* حوار حسين بالحارث:
أوضح معالي رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس خالد اليحيى ان بعض الصحف قد ضخمت وهولت عن عمد أخبار الحادث الذي وقع مؤخراً لقطارات المؤسسة مؤكداً انها في المقابل حجبت كلمة المؤسسة التي تكشف حقيقة ما جرى وتضع الأمور في نصابها وهو ما يتنافى مع رسالة الصحافة.
«الجزيرة» قامت بدور البحث عن الحقيقة في هذه المواجهة مع معالي المهندس اليحيى الذي بدأ منزعجا من الأسلوب الذي تعاملت به الصحافة في نشرها للآخبار دون الرجوع لمسؤولي المؤسسة للتأكد من حقيقتها.. فبدأ لقاؤنا معه بالقول:
ان للإعلام دوراً مهماً وأساساً في عملية التنمية التي تشهدها المجتمعات، ويدخل ضمن هذا الدور النقد الهادف البناء للممارسات الخاطئة في المجتمع سواء كانت على مستوى الأفراد أم الأجهزة والمؤسسات، ولقد كان واضحاً من التغطية الأخيرة للحدث الذي وقع مؤخراً ان هناك صحفاً نحت منحى بعيداً عن النقد الهادف والبناء، ومما نراه لا يحقق مصلحة عامة للبلاد.
أين من يبحثون عن الحقيقة
* أشرت في حديثك إلى دور الإعلام في التقدم والتنمية غير ان الواقع يؤكد معظم الدوائر، وادارتكم منها لا تسمح للإعلام بممارسة هذا الدور وذلك من خلال حجب المعلومة وإجبار الصحفي على ممارسة الاجتهاد أحيانا والاعتماد على مصادر محدودة المعرفة.. فما هو تعليقك؟
لن أذهب بعيداً فأنت خير من يعرف الجواب.. فلقد اتصلت بي وفوراً أعطيتك ما تريده من معلومات وطلبت مقابلتي، وها نحن نجلس ونتحدث وباب مكتبي مفتوح لكل من أراد ان يعرف الحقيقة ولكن ليس الجميع مهتمين بالحقيقة بقدر اهتمامهم بالتهويل والإثارة واحب ان أنوه إلى ان عجب المعلومة لا يجب ان يكون سبباً لممارسة الاجتهاد الشخصي أو الاعتماد على مصادر غير دقيقة في معلوماتها.
نعم أثناء الحريق
* ولكن يا معالي الرئيس البيان الذي أصدرتموه ليلة حادث القطار في بقيق على سبيل المثال لم يكن المعلومات التي نشرناها كصحفيين وثبتت صحتها بعكس ما جاء في البيان فكيف ذلك؟ وهل نشر الحقائق وعدم الاعتماد على بيانكم كان تضليلاً؟!
مثل ماذا؟
* بيانكم كان يقول.. انكم تبحثون عن أسباب الحادث بينما الحريق لا يزال مشتعلاً في القطار! كما ذكر البيان ان مصير المأمور والسائق والجندي لا يزال مجهولا بينما كان قد وصلنا إلى اسمائهم كمتوفين وحمل بيانكم ايضا ان الحادث ناتج عن حريق اشتعل في ثلاث عربات في قطار بضائع مكون من 60 عربة! ولم يأت البيان على ذكر 13 عربة تقريباً كانت محملة بالديزل التي كانت منفصلة عن قطار آخر وكانت السبب الحقيقي للحادث!!
فيما يتعلق بالنقطة الأولى نعم البحث كان يجري لمعرفة الأسباب، فمن أول ساعة تواجد مسؤولو المؤسسة في موقع الحادث، وكنت متواجداً وكان هناك من الفنيين من يعمل عمله والحريق لا يزال مشتعلاً ولقد زودت الصحافة بعد إرسال البيان الأول ببيان إلحاقي يعقبه بما يقارب (15) دقيقة يوضح وفاة طاقم القطار (لم نتلقاه في جريدة الجزيرة).
اما بالنسبة للنقاط الأخرى فان المطلوب هو إعطاء الصحافة والرأي العام المعلومات المؤكدة بنسبة مائة بالمائة، اما التكهنات بما حدث فليس من المصلحة ان تعطى في مرحلة مبكرة من وقوع الحادث.
اما ما نشر عن العربات المنفصلة فقد كانت معلومات غير صحيحة البتة، وأنت الآن تثبت ان معلومات بعض الصحف لم تكن دقيقة فلم يكن هناك 13 عربة محملة بالديزل.. ولم يكن أي من العربات التي اصطدم بها القطار تحمل قطرة من الديزل .. وفي جميع الأحوال فنحن وبكل شفافية وبكل صدق وأمانة وصفنا في بياننا ما رأيناه في موقع الحادث في تلك الليلة.. أنت تقول لماذا لم يغط البيان الحادث أكثر مما غطاه ومن وجهة نظرنا ان الحيطة واجبة في مثل هذه الأمور والقدر اليسير المؤكد من المعلومات هو الذي يجب ان يسرع بتقديمه للصحافة، وهذا ما فعلناه.
لا تحملوها أكثر مما تحتمل
* تريد يا معالي الرئيس ان تقول:ان الخطوط بينكم وبين الصحافة مفتوحة والحقيقة انني عشت معاناة مع جهازكم لكي أتأكد من معلومة عادية وبسيطة وهي التأكد من استقبالكم لذوي المتوفين في نفس اليوم وما دار بينكم وبينهم، ولم أتأكد من هذه المعلومة الا حين وصلت لكم بعد اتصالات استمرت نحو 4 ساعات مع موظفيكم استخدمنا فيها جميع ما نعرفه من الحيل لتوصيلنا بكم..؟
انا لم اعلم ان ذوي المتوفين سيأتون لزيارتي الا قبل ربع ساعة من دخولهم علي في المكتب، وقد يكون من اتصلت به أنت في المكتب يجهل هذه المعلومة، ومن هنا أريدك ان تستبعد تماما ان زيارة ذوي المتوفين رحمهم الله كانت بترتيب وتنسيق مسبق من المؤسسة لأن هذه كانت بادرة منهم، وقد أتوا لينفوا ما ورد في الصحف على لسانهم نفيا قاطعا عن نيتهم مقاضاة المؤسسة كما نفوا الكثير مما نشر من تصريحات منسوبة لهم قد أكدت لهم انني كنت اجزم جزماً تاماً إنها تصريحات غير صحيحة، ولم تصدر عنهم رغم نشرها، ففي الواقع كانت تلك الجلسة جلسة تعبير عن مشاعر صادقة، وهنا ارجو ألا تحمل الأمور أكثر مما تحتمل.
ليس صحيحاً
* حسنا ما هي قصة بلاغ شركة أرامكو؟
ما زلت أؤكد ان ما تردد حول بلاغ شركة أرامكو أكاذيب ملفقة فعلى من يروج لهذا البلاغ ان يثبته وقد قيل في هذا الصدد الكثير، ولكن ارتكز على معلومات غير صحيحة.
* ولكن أرامكو لم تنف ما تردد؟
ولم تؤكده أيضا.. اما كون مسؤولي أرامكو لم ينفوا فقد يعتذر لهم بعدم رغبتهم في الانجرار وراء صحافة الإثارة والتهويل وعلى العموم فإن الأحرى السؤال عن التقرير الذي أعلنت بعض الصحف بالخط العريض عن أن أرامكو ستعلنه.
نرحب بالتحقيق
* ما رأيكم في المطالبة بتشكيل لجان للتحقيق في حادثي القطار ومدرسة مكة لا تكون الأطراف المعنية ممثلة في هذه اللجان فهل توافق على ذلك؟
بكل تأكيد فهو لا يهدف الا إلى المصلحة العامة ونحن هدفنا المصلحة العامة أيضا، وبالفعل فقد تم تشكيل لجنة للحادث السابق الذي وقع أيام عيد الفطر الماضي، وكانت اللجنة مشكلة من جهات عديدة منها جهات امنية وجهات رقابية وخرجت بتوصيات عرضت على سمو أمير المنطقة الشرقية وعلى مجلس إدارة المؤسسة، ولكن ما احب الإشارة إليه هنا هو ان لدى المؤسسة من الموظفين المخلصين الذين لا نشك في مصداقيتهم وأمانتهم في حال أوكل لهم التحقيق.
ستعلن النتائج
* وكنتم وعدتم بإعلان النتائج، ولكن لم يحدث ذلك فدعني أسألك هل ثبت تقصير من قبل موظفيكم وان سائق القطار كان عبارة عن مساعد؟
لقد كان مقرراً اعلان النتائج وما أخر ذلك هو الحادث الأخير وانشغالنا به اما من ناحية التقصير، فقد ثبت فعلا ان احد أسباب الحادث هو تقصير بعض الموظفين في تأدية واجبه كما ان معلومة ان الذي يقود القطار هو مساعد السائق وليس السائق نفسه معلومة صحيحة، وسوف تظهر النتائج المفصلة لذلك.
* ماذا اتخذتم من إجراءات خلاف الإجراءات الإدارية؟
لقد قمنا بتشكيل لجنة على مستوى عال من موظفي المؤسسة لمتابعة تنفيذ توصيات اللجنة التي حققت في الحادث، وقد تحدثت في مناسبات عديدة عن بعض العقود التي تم ابرامها والبرامج الفنية التي بدأ تنفيذها، ولكن يجب ان يتم لظهور آثار هذه البرامج والعقود الفترة الكافية، ومن ذلك مثلا نعمل حاليا على تركيب نظام إنذار مبكر في كل عربة من القطار وهو نظام متقدم جدا ولكن وللأسف الشديد فإن بعض الصحف لا تهتم بمثل هذه المشاريع والإنجازات بقدر اهتمامها بالإثارة والتهويل.
* إذن أين بيانكم الذي سيكشف جميع التفاصيل؟
سوف يصدر في الوقت المناسب ففي مثل هذه الظروف نرى ضرورة التريث والتثبت من كل معلومة تقدم للرأي العام.
تأثرت الحركة
* هل تأثرت حركة المسافرين بالقطار بسبب ما كتب ونشر عن هذه الحوادث كما يقال؟
لا أستغرب تأثر حركة النقل بواسطة القطار بسبب ما ينشر فلابد من ان يتأثر بعض المسافرين عادة بالقطار بما قيل وروج عبر بعض الصحف، ولكن أود ان أؤكد ان القطار يظل أكثر وسائل النقل قبولا لدى المسافرين بين الدمام والمنطقة الوسطى مروراً ببقيق والهفوف.. والقطار يحصل على نصيب الأسد من حركة النقل أي اننا ننقل من المسافرين أكثر مما تنقله الطائرات والنقل الجماعي وسيارات الأجرة بين المنطقتين الوسطى والشرقية.
|