسها..).. ويعني هذا القول من رئيس الدولة الكبرى التي تزعم أنها ترعى حل المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية أنه أصبح في موقف لا يختلف كثيراً عن موقف الحكومة الإسرائيلية.
الوسيلة، والغاية
الوسيلة هي تحطيم السلطة الفلسطينية المسؤولة عن الشعب الفلسطيني.. في ظن خائب منهم، بأن سلطة فلسطينية بديلة كفيلة بأن تقبل ما يملى عليها حتى وإن كان ضد مصالح شعبها.. وهذا لن يحدث أبداً.. والغاية من هذا الموقف الأمريكي المؤيد بلا تردد للعدوان الإسرائيلي وعلى سلطته الشرعية ورئيسه المنتخب ياسر عرفات هي ضمان التجديد للرئيس بوش أربع سنوات أخرى بعد انتهاء الفترة الأولى، وهذا واضح كل الوضوح من خلال المواقف الأمريكية الظالمة للعرب والمسلمين.. وإرضاء اليهود الذين هم حكام أمريكا الحقيقيون..!
ونحن نقول ونعرف أنه لن يسمع لقولنا (بَدري) أو (بكِّير) يا فخامة الرئيس.. فباقٍ لك من الفترة الأولى عامان.. وتستطيع أن تحقق السلام لو شئت في (الشرق العربي) وتبقى بعد ذلك عند احتمالين: أحدهما أشرف من الآخر:
* احتمال أن تنتخب لفترة رئاسية ثانية ولن يؤثر عليك اللوبي اليهودي فيها.
* واحتمال أن تكون رجل السلام العالمي في هذا العصر بإحقاق الحق وإقامة العدل.. وحل مشكلة صعبة إذا هي قيست بالأطماع والعدوان اليهودي العنصري المجرم، وبالسهولة إذا هي نظرت من حيث الشرعية التاريخية والدولية.
* * *
درتان في قمة بيروت:
الدرة الأولى مبادرة سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي أصبحت مبادرة الدول العربية مجتمعة.. ما أفضلها وأجملها لإسرائيل بخاصة لو كان في نيتها السلام مع العرب.. ولكنها قتلتها في مهدها.. وعليها أن تتحمل نتائج هذه القِتْلة..!
أما الدرة الثانية فهي كلمة الرئيس بشار الأسد التي فضحت المغالطات، وأفسدت المصطلحات اليهودية والغربية.. التي تبناها الطرفان قلباً للحقائق، وتشويهاً لسمعة العرب والمسلمين.. وإعطاء المجرم مشروعية إجرامه.
إن الخُبث اليهودي والحقد الصليبي يتوحدان ضد المسلمين منذ أمد بعيد.. ولكنهما افتضحا بشكل أعنف منذ التفجيرات للبرجين في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن.. وظهرت العقدة الصليبية في كلام الرئيس الأمريكي عند هذا الحادث الكبير.
يبقى أن يسعى العرب والمسلمون جميعاً إلى تفعيل إعلامهم بما يخفف هذه الهجمة الكاسحة ضد ثوابتنا الإسلامية وقيمنا الأخلاقية وحقوقنا الشرعية في تحرير المسجد الأقصى من أيدي اليهود وقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشريف.
ويجب علينا في هذه الأيام العصيبة أن نتفاءل بما يقوم به أبطال هذا الشعب الشجاع من تفجيرات استشهادية.. بدأت تهز الكيان الصهيوني هزاً عنيفاً افقد حكومة شارون أية رؤية صحيحة تريح قومه مما يقوم به الاستشهاديون. وسوف تزداد الضربات عليهم مهما عملوا من إرهاب وقتل تدمير وحصار { وّاللَّهٍ غّالٌبِ عّلّى" أّمًرٌهٌ } .
|