** «كل ذي نعمة محسود» نحن نسلم بذلك.. فالكثير من الناجحين تعرضوا لمشاكل ومنغصات ومضايقات.. ليس لأي سبب.. سوى أنهم نجحوا فقط.. وعليهم أن يدفعوا ثمن هذا النجاح.
** في أي مجال.. وفي أي ميدان.. وفي أي مكان تجد ذلك الإنسان الناجح.. محسوداً حتى لو كان في مبسط صغير على رصيف أو على صندوق «أبوغمارتين».. «ومن لم يمت بالحقد والحسد.. مات بالنَّظِلْ!!».
** عندما تسمع بأن ذلك الإنسان من الناس ناجح في عمله.. مخلص أمين متفوق.. صاحب مبادرات وابتكارات.. يتمتع بروح عملية..
** عندما تسمع عنه.. تسمع أيضاً.. أن وراءه جيشاً من الحسدة والحاقدين والمتربصين والكارهين له.. وتتوزع مهام هؤلاء ما بين حاقد وحاسد وكاره.. وما بين متربص ومغرض.. وما بين آخرين مهمتهم.. إطلاق الإشاعات حوله.. والهدف كله.. هو الإطاحة بهذا الإنسان الناجح و«تطييره» بأي وسيلة مهما كانت.. المهم.. ألا يبقى.. لأن ذلك الناجح.. يُعرِّيهم.. ويفضحهم ويكشفهم..
** والإنسان الناجح.. النظامي المخلص.. الأمين الصادق النزيه.. عادة ما يزعج مجموعة حوله أو تحت إدارته لايرتاحون لهذه الصفات.
** فهناك الكسول.. وهناك البليد.. وهناك المتلاعب.. وهناك الكذوب.. وهناك الغشاش.. وهناك معدوم الضمير.. وهناك معدوم الأمانة وهناك «الْبَلاَّسْ» وهكذا..
** وهناك الأكاديمي الناجح المتفوق في ميدانه ثقافةً.. وبحثاً.. واطلاعاً.. وتواصلاً مع كافة الميادين.
** مثل هذا الأكاديمي الناجح.. يكابد مضايقات الكسالى.. الذين أمضوا عشرين سنة باسم «أستاذ مساعد» ويحالون على التقاعد وهم «أستاذ مساعد» و«تِخِبْ عليهم..!!»
** وفي الإدارات الحكومية.. وبالذات في المناطق النائية.. يعاني المدير الناجح من هؤلاء معاناة شديدة.. ويحفرون له في كل اتجاه.. حتى سهام العيون «النَّظِلْ» موجهة له و«المدفع اللِّي ما يصيبِه على الأقل.. يِحُوسِهْ».
** والمدير الذي يحضر في الدقائق الأولى للدوام.. وينصرف في الوقت المحدد.. يزعج «كْسَرْ» الموظفين إزعاجاً شديداً.. ويقولون.. إن سعادة المدير «ما فَطَّرته حرمته وجاء منحاش من صباح الله».
** ويقولون.. إن هذا المدير.. لا يذهب إلى منزله مبكراً لأن له مشاكل عائلية.
** أما إذا كان نظامياً دقيقاً وملتزماً قالوا: «كله عقد... مدير معقد.. كله عقد نفسية.. ولد عجوز».
** أما لو كان نزيهاً نظيفاً أميناً.. فسيقولون «بخيل.. نملة.. حسود».
** والإدارات.. وربما الشركات والمؤسسات.. تضم عينة رديئة من البشر وهم بفضل الله ندرة ليس هاجسهم الإنتاج والعمل.. بل الفوضى والتسدِّح.. ومحاولة تثبيط كل ناجح.
** أكثر الإدارات والمؤسسات والشركات «مبلية» بهؤلاء البشر.. وهذا الصنف من الناس» تجد عندهم الأكاذيب والإشاعات وأخبار «العجز» وكل الأخبار «الشينة» ولا يمكن أن تجد عندهم خبراً ساراً أو معلومة جديدة..
بل هم.. مثل البوم «لايْوَقِّعْ» إلا في الخراب.. ولا «يطلع» إلا في «صِفْرَةْ» المغرب..
***
من ديوان التميمي